﴿ قُلِ اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ﴾ [يونس : ٣٤] ينشئهم ﴿ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾ [العنكبوت : ١٩] يحييهم بعد الموت ﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة : ٢٨] وبالياء : أبو عمرو وسهل.
﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ ﴾ [الروم : ١٢] ييأس ويتحير.
يقال : ناظرته فأبلس إذا لم ينبس ويئس من أن يحتج ﴿ الْمُجْرِمُونَ ﴾ المشركون ﴿ وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَآ ـاِهِمْ ﴾ [الروم : ١٣] من الذين عبدوهم من دون الله.
وكتب ﴿ شُفَعَـاؤا ﴾ في المصحف بواو قبل الألف كما كتب علماء بني إسرائيل وكذلك كتبت السوأى بالألف قبل الياء إثباتاً للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها ﴿ وَكَانُوا بِشُرَكَآ ـاِهِمْ كَـافِرِينَ ﴾ [الروم : ١٣] أي يكفرون بآلهتهم ويجحدونها أو وكانوا في الدنيا كافرين بسببهم.
﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَـاـاِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴾ [الروم : ١٤] الضمير في يتفرقون للمسلمين والكافرين لدلالة ما بعده عليه حيث قال ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـالِحَـاتِ فَهُمْ فِى رَوْضَةٍ ﴾ [الروم : ١٥] أي بستان وهي الجنة، والتنكير لإبهام أمرها وتفخيمه ﴿ يُحْبَرُونَ ﴾ يسرون.
يقال : حبره إذا سره سروراً تهلل له وجهه وظهر فيه أثره، ثم اختلف فيه لاحتمال وجوه المسار فقيل يكرمون، وقيل يحلون، وقيل هو السماء في الجنة ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِـاَايَـاتِنَا وَلِقَآى ِ الاخِرَةِ ﴾ [الروم : ١٦] أي البعث ﴿ فَأُوالَـائكَ فِى الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴾ [الروم : ١٦] مقيمون لا يغيبون عنه ولا يخفف عنهم كقوله :﴿ وَمَا هُم بِخَـارِجِينَ مِنْهَا ﴾ [المائدة : ٣٧].
لما ذكر الوعد والوعيد أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجي من الوعيد فقال ﴿ فَسُبْحَـانَ اللَّهِ ﴾ [الروم : ١٧] والمراد بالتسبيح ظاهره الذي هو تنزيه الله من السوء
٣٨٨
والثناء عليه بالخير في هذه الأوقات لما يتجدد فيها من نعمة الله الظاهرة أو الصلاة، فقيل لابن عباس : هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ فقال : نعم وتلا هذه الآية.
وهو نصب على المصدر والمعنى نزهوه عما لا يليق به أوصلوا لله ﴿ حِينَ تُمْسُونَ ﴾ [الروم : ١٧] صلاة المغرب والعشاء ﴿ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾ [الروم : ١٧] صلاة الفجر
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٨٨
﴿ وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَـاوَاتِ وَالارْضِ ﴾ [الروم : ١٨] اعتراض ومعناه أن على المميزين كلهم من أهل السماوات والأرض أن يحمدوه، وفي السماوات حال من الحمد ﴿ وَعَشِيًّا ﴾ صلاة العصر وهو معطوف على حين تمسون، وقوله عشياً متصل بقوله حين تمسون ﴿ وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴾ [الروم : ١٨] صلاة الظهر أظهر أي دخل في وقت الظهيرة، والقول الأكثر أن الصلوات الخمس فرضت بمكة ﴿ يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ ﴾ [الأنعام : ٩٥] الطائر من البيضة أو الإنسان من النطفة أو المؤمن من الكافر ﴿ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ ﴾ [يونس : ٣١] أي البيضة من الطائر أو النطفة من الإنسان أو الكافر من المؤمن، والميت بالتخفيف فيهما : مكي وشامي وأبو عمرو وأبو بكر وحماد، وبالتشديد : غيرهم ﴿ وَفِى الارْضِ ﴾ بالنبات ﴿ بَعْدَ مَوْتِهَآ ﴾ [الروم : ٥٠] يبسها ﴿ وَكَذَالِكَ تُخْرَجُونَ ﴾ [الروم : ١٩] تخرجون حمزة وعلي وخلف، أي ومثل ذلك الإخراج تخرجون من قبوركم.
والكاف في محل النصب بـ تخرجون، والمعنى أن الإبداء والإعادة يتساويان في قدرة من هو قادر على إخراج الميت من الحي وعكسه.
روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال " من قرأ فسبحان الله حين تمسون إلى الثلاث، وأخر سورة والصافات دبر كل صلاة كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر الأمطار وورق الأشجار وتراب الأرض، فإذا مات أجري له بكل حرف عشر حسنات في قبره " قال عليه السلام " من قرأ حين يصبح فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون إلى قوله وكذلك تخرجون أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته ".
ومن آياته ومن علامات ربوبيته وقدرته ﴿ أَنْ خَلَقَكُم ﴾ [الروم : ٢٠] أي أباكم
٣٨٩
﴿ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٌ ﴾ [الروم : ٢٠] أي آدم وذريته ﴿ تَنتَشِرُونَ ﴾ تنصرفون فيما فيه معاشكم، وإذا للمفاجأة وتقديره : ثم فاجأتم وقت كونكم بشراً منتشرين في الأرض.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٨٩