﴿ إِلَيْكُمْ ﴾ ﴿ الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضِ ﴾ في محل النصب بإضمار أعني وهو نصب على المدح ﴿ لا إِلَـاهَ إِلا هُوَ ﴾ [البقرة : ٢٥٥] بدل من الصلة وهي ﴿ لَّهُ مُلْكُ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضِ ﴾ [الزمر : ٤٤] وكذلك ﴿ لا إِلَـاهَ ﴾ [الدخان : ٨] وفي ﴿ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبِّ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ * لا إِلَـاهَ إِلا هُوَ يُحْىِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَآ ـاِكُمُ الاوَّلِينَ ﴾ بيان لاختصاصه بالإلهية إذ لا يقدر على الإحياء والإماتة غيره ﴿ فَـاَامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِىِّ الامِّىِّ الَّذِى يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَـاتِهِ ﴾ أي الكتب المنزلة ﴿ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف : ١٥٨] ولم يقل فآمنوا بالله وبي بعد قوله ﴿ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ﴾ [الأعراف : ١٥٨] لتجري عليه الصفات التي أجريت عليه، ولما في الالتفات من مزية البلاغة، وليعلم أن الذي وجب الإيمان به هو هذا الشخص الموصوف بأنه النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته كائناً من كان ـ أنا أو غيري ـ إظهاراً للنصفة وتفادياً من العصبية لنفسه ﴿ وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف : ١٥٩] أي يهدون الناس محقين أو بسبب الحق الذي هم عليه ﴿ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأعراف : ١٥٩] وبالحق يعدلون بينهم في الحكم لا يجورون.
قيل : هم قوم وراء الصين آمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام ليلة المعراج، أو هم عبد الله بن سلام وأضرابه.
﴿ وَقَطَّعْنَـاهُمُ ﴾ وصيرناهم قطعاً أي فرقاً وميزنا بعضهم من بعض ﴿ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا ﴾ [الأعراف : ١٦٠] كقولك اثنتي عشرة قبيلة، والأسباط أولاد الولد جمع سبط وكانوا اثنتي عشرة قبيلة من اثني عشر ولداً من ولد يعقوب عليه السلام.
نعم مميز ما عدا العشرة مفرد فكان ينبغي أن يقال اثني عشر سبطاً، لكن المراد وقطعناهم اثنتي عشرة قبيلة وكل قبيلة أسباط لا سبط فوضع " أسباط " موضع " قبيلة "
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١٥
﴿ أُمَمًا ﴾ بدل من ﴿ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ ﴾ [الأعراف : ١٦٠] أي وقطعناهم أمماً لأن كل أسباط كانت أمة عظيمة وكل واحدة كانت تؤم خلاف ما تؤمه الأخرى
١١٨
﴿ وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَـاـاهُ قَوْمُهُا أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ﴾ [الأعراف : ١٦٠] فضرب ﴿ فَانابَجَسَتْ ﴾ فانفجرت ﴿ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ﴾ [البقرة : ٦٠] هو اسم جمع غير تكسير ﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَـامَ ﴾ [الأعراف : ١٦٠] وجعلناه ظليلاً عليهم في التيه ﴿ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ﴾ [الأعراف : ١٦٠] وقلنا لهم ﴿ كُلُوا مِن طَيِّبَـاتِ مَا رَزَقْنَـاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا ﴾ [البقرة : ٥٧] أي وما رجع إلينا ضرر ظلمهم بكفرانهم النعم ﴿ وَلَـاكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [البقرة : ٥٧] ولكن كانوا يضرون أنفسهم ويرجع وبال ظلمهم إليهم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١٥
﴿ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ ﴾ [الأعراف : ١٦١] واذكر إذ قيل لهم ﴿ اسْكُنُوا هَـاذِهِ الْقَرْيَةَ ﴾ [الأعراف : ١٦١] بيت المقدس ﴿ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيائَـاتِكُمْ ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١٩