الحج : ٧٥] لدعائهم ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بأحوالهم ﴿ ذَالِكُمْ ﴾ إشارة إلى البلاء الحسن ومحله الرفع أي الأمر ذلكم ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَـافِرِينَ ﴾ [الانفال : ١٨] معطوف على ﴿ ذَالِكُمْ ﴾ أي المراد إبلاء المؤمنين وتوهين كيد الكافرين.
﴿ مُوهِنُ كَيْدِ ﴾ [الانفال : ١٨] شامي وكوفي غير حفص.
﴿ مُوهِنُ كَيْدِ ﴾ [الانفال : ١٨] حفص، ﴿ مُوهِنُ ﴾ غيرهم.
﴿ إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ ﴾ [الانفال : ١٩] إن تستنصروا فقد جاءكم النصر عليكم وهو خطاب لأهل مكة، لأنهم حين أرادوا أن ينفروا تعلقوا بأستار الكعبة
١٤٢
قالوا : اللهم إن كان محمد على حق فانصره، وإن كنا على الحق فانصرنا.
وقيل :﴿ إِن تَسْتَفْتِحُوا ﴾ [الانفال : ١٩] خطاب للمؤمنين ﴿ ءَانٍ ﴾ للكافرين أي ﴿ وَإِن تَنتَهُوا ﴾ أي الانتهاء ﴿ تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ [البقرة : ١٨٤] وأسلم ﴿ وَإِن تَعُودُوا ﴾ [الانفال : ١٩] لمحاربته ﴿ نَعُدْ ﴾ لنصرته عليكم ﴿ وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ ﴾ [الانفال : ١٩] جمعكم ﴿ شيئا وَلَوْ كَثُرَتْ ﴾ [الانفال : ١٩] عدداً ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الانفال : ١٩] بالفتح مدني وشامي وحفص أي ولأن الله مع المؤمنين بالنصر كان ذلك، وبالكسر غيرهم ويؤيده قراءة عبد الله و ﴿ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الانفال : ١٩] ﴿ الْمُؤْمِنِينَ * يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ ﴾ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لأن المعنى أطيعوا رسول الله كقوله :﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُا أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ﴾ [التوبة : ٦٢] (التوبة : ٢٦) ولأن طاعة الرسول وطاعة الله شيء واحد ﴿ مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ﴾ [النساء : ٨٠] (النساء : ٠٨) فكان رجوع الضمير إلى أحدهما كرجوعه إليهما كقوله " الإحسان والإجمال لا ينفع في فلان " أو يرجع الضمير إلى الأمر بالطاعة أي ولا تولوا عن هذا الأمر وأمثاله، وأصله ولا تتولوا فحذف إحدى التاءين تخفيفاً ﴿ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴾ [الانفال : ٢٠] أي وأنتم تسمعونه، أو ولا تتولوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا تخالفوه وأنتم تسمعون أي تصدقون لأنكم مؤمنون لستم كالصم المكذبين من الكفرة.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٣٨
﴿ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا ﴾ [الانفال : ٢١] أي ادعوا السماع وهم المنافقون وأهل الكتاب ﴿ وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ﴾ [الانفال : ٢١] لأنهم ليسوا بمصدقين فكأنهم غير سامعين، والمعنى أنكم تصدقون بالقرآن والنبوة فإذا توليتم عن طاعة الرسول في بعض الأمور من قسمة الغنائم وغيرها أشبه سماعكم سماع من لا يؤمن.
ثم قال ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ﴾ [الانفال : ٢٢] أي إن شر من يدب على وجه الأرض البهائم، وإن شر البهائم الذين هم صم عن الحق لا يعقلونه، جعلهم من جنس البهائم ثم جعلهم شرها لأنهم عاندوا بعد الفهم وكابروا بعد العقل
١٤٣
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٤٣
﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ ﴾ [الانفال : ٢٣] في هؤلاء الصم والبكم ﴿ خَيْرًا ﴾ صدقاً ورغبة ﴿ لاسْمَعَهُمْ ﴾ لجعلهم سامعين حتى يسمعوا سماع المصدقين ﴿ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا ﴾ [الانفال : ٢٣] عنه أي ولو أسمعهم وصدقوا لارتدوا بعد ذلك ولم يستقيموا ﴿ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴾ [آل عمران : ٢٣] عن الإيمان.
﴿ مُّعْرِضُونَ * يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ ﴾ وحد الضمير أيضاً كما وحده فيما قبله، لأن استجابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم كاستجابته، والمراد بالاستجابة الطاعة والامتثال وبالدعوة البعث والتحريض ﴿ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الانفال : ٢٤] من علوم الديانات والشرائع لأن العلم حياة كما أن الجهل موت قال الشاعر :
لا تعجبنّ الجهول حلته
فذاك ميت وثوبه كفن


الصفحة التالية
Icon