المرتفع لمن في المكان المستوطيء، ثم كثر حتى استوى في استعماله الأمكنة، ومعنى أقبلن بإرادتكن واختياركن لأحد الأمرين، ولم يرد نهوضهن إليه بأنفسهن كقوله " قام يهددني ".
﴿ فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ ﴾ [الأحزاب : ٢٨] أعطكن متعة الطلاق وتستحب المتعة لكل مطلقة إلا المفوضة قبل الوطء ﴿ وَأُسَرِّحْكُنَّ ﴾ وأطلقكن ﴿ سَرَاحًا جَمِيلا ﴾ [الأحزاب : ٢٨] لا ضرار فيه أردن شيئاً من الدنيا من ثياب وزيادة نفقة وتغايرن، فغم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فنزلت فبدأ بعائشة رضي الله عنها وكانت أحبهن إليه فخيرها وقرأ عليها القرآن فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة فرؤي الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
ثم اختار جميعهن اختيارها.
وروي أنه قال لعائشة : إني ذاكر لك أمراً ولا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك ثم قرأ عليها القرآن فقالت : أفي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة.
وحكم التخيير في الطلاق أنه إذا قال لها اختاري فقالت اخترت نفسي أن تقع تطليقة بائنة، وإذا اختارت زوجها لم يقع شيء.
وعن علي رضي الله عنه : إذا اختارت زوجها فواحدة رجعية وإن اختارت نفسها فواحدة بائنة ﴿ وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الاخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَـاتِ مِنكُنَّ ﴾ [الأحزاب : ٢٩] " من " للبيان لا للتبعيض.
﴿ أَجْرًا عَظِيمًا * يَـانِسَآءَ النَّبِىِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَـاحِشَةٍ ﴾ سيئة بليغة في القبح ﴿ مُّبَيِّنَةٍ ﴾ ظاهر فحشها.
من بيّن بمعنى تبين وبفتح الياء : مكي وأبو بكر.
قيل : هي عصيانهن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونشوزهن.
وقيل : الزنا والله عاصم رسوله من ذلك ﴿ يُضَـاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ﴾ [الأحزاب : ٣٠] ﴿ يُضَـاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ﴾ مكي وشامي ﴿ يُضَـاعِفُ ﴾ أبو عمرو ويزيد ويعقوب ﴿ ضِعْفَيْنِ ﴾ ضعفي عذاب غيرهن من النساء لأن ما قبح من سائر النساء كان أقبح منهن، فزيادة قبح المعصية تتبع زيادة الفضل وليس لأحد من النساء مثل فضل نساء
٤٣٩
النبي صلى الله عليه وسلّم ولذا كان الذم للعاصي العالم أشد من العاصي الجاهل، لأن المعصية من العالم أقبح ولذا فضل حد الأحرار على العبيد ولا يرجم الكافر ﴿ وَكَانَ ذَالِكَ ﴾ [النساء : ٣٠] أي تضعيف العذاب عليهن ﴿ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء : ٣٠] هيناً.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٣٥
﴿ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الأحزاب : ٣١] القنوت الطاعة ﴿ وَتَعْمَلْ صَـالِحًا نُّؤْتِهَآ ﴾ [الأحزاب : ٣١] وبالياء فيهما : حمزة وعلي ﴿ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ ﴾ [الأحزاب : ٣١] مثلي ثواب غيرها
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٤٠


الصفحة التالية
Icon