﴿ وَجَـاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرَاءِيلَ الْبَحْرَ ﴾ [يونس : ٩٠] روي أنهم عبر بهم موسى يوم عاشوراء بعدما أهلك الله فرعون وقومه فصاموه شكراً لله ﴿ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ ﴾ [الأعراف : ١٣٨] فمروا عليهم ﴿ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ ﴾ [الأعراف : ١٣٨] يواظبون على عبادتها وكانت تماثيل بقر.
وبكسر الكاف : حمزة وعلي.
﴿ قَالُوا يَـامُوسَى اجْعَل لَّنَآ إِلَـاهًا ﴾ صنماً نعكف عليه ﴿ كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ ﴾ [الأعراف : ١٣٨] أصنام يعكفون عليها.
و " ما " كافة للكاف ولذلك وقعت الجملة بعدها.
قال يهودي لعلي رضي الله عنه : اختلفتم بعد نبيكم قبل أن يجف ماؤه.
فقال : قلتم ﴿ اجْعَل لَّنَآ إِلَـاهًا ﴾ [الأعراف : ١٣٨] ولم تجف أقدامكم ﴿ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف : ١٣٨] تعجب من قولهم على أثر ما رأوا من الآية العظمى فوصفهم بالجهل المطلق وأكده ﴿ إِنَّ هؤلاء ﴾ [الحجر : ٦٨] يعني عبدة تلك التماثيل ﴿ مُتَبَّرٌ ﴾ مهلك من التبار ﴿ مَّا هُمْ فِيهِ ﴾ [الأعراف : ١٣٩] أي يتبر الله ويهدم دينهم الذي هم عليه على يدي.
وفي إيقاع ﴿ هؤلاء ﴾ اسماً لـ " إن " وتقديم خبر المبتدأ من الجملة الواقعة خبراً لها واسم لعبدة الأصنام بأنهم هم المعرضون للتبار وأنه لا يعدوهم البتة.
﴿ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف : ١٣٩] أي ما عملوا من عبادة الأصنام باطل مضمحل.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠٤
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠٨
﴿ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـاهًا ﴾ [الأعراف : ١٤٠] أي أغير المستحق للعبادة أطلب لكم معبوداً ﴿ وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَـالَمِينَ ﴾ [الأعراف : ١٤٠] حال أي على عالمي زمانكم ﴿ وَإِذْ أَنجَيْنَـاكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَونَ ﴾ [الأعراف : ١٤١] ﴿ أَنجَـاكُم ﴾ شامي ﴿ يَسُومُونَكُمْ سُواءَ الْعَذَابِ ﴾ [إبراهيم : ٦] يبغونكم شدة العذاب من سام السلعة إذا طلبها، وهو استئناف لا محل له، أو حال من المخاطبين، أو من ﴿ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ﴾ [غافر : ٤٦] ﴿ يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ ﴾ [الأعراف : ١٤١] ﴿ يَقْتُلُونَ ﴾ نافع ﴿ وَفِى ذَالِكُم ﴾ [البقرة : ٤٩] أي في الإنجاء أو في العذاب ﴿ بَلاءً ﴾ نعمة أو محنة
١٠٨
﴿ بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَـاثِينَ لَيْلَةً ﴾ لإعطاء التوراة ﴿ وَأَتْمَمْنَـاهَا بِعَشْرٍ ﴾ [الأعراف : ١٤٢] روي أن موسى عليه الصلاة والسلام وعد بني إسرائيل وهو بمصر إن أهلك الله عدوهم أتاهم بكتاب من عند الله، فلما هلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب فأمره بصوم ثلاثين يوماً وهي شهر ذي القعدة، فلما أتم الثلاثين أنكر خلوف فيه فتسوك، فأوحى الله إليه أما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك فأمره أن يزيد عليها عشرة أيام من ذي الحجة لذلك ﴿ فَتَمَّ مِيقَـاتُ رَبِّهِ ﴾ [الأعراف : ١٤٢] ما وقت له من الوقت وضربه له ﴿ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [البقرة : ٥١] نصب على الحال أي تم بالغاً هذا العدد، ولقد أجمل ذكر الأربعين في " البقرة " وفصلها هنا ﴿ وَقَالَ مُوسَى لاخِيهِ هَـارُونَ ﴾ [الأعراف : ١٤٢] هو عطف بيان ﴿ لاخِيهِ ﴾ ﴿ اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى ﴾ [الأعراف : ١٤٢] كن خليفتي فيهم ﴿ وَأَصْلَحَ ﴾ ما يجب أن يصلح من أمور بني إسرائيل ﴿ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠٨