﴿ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا ﴾ [النور : ١٩] بالحد.
ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلّم ابن أبي وحساناً ومسطحاً الحد ﴿ وَالاخِرَةِ ﴾ بالنار وعدها إن لم يتوبوا ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ﴾ [محمد : ٢٦] بواطن الأمور وسرائر الصدور ﴿ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : ٢١٦] أي أنه قد علم محبة من أحب الإشاعة وهو معاقبه عليها
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٠٣
﴿ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ﴾ [النساء : ٨٣] لعجل لكم العذاب وكرر المنة بترك المعاجلة بالعقاب مع حذف الجواب مبالغة في المنة عليهم والتوبيخ لهم ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ ﴾ حيث أظهر براءة المقذوف وأثاب ﴿ رَّحِيمٌ ﴾ بغفرانه جناية القاذف إذا تاب.
﴿ يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَـانِ ﴾ [النور : ٢١] أي آثاره ووساوسه بالإصغاء إلى الإفك والقول فيه ﴿ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَـانِ فَإِنَّهُ ﴾ [النور : ٢١] فإن الشيطان ﴿ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ ﴾ [الأعراف : ٢٨] ما أفرط قبحه ﴿ وَالْمُنكَرِ ﴾ ما تنكره النفوس فتنفر عنه ولا ترتضيه ﴿ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا ﴾ [النور : ٢١] ولولا أن الله تفضل عليكم بالتوبة الممحصة لما طهر منكم أحد آخر الدهر من دنس إثم الإفك ﴿ وَلَـاكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ ﴾ [النور : ٢١] يطهر التائبين بقبول توبتهم إذا محضوها ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ ﴾ [البقرة : ٢٢٤] لقولهم ﴿ عَلِيمٌ ﴾ بضمائرهم وإخلاصهم ﴿ وَلا يَأْتَلِ ﴾ [النور : ٢٢] ولا يحلف من ائتلى إذا حلف افتعال من الألية أولا يقصر من الألو
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٠٤
﴿ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ ﴾ [النور : ٢٢] في الدين ﴿ وَالسَّعَةِ ﴾ في الدنيا ﴿ أَن يُؤْتُوا ﴾ [النور : ٢٢] أي لا يؤتوا إن كان من الألية ﴿ أُوْلِى الْقُرْبَى وَالْمَسَـاكِينَ وَالْمُهَـاجِرِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ أي لا يحلفوا على أن لا يحسنوا إلى المستحقين للإحسان، أو لا يقصروا في أن يحسنوا إليهم وإن كانت بينهم وبينهم شحناء لجناية اقترفوها ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ﴾ [النور : ٢٢] العفو الستر والصفح الإعراض أي ليتجاوزوا عن الجفاء وليعرضوا عن العقوبة
٢٠٤
﴿ أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [النور : ٢٢] فليفعلوا بهم ما يرجون أن يفعل بهم ربهم مع كثرة خطاياهم ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [البقرة : ٢١٨] فتأدبوا بأدب الله واغفروا وارحموا، نزلت في شأن أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين حلف أن لا ينفق على مسطح ابن خالته لخوضه في عائشة رضي الله عنها وكان مسكيناً بدرياً مهاجراً، ولما قرأها النبي صلى الله عليه وسلّم على أبي بكر قال : بلى أحب أن يغفر الله لي ورد إلى مسطح نفقته.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٠٤


الصفحة التالية
Icon