جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٠١
﴿ فَيَوْمَـاـاِذٍ لا يَنفَعُ ﴾ [الروم : ٥٧] بالياء : كوفي ﴿ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ [البقرة : ١٦٥] كفروا ﴿ مَعْذِرَتُهُمْ ﴾ عذرهم ﴿ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ أي لا يقال لهم أرضوا ربكم بتوبة من قولك " استعتبني فلان فأعتبته " أي استرضاني فأرضيته ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَـاذَا الْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَـاـاِن جِئْتَهُم بِـاَايَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلا مُبْطِلُونَ ﴾ [الروم : ٥٨] أي ولقد وصفنا لهم كل صفة كأنها مثل في غرابتها وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن كصفة المبعوثين يوم القيامة وقصتهم وما يقولون وما يقال لهم وما لا ينفع من اعتذارهم ولا يسمع من استعتابهم، ولكنهم لقسوة قلوبهم إذا جئتهم بآية من آيات القرآن قالوا جئتنا بزور باطل ﴿ كَذَالِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم : ٥٩] أي مثل ذلك الطبع وهو الختم يطبع الله على قلوب الجهلة الذين علم الله منهم اختيار الضلال حتى يسموا المحقين مبطلين وهم أعرق خلق الله في تلك الصفة ﴿ فَاصْبِرْ ﴾ على أذاهم أو عداوتهم ﴿ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ ﴾ [غافر : ٧٧] بنصرتك على أعدائك وإظهار دين الإسلام على كل دين ﴿ حَقٌّ ﴾ لا بد من إنجازه والوفاء به ﴿ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم : ٦٠] أي لا يحملنك هؤلاء الذين لا يوقنون بالآخرة على الخفة والعجلة في الدعاء عليهم بالعذاب، أو لا يحملنك على الخفة والقلق جزعاً مما يقولون ويفعلون فإنهم ضلال شاكون لا يستبدع منهم ذلك ولا يستخفنك بسكون النون عن يعقوب.
٤٠٢
سورة لقمان
مكية وهي ثلاث أو أربع وثلاثون آية
﴿ الاـم * تِلْكَ ءَاَيَـاتُ الْكِتَـابِ الْحَكِيمِ ﴾ ذي الحكمة أو وصف بصفة الله عز وجل على الإسناد المجازي ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً ﴾ [الأعراف : ٥٢] حالان من الآيات والعامل معنى الإشارة في تلك حمزة بالرفع على أن تلك مبتدأ و آيات الكتاب خبره و هدى خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف أي هو أو هي هدى ورحمة ﴿ لِّلْمُحْسِنِينَ ﴾ للذين يعملون الحسنات المذكورة في قوله ﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَواةَ وَيُؤْتُونَ الزكاة وَهُم بِالاخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ ونظيره قول أوس :
الألمعيّ الذي يظن بك الظ
ــن كأن قد رأى وقد سمعا
٤٠٣
أو للذين يعملون جميع ما يحسن.
ثم خص منهم القائمين بهذه الثلاثة لفضلها
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٠٣
﴿ أؤلئك عَلَى هُدًى ﴾ [البقرة : ٥] مبتدأ وخبر ﴿ مِّن رَّبِّهِمُ ﴾ [محمد : ٣] صفة لـ هدى ﴿ وَأُوالَـائكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة : ٥] عطف عليه ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾ [لقمان : ٦] نزلت في النضر بن الحرث وكان يشتري أخبار الأكاسرة من فارس ويقول : إن محمداً يقص طرفاً من قصة عاد وثمود فأنا أحدثكم بأحاديث الأكاسرة فيميلون إلى حديثه ويتركون استماع القرآن.
واللهو كل باطل ألهى عن الخير وعما يعني ولهو الحديث نحو السمر بالأساطير التي لا أصل لها والغناء وكان ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما يحلفان أنه الغناء.
وقيل : الغناء مفسدة للقلب منفدة للمال مسخطة للرب.
وعن النبي صلى الله عليه وسلّم " ما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين : أحدهما على هذا المنكب والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت " والاشتراء من الشراء كما روي عن النضر، أو من قوله اشتروا الكفر بالإيمان أي استبدلوه منه واختاروه عليه أي يختارون حديث الباطل على حديث الحق.
وإضافة اللهو إلى الحديث للتبيين بمعنى " من "، لأن اللهو يكون من الحديث ومن غيره فبيّن بالحديث والمراد بالحديث الحديث المنكر كما جاء في الحديث " الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش " أو للتبعيض كأنه قيل : ومن الناس من يشتري بعض الحديث الذي هو اللهو منه.


الصفحة التالية
Icon