﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الأحزاب : ٢٥] الأحزاب ﴿ بِغَيْظِهِمْ ﴾ حال أي مغيظين كقوله ﴿ تَنابُتُ بِالدُّهْنِ ﴾ [المؤمنون : ٢٠] (المؤمنون : ٠٢) ﴿ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ﴾ [الأحزاب : ٢٥] ظفراً أي لم يظفروا بالمسلمين وسماه خيراً بزعمهم وهو حال أي غير ظافرين ﴿ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ﴾ [الأحزاب : ٢٥] بالريح والملائكة ﴿ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب : ٢٥] قادراً غالباً.
٤٣٧
﴿ وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَـاهَرُوهُم ﴾ [الأحزاب : ٢٦] عاونوا الأحزاب ﴿ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَـابِ ﴾ [آل عمران : ٧٢] من بني قريظة ﴿ مِن صَيَاصِيهِمْ ﴾ [الأحزاب : ٢٦] من حصونهم الصيصية ما تحصن به.
روي أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب ورجع المسلمون إلى المدينة ووضعوا سلاحهم، على فرسه الحيزوم والغبار على وجه الفرس وعلى السرج فقال : ما هذا يا جبريل؟ قال : من متابعة قريش.
فقال : يا رسول الله إن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريظة وأنا عامد إليهم فإن الله داقهم دق البيض على الصفا وإنهم لكم طعمة.
فأذن في الناس أن من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلي العصر إلا في بني قريظة.
فحاصروهم خمساً وعشرين ليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : تنزلون على حكمي فأبوا، فقال : على حكم سعد بن معاذ فرضوا به فقال سعد : حكمت فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم، فكبر النبي صلى الله عليه وسلّم وقال : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة.
ثم استنزلهم وخندق في سوق المدينة خندقاً وقدمهم فضرب أعناقهم وهم من ثمانمائة إلى تسعمائة.
وقيل : كانوا ستمائة مقاتل وسبعمائة أسير ﴿ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾ [الأحزاب : ٢٦] الخوف وبضم العين : شامي وعلي.
ونصب ﴿ فَرِيقًا ﴾ بقوله ﴿ تَقْتُلُونَ ﴾ وهم الرجال ﴿ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ﴾ [الأحزاب : ٢٦] وهم النساء والذراري ﴿ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَـارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ﴾ [الأحزاب : ٢٧] أي المواشي والنقود والأمتعة.
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم جعل عقارهم للمهاجرين دون الأنصار وقال لهم إنكم في منازلكم ﴿ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَـاُوهَا ﴾ [الأحزاب : ٢٧] بقصد القتال وهي مكة أو فارس والروم أو خيبر أو كل أرض تفتح إلى يوم القيامة ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرًا ﴾ [الأحزاب : ٢٧] قادراً.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٣٥
﴿ يَـا أَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لازْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ﴾ [الأحزاب : ٢٨] أي السعادة في الدنيا وكثرة الأموال ﴿ فَتَعَالَيْنَ ﴾ أصل تعال أن يقوله من في المكان
٤٣٨