ب ﴿ يَئِسَ ﴾ على وزن فيعل : أبو بكر غير حماد ﴿ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَـاسِئِينَ ﴾ أي جعلناهم قردة أذلاء مبعدين.
وقيل : فلما عتوا تكرير لقوله ﴿ فَلَمَّا نَسُوا ﴾ [الأنعام : ٤٤] والعذاب البئيس : هو المسخ.
قيل : صار الشبان قردة والشيوخ خنازير وكانوا يعرفون أقاربهم ويبكون ولا يتكلمون، والجمهور على أنها ماتت بعد ثلاث.
وقيل : بقيت وتناسلت.
﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ ﴾ [الأعراف : ١٦٧] ي أعلم وأجرى مجرى فعل القسم، ولذا أجيب بما يجاب به القسم وهو قوله ﴿ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف : ١٦٧] أي كتب على نفسه ليسلطن على اليهود ﴿ إِلَى يَوْمِ الْقِيَـامَةِ مَن يَسُومُهُمْ ﴾ [الأعراف : ١٦٧] من يوليهم ﴿ سُواءُ الْعَذَابِ ﴾ [غافر : ٤٥] فكانوا يؤدون الجزية إلى المجوس إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وسلّم فضربها عليهم فلا تزال مضروبة عليهم إلى آخر الدهر ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ﴾ [الأعراف : ١٦٧] للكفار ﴿ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمُ ﴾ [الأنعام : ١٦٥] للمؤمنين ﴿ وَقَطَّعْنَـاهُمْ فِي الارْضِ ﴾ [الأعراف : ١٦٨] وفرقناهم فيها فلا تخلو بلد عن فرقة ﴿ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّـالِحُونَ ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١٩
الأعراف : ١٦٨] الذين آمنوا منهم بالمدينة أو الذين وراء الصين ﴿ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَالِكَ ﴾ [الأعراف : ١٦٨] ومنهم ناس دون ذلك الوصف منحطون عنه وهم الفسقة ومحل ﴿ دُونِ ذَالِكَ ﴾ [الفتح : ٢٧] الرفع وهو صفة لموصوف محذوف أي ومنهم ناس منحطون عن الصلاح ﴿ وَبَلَوْنَـاهُم بِالْحَسَنَـاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ﴾ [الأعراف : ١٦٨] بالنعم والنقم والخصب والجدب ﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [آل عمران : ٧٢] ينتهون فيثابون ﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ ﴾ [مريم : ٥٩] من بعد المذكورين ﴿ خَلْفٌ ﴾ وهم الذين كانوا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والخلف بدل السوء بخلاف الخلف فهو الصالح ﴿ وَرِثُوا الْكِتَـابَ ﴾ [الأعراف : ١٦٩] التوراة ووقفوا على ما فيها من الأوامر والنواهي والتحليل والتحريم ولم يعملوا بها
١٢١
﴿ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـاذَا الادْنَى ﴾ [الأعراف : ١٦٩] هو حال من الضمير في ﴿ وَرِثُوا ﴾ والعرض : المتاع أي حطام هذا الشيء الأدنى يريد الدنيا وما يتمتع به منها وهو من الدنو بمعنى القرب لأنه عاجل قريب، والمراد ما كانوا يأخذونه من الرشا في الأحكام على تحريف الكلم.
وفي قوله ﴿ هَـاذَا الادْنَى ﴾ [الأعراف : ١٦٩] تخسيس وتحقير ﴿ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا ﴾ [الأعراف : ١٦٩] لا يؤاخذنا الله بما أخذنا، والفعل مسند إلى الأخذ أو إلى الجار والمجرور أي لنا ﴿ وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ﴾ [الأعراف : ١٦٩] الواو للحال أي يرجعون المغفرة وهم مصرون عائدون إلى مثل فعلهم غير تائبين ﴿ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَـاقُ الْكِتَـابِ ﴾ [الأعراف : ١٦٩] أي الميثاق المذكور في الكتاب ﴿ أَن لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ ﴾ [الأعراف : ١٦٩] أي أخذ عليهم الميثاق في كتابهم أن لا يقولوا على الله إلا الصدق، وهو عطف لـ ﴿ مِّيثَـاقُ الْكِتَـابِ ﴾ [الأعراف : ١٦٩] ﴿ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ﴾ [الأعراف : ١٦٩] وقرءوا ما في الكتاب وهو عطف على ﴿ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم ﴾ [الأعراف : ١٦٩] لأنه تقرير فكأنه قيل : أخذ عليهم ميثاق الكتاب ودرسوا ما فيه ﴿ وَالدَّارُ الاخِرَةُ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف : ١٦٩] من ذلك العرض الخسيس ﴿ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام : ٣٢] الرشا والمحارم ﴿ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة : ٤٤] أنه كذلك وبالتاء : مدني وحفص.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١٩
﴿ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَـابِ ﴾ [الأعراف : ١٧٠] ﴿ يُمَسِّكُونَ ﴾ أبو بكر والإمساك والتمسيك والتمسك الاعتصام والتعلق بشيء ﴿ وَأَقَامُوا الصَّلَواةَ ﴾ [الأعراف : ١٧٠] خص الصلاة مع أن التمسك بالكتاب يشتمل على كل عبادة لأنها عماد الدين و ﴿ الَّذِينَ ﴾ مبتدأ والخبر ﴿ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴾ [
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٢٢