﴿ أَاـاِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ ﴾ [العنكبوت : ٢٩] بالقتل وأخذ المال كما هو عمل قطاع الطريق، وقيل : اعتراضهم السابلة بالفاحشة ﴿ وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ ﴾ [العنكبوت : ٢٩] مجلسكم ولا يقال للمجلس نادٍ إلا ما دام فيه أهله ﴿ الْمُنكَرَ ﴾ أي المضارطة والمجامعة والسباب والفحش في المزاح والحذف بالحصى ومضغ العلك والفرقعة والسواك بين الناس ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّـادِقِينَ ﴾ [العنكبوت : ٢٩] فيما تعدنا من نزول العذاب.
إنكم أئنكم شامي وحفص وهو الموجود في الإمام، وكل واحدة بهمزتين كوفي غير حفص آينكم آينكم بهمزة ممدودة بعدها ياء مكسورة : أبو عمرو أينكم أينكم بهمزة مقصورة بعدها ياء مكسورة : مكي ونافع غير قالون وسهل ويعقوب غير زيد ﴿ قَالَ رَبِّ انصُرْنِى ﴾ [المؤمنون : ٢٦] بإنزال العذاب ﴿ عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [العنكبوت : ٣٠] كانوا يفسدون الناس بحملهم على ما كانوا عليه من المعاصي والفواحش.
﴿ وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى ﴾ [العنكبوت : ٣١] بالبشارة لإبراهيم بالولد والنافلة يعني إسحق ويعقوب ﴿ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَـاذِهِ الْقَرْيَةِ ﴾ إضافة مهلكوا لم تفد تعريفاً لأنها بمعنى الاستقبال.
والقرية سدوم التي قبل فيها أجور من قاضي سدوم وهذه القرية تشعر بأنها قريبة من موضع إبراهيم عليه السلام.
قالوا : إنها كانت على مسيرة يوم وليلة من موضع إبراهيم عليه السلام.
﴿ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَـالِمِينَ ﴾ [العنكبوت : ٣١] أي الظلم قد استمر منهم في الأيام السالفة وهم عليه مصرون وظلمهم كفرهم وأنواع معاصيهم
٣٧٠
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٧٠
﴿ قَالَ ﴾ إبراهيم ﴿ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ﴾ [العنكبوت : ٣٢] أي أتهلكونهم وفيهم من هو بريء من الظلم وهو لوط ﴿ قَالُوا ﴾ أي الملائكة ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ ﴾ [الإسراء : ٤٧] منك ﴿ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ ﴾ [العنكبوت : ٣٢] لننجينه يعقوب وكوفي غير عاصم ﴿ وَأَهْلَهُا إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَـابِرِينَ ﴾ [الأعراف : ٨٣] الباقين في العذاب.
ثم أخبر عن مسير الملائكة إلى لوط بعد مفارقتهم إبراهيم بقوله ﴿ وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِى ءَ بِهِمْ ﴾ [العنكبوت : ٣٣] ساءه مجيئهم و " أن " صلة أكدت وجود الفعلين مرتباً أحدهما على الآخر كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمان كأنه قيل : كما أحس بمجيئهم فاجأته المساءة من غير ريث خيفة عليهم من قومهم أن يتناولوهم بالفجور ﴿ سِى ءَ بِهِمْ ﴾ [هود : ٧٧] مدني وشامي وعلي ﴿ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا ﴾ [هود : ٧٧] وضاق بشأنهم وبتدبير أمرهم ذرعه أي طاقته، وقد جعلوا ضيق الذرع والذراع عبارة عن فقد الطاقة كما قالوا " رحب الذراع " إذا كان مطيقاً، والأصل فيه أن الرجل إذا طالت ذراعه نال ما لا يناله القصير الذراع فضرب ذلك مثلاً في العجز والقدرة وهو نصب على التمييز ﴿ وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ ﴾ [العنكبوت : ٣٣] وبالتخفيف : مكي وكوفي غير حفص ﴿ وَأَهْلَكَ ﴾ الكاف في محل الجر ونصب أهلك بفعل محذوف أي وننجي أهلك ﴿ إِلا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَـابِرِينَ * إِنَّا مُنزِلُونَ ﴾ منزلّون شامي ﴿ عَلَى أَهْلِ هَـاذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا ﴾ [العنكبوت : ٣٤] عذاباً ﴿ مِّنَ السَّمَآءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [البقرة : ٥٩] بفسقهم وخروجهم عن طاعة الله ورسوله ﴿ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ ﴾ [العنكبوت : ٣٥] من القرية ﴿ بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ ﴾ [العنكبوت : ٣٥] هي آثار منازلهم الخربة.
وقيل : الماء الأسود على وجه الأرض ﴿ لِّقَوْمٍ ﴾ يتعلق بتركنا أو ببينة ﴿ يَعْقِلُونَ ﴾.
٣٧١
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٧١
﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ ﴾ [العنكبوت : ٣٦] وأرسلنا إلى مدين ﴿ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَـاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الاخِرَ ﴾ وافعلوا ما ترجون به الثواب في العاقبة أو خافوه ﴿ وَلا تَعْثَوْا فِى الارْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [البقرة : ٦٠] قاصدين الفساد.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٧٢