﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِى ذَالِكَ لايَـاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الروم : ٣٧] أنكر عليهم بأنهم قد علموا بأنه القابض الباسط فما لهم يقنطون من رحمته، وما لهم لا يرجعون إليه تائبين عن المعاصي التي عوقبوا بالشدة من أجلها حتى يعيد إليهم رحمته ولما ذكر أن السيئة أصابتهم بما قدمت أيديهم أتبعه ذكر ما يجب أن يفعل وما يجب أن يترك فقال
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٩٥
﴿ وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى ﴾ [الإسراء : ٢٦] أعط قريبك ﴿ حَقَّهُ ﴾ من البر والصلة ﴿ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ﴾ [الانفال : ٤١] نصيبهما من الصدقة المسماة لهما، وفيه دليل وجوب النفقة للمحارم كما هو مذهبنا ﴿ ذَالِكَ ﴾ أي إيتاء حقوقهم ﴿ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ﴾ [الروم : ٣٨] أي ذاته أي يقصدون بمعروفهم أياه خالصاً ﴿ وَأُوالَـائكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة : ٥].
﴿ وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَا فِى أَمْوَالِ النَّاسِ ﴾ [الروم : ٣٩] يريد وما أعطيتم أكلة الربا من رباً ليربوا في أموالهم ﴿ فَلا يَرْبُوا عِندَ اللَّهِ ﴾ [الروم : ٣٩] فلا يزكوا عند الله ولا يبارك فيه.
وقيل : هو من الربا الحلال أي وما تعطونه من الهدية لتأخذوا أكثر منها فلا يربوا عند الله لأنكم لم تريدوا بذلك وجه الله ﴿ وَمَآ ءَاتَيْتُم مِّن زَكَواةٍ ﴾ [الروم : ٣٩] صدقة ﴿ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ﴾ [الروم : ٣٩] تبتغون به وجهه خالصاً لا تطلبون به مكافأة ولا رياء ولا سمعة ﴿ فَأُوالَـائكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾ [الروم : ٣٩] ذوو الإضعاف من الحسنات ونظير المضعف المقوى والموسر لذي القوة واليسار.
أتيتم من ربا بلامد : مكي أي وما غشيتموه من إعطاء ربا مدني أي لتزيدوا في أموالهم.
وقوله فأولئك هم المضعفون التفات حسن لأنه يفيد التعميم كأنه قيل : من فعل هذا فسبيله سبيل المخاطبين.
والمعنى المضعفون به لأنه لا بد له من ضمير يرجع إلى " ما " الموصولة.
وقال الزجاج : في قوله فأولئك هم المضعفون أي فأهلها هم المضعفون أي هم الذي يضاعف لهم الثواب يعطون بالحسنة عشر أمثالها.
ثم أشار إلى عجز آلهتهم فقال
٣٩٦
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٩٦


الصفحة التالية
Icon