الأعراف : ١٦١] ﴿ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا ﴾ مدني وشامي ﴿ خَطِيائَـاتِكُمْ ﴾ مدني ﴿ خَطَـايَـاكُمْ ﴾ أبو عمرو ﴿ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف : ١٦١] ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلا غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَآءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف : ١٦٢] ولا تناقض بين قوله ﴿ اسْكُنُوا هَـاذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا ﴾ [الأعراف : ١٦١] في هذه السورة وبين قوله في سورة " البقرة " ﴿ ادْخُلُوا هَـاذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا ﴾ [البقرة : ٥٨] (البقرة : ٥٨) لوجود الدخول والسكنى.
وسواء قدموا الحطة على دخول الباب أو أخروها فهم جامعون بينهما.
وترك اذكر الرغد لا يناقض إثباته، وقوله ﴿ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيائَـاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ موعد بشيئين بالغفران وبالزيادة، وطرح الواو لا يخل بذلك لأنه استئناف مرتب على قول القائل : وماذا بعد الغفران؟ فقيل له :﴿ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف : ١٦١] وكذلك زيادة ﴿ مِنْهُمْ ﴾ زيادة بيان و ﴿ أَرْسَلْنَا ﴾ و ﴿ أَنزَلْنَآ ﴾ و ﴿ يَظْلِمُونَ ﴾ و ﴿ يَفْسُقُونَ ﴾ من وادٍ واحد.
﴿ وَسْـاَلْهُمْ ﴾ واسأل اليهود ﴿ عَنِ الْقَرْيَةِ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] أيلة أو مدين وهذا السؤال
١١٩
للتقريع بقديم كفرهم ﴿ الَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] قريبة منه ﴿ إِذْ يَعْدُونَ فِى السَّبْتِ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] إذ يتجاورون حد الله فيه وهو اصطيادهم في يوم السبت وقد نهوا عنه ﴿ إِذْ يَعْدُونَ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] في محل الجر بدل من ﴿ الْقَرْيَةِ ﴾ والمراد بالقرية أهلها كأنه قيل : واسألهم عن أهل القرية وقت عدوانهم في السبت وهو من بدل الاشتمال ﴿ إِذْ تَأْتِيهِمْ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] منصوب بـ
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١٩
﴿ يَعْدُونَ ﴾ أو بدل بعد بدل ﴿ حِيتَانُهُمْ ﴾ جمع حوت أبدلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ﴿ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا ﴾ [الأعراف : ١٦٣] ظاهرة على وجه الماء جمع شارع حال من الحيتان، والسبت مصدر سبتت اليهود إذا عظمت سبتها بترك الصيد والاشتغال بالتعبد، والمعنى إذ يعدون في تعظيم اليوم وكذا قوله ﴿ يَوْمَ سَبْتِهِمْ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] معناه يوم تعظيمهم أمر السبت ويدل عليه ﴿ وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] و ﴿ يَوْمٍ ﴾ ظرف ﴿ لا تَأْتِيهِمْ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] ﴿ كَذَالِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] مثل ذلك البلاء الشديد نبلوهم بفسقهم ﴿ وَإِذْ قَالَتِ ﴾ [الأعراف : ١٦٤] معطوف على ﴿ إِذْ يَعْدُونَ ﴾ [الأعراف : ١٦٣] وحكمه كحكمه في الإعراب ﴿ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ ﴾ [الأعراف : ١٦٤] جماعة من صلحاء القرية الذين أيسوا من وعظهم بعدما ركبوا الصعب والذلول في موعظتهم لآخرين لا يقلعون عن وعظهم ﴿ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ﴾ [الأعراف : ١٦٤] وإنما قالوا ذلك لعلمهم أن الوعظ لا ينفع فيهم ﴿ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ ﴾ [الأعراف : ١٦٤] أي موعظتنا ابلاء عذر إلى الله لئلا ننسب في النهي عن المنكر إلى التفريط ﴿ مَعْذِرَةً ﴾ حفص على أنه مفعول له أي وعظناهم للمعذرة ﴿ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف : ١٦٤] ولطمعنا في أن يتقوا.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١٩
﴿ فَلَمَّا نَسُوا ﴾ [الأنعام : ٤٤] أي أهل القرية لما تركوا ﴿ مَا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾ [الأعراف : ١٦٥] ما ذكرهم به الصالحون ترك الناسي لما ينساه ﴿ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّواءِ ﴾ [الأعراف : ١٦٥] عن العذاب الشديد ﴿ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ [الأعراف : ١٦٥] الراكبين للمنكر والذين قالوا لم تعظون من الناجين، فعن الحسن : نجت فرقتان وهلكت فرقة وهم الذين أخذوا الحيتان ﴿ بِعَذَاب بَئِيس ﴾ [الأعراف : ١٦٥] شديد.
يقال : بؤس يبؤس بأساً إذا اشتد فهو بئيس.
﴿ بِئْسَ ﴾ : شامي ب ﴿ يس ﴾ مدني
١٢٠