﴿ وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ ﴾ [الكهف : ٤٣] يقدرون على نصرته ﴿ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ [يس : ٧٤] أي هو وحده القادر على نصرته لا يقدر أحد غيره أن ينصره إلا أنه لم ينصره لحكمة ﴿ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا ﴾ [الكهف : ٤٣] وما كان ممتنعاً بقوته عن انتقام الله ﴿ هُنَالِكَ الْوَلَـايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ﴾ [الكهف : ٤٤] يكن بالياء والولاية بكسر الواو حمزة وعلي فهي بالفتح النصرة والتولي وبالكسر السلطان والملك والمعنى هنالك أي في ذلك المقام وتلك الحال النصرة لله وحده لا يملكها غيره ولا يستطيعها أحد سواه تقريراً لقوله ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله أو هنالك السلطان والملك صلى الله عليه وسلّم لا يغلب أو في مثل تلك الحالة الشديدة يتولى الله ويؤمن به كل مضطر يعني أن قوله ياليتني لم أشرك بربي أحداً كلمة ألجيء إليها فقالها جزعاً مما دهاه من شؤم كفره ولولا ذلك لم يقلها.
أو هنالك الولاية لله ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة وينتقم لهم يعني أنه نصر فيما فعل بالكافر أخاه المؤمن وصدق قوله فعسى ربي أن يؤتيني خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء ويؤيده قوله :﴿ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ ﴾ أي لأوليائه أو هنالك إشارة إلى الآخرة أي في تلك الدار الولاية لله كقوله : لمن الملك اليوم.
الحق بالرفع أبو عمرو وعلى صفة للولاية أو خبر مبتدأ محذوف أي هي الحق أو هو الحق غيرهما بالجر صفة لله.
عقباً بسكون القاف عاصم وحمزة وبضمها غيرهما وفي الشواذ عقبى على وزن فعلى وكلها بمعنى العاقبة ﴿ عُقْبًا * وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَـاهُ مِنَ السَّمَآءِ ﴾ [الكهف : ٤٥] أي هي كماء أنزلناه ﴿ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الارْضِ ﴾ [الكهف : ٤٥] فالتف بسببه وتكاثف حتى خالط بعضه بعضاً أو أثر في النبات الماء فاختلط به حتى روى ﴿ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا ﴾ [الكهف : ٤٥] يابساً متكسراً الواحدة هشيمة ﴿ تَذْرُوهُ الرِّيَـاحُ ﴾ [الكهف : ٤٥] تنسفه وتطيره.
الريح حمزة وعلى ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ ﴾ [النساء : ٨٥] من الإنشاء والإفناء ﴿ مُّقْتَدِرًا ﴾ قادراً شبه حال الدنيا في نضرتها وبهجتها وما يتعقبها من الهلاك
٢٨
والإفناء بحال النبات يكون أخضر ثم يهيج فتطهيره الريح كأن لم يكن
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٨