النصيب الأوفر من الانتقام، ولو قال بالضمير لم يفد هذه الفائدة.
﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَـابَ ﴾ [هود : ١١٠] التوراة ﴿ فَلا تَكُن فِى مِرْيَةٍ ﴾ [السجدة : ٢٣] شك ﴿ مِّن لِّقَآءِ ﴾ [فصلت : ٥٤] من لقاء موسى الكتاب أو من لقائك موسى ليلة المعراج أو يوم القيامة أو من لقاء موسى ربه في الآخرة كذا عن النبي صلى الله عليه وسلّم ﴿ وَجَعَلْنَـاهُ هُدًى لِّبَنِى إِسْرَاءِيلَ ﴾ [السجدة : ٢٣] وجعلنا الكتاب المنزل على موسى لقومه هدى ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَاـاِمَّةً ﴾ [السجدة : ٢٤] بهمزتين : كوفي وشامي ﴿ يَهْدُونَ ﴾ بذلك الناس ويدعونهم إلى ما في التوراة من دين الله وشرائعه ﴿ بِأَمْرِنَا ﴾ إياهم بذلك ﴿ لَمَّا صَبَرُوا ﴾ [السجدة : ٢٤] حين صبروا على الحق بطاعة الله أو عن المعاصي ﴿ لَمَّا صَبَرُوا ﴾ [السجدة : ٢٤] حمزة وعلي أي لصبرهم عن الدنيا، وفيه دليل على أن الصبر ثمرته إمامة الناس ﴿ وَكَانُوا بِـاَايَـاتِنَا ﴾ [فصلت : ١٥] التوراة ﴿ يُوقِنُونَ ﴾ يعلمون علماً لا يخالجه شك ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ ﴾ [السجدة : ٢٥] يقضي ﴿ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَـامَةِ ﴾ [الحج : ١٧] بين الأنبياء وأممهم أو بين المؤمنين والمشركين ﴿ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [البقرة : ١١٣] فيظهر المحق من المبطل.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٢١
﴿ أَوَ لَمْ ﴾ [الشعراء : ١٩٧] الواو للعطف على معطوف عليه منوي من جنس المعطوف أي أو لم يدع ﴿ يَهْدِ ﴾ يبين والفاعل الله بدليل قراءة زيد عن يعقوب ﴿ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ [محمد : ٦] لأهل مكة ﴿ كَمْ ﴾ لا يجوز أن يكون " كم " فاعل ﴿ يَهْدِى ﴾ لأن " كم " للاستفهام فلا يعمل فيه ما قبله ومحله نصب بقوله ﴿ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ ﴾ [السجدة : ٢٦] كعاد وثمود وقوم لوط ﴿ يَمْشُونَ فِى مَسَـاكِنِهِمْ ﴾ [طه : ١٢٨] أي أهل مكة يمرون في متاجرهم على ديارهم وبلادهم ﴿ إِنَّ فِى ذَالِكَ لايَـاتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ ﴾ [السجدة : ٢٦] المواعظ فيتعظون
٤٢٢
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَآءَ ﴾ نجري المطر والأنهار ﴿ إِلَى الارْضِ الْجُرُزِ ﴾ [السجدة : ٢٧] أي الأرض التي جرز نباتها أي قطع إما لعدم الماء أو لأنه رعي، ولا يقال للتي لا تنبت كالسباخ جرز بدليل قوله ﴿ فَنُخْرِجُ بِهِ ﴾ [السجدة : ٢٧] بالماء ﴿ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ ﴾ [السجدة : ٢٧] من الزرع ﴿ أَنْعَـامُهُمْ ﴾ من عصفه ﴿ وَأَنفُسُهُمْ ﴾ من حبه ﴿ أَفَلا يُبْصِرُونَ ﴾ [السجدة : ٢٧] بأعينهم فيستدلوا به على قدرته على إحياء الموتى ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَـاذَا الْفَتْحُ ﴾ [السجدة : ٢٨] النصر أو الفصل بالحكومة من قوله ﴿ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا ﴾ [الأعراف : ٨٩] (الأعراف : ٩٨) وكان المسلمون يقولون إن الله سيفتح لنا على المشركين أو بفتح بيننا وبينهم فإذا سمع المشركون ذلك قالوا : متى هذا الفتح أي في أي وقت يكون ﴿ إِن كُنتُمْ صَـادِقِينَ ﴾ [البقرة : ٢٣] في أنه كائن.
﴿ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ ﴾ [السجدة : ٢٩] أي يوم القيامة وهو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم أو يوم نصرهم عليهم أو يوم بدر أو يوم فتح مكة ﴿ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيَمَـانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ ﴾ [السجدة : ٢٩] وهذا الكلام لم ينطبق جواباً على سؤالهم ظاهراً ولكن لما كان غرضهم في السؤال عن وقت الفتح استعجالاً منهم على وجه التكذيب والاستهزاء أجيبوا على حسب ما عرف من غرضهم في سؤالهم فقيل لهم : لا تستعجلوا به ولا تستهزئوا فكأني بكم وقد حصلتم في ذلك اليوم وآمنتم فلا ينفعكم الإيمان، أو استنظرتم في إدراك العذاب فلم تنظروا، ومن فسره بيوم الفتح أو بيوم بدر فهو يريد المقتولين منهم فإنهم لا ينفعهم إيمانهم في حال القتل كما لم ينفع فرعون إيمانه عند الغرق ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ ﴾ [السجدة : ٣٠] النصرة وهلاكهم ﴿ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴾ [السجدة : ٣٠] الغلبة عليكم وهلاككم، وكان عليه السلام لا ينام حتى يقرأ " ألم تنزيل السجدة "، و " تبارك
٤٢٣
الذي بيده الملك ".
وقال " من قرأ الم تنزيل في بيته لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سورة الم تنزيل هي المانعة تمنع من عذاب القبر.
٤٢٤