﴿ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب : ٣١] جليل القدر وهو الجنة ﴿ يَـانِسَآءَ النَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَآءِ ﴾ [الأحزاب : ٣٢] أي لستن كجماعة واحدة من جماعات النساء إذا تقصيت أمة النساء جماعة جماعة لم توجد منهن جماعة واحدة تساويكن في الفضل.
وأحد في الأصل بمعنى وحد وهو الواحد ثم وضع في النفي العام مستوياً فيه المذكر والمؤنث والواحد وما وراءه ﴿ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ﴾ [الأحزاب : ٣٢] إن أردتن التقوى أو إن كنتن متقيات ﴿ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ ﴾ [الأحزاب : ٣٢] أي إذا كلمتن الرجال من وراء الحجاب فلا تجئن بقولكن خاضعاً أي ليناً خنثاً مثل كلام المريبات ﴿ فَيَطْمَعَ ﴾ بالنصب على جواب النهي ﴿ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾ [الأحزاب : ٣٢] ريبة وفجور ﴿ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا ﴾ [الأحزاب : ٣٢] حسناً مع كونه خشناً ﴿ وَقَرْنَ ﴾ مدني وعاصم غير هبيرة وأصله " اقررن " فحذفت الراء تخفيفاً وألقيت فتحتها على ما قبلها، أو من قار يقار إذا اجتمع.
والباقون ﴿ قَرْنٍ ﴾ من وقر يقر وقاراً، أو من قرّ يقر، حذفت الأولى من راء اقررن قراراً من التكرار ونقلت كسرتها إلى القاف ﴿ فِى بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب : ٣٤] بضم الباء بصري ومدني وحفص ﴿ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَـاهِلِيَّةِ الاولَى ﴾ [الأحزاب : ٣٣] أي القديمة.
والتبرج التبختر في المشي وإظهار الزينة والتقدير : ولا تبرجن تبرجاً مثل تبرج النساء في الجاهلية الأولى ـ وهي الزمان الذي ولد فيه إبراهيم أو ما بين آدم ونوح عليهما السلام أو زمن داود وسليمان ـ والجاهلية
٤٤٠
الأخرى ـ ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام.
أو الجاهلية الأولى جاهلية الكفر قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى ـ ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام.
أو الجاهلية الأولى جاهلية الكفر قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى جاهلية الفسوق والفجور في الإسلام.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٤٠
﴿ وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَـاهِلِيَّةِ ﴾ [الأحزاب : ٣٣] خص الصلاة والزكاة بالأمر ثم عم بجميع الطاعات تفضيلاً لهما لأن من واظب عليهما جرتاه إلى ما وراءهما ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾ [الأحزاب : ٣٣] نصب على النداء أو على المدح، وفيه دليل على أن نساءه من أهل بيته.
وقال :﴿ عَنكُمْ ﴾، لأنه أريد الرجال والنساء من آله بدلالة ﴿ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب : ٣٣] من نجاسة الآثام.
ثم بين أنه إنما نهاهن وأمرهن ووعظهن لئلا يقارف أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم الماثم وليتصونوا عنها بالتقوى.
واستعار الذنوب الرجس وللتقوى الطهر، لأن عرض المقترف للمقبحات يتلوث بها كما يتلوث بدنه بالأرجاس، وأما المحسنات فالعرض منها نقي كالثوب الطاهر وفيه تنفير لأولي الألباب عن المناهي وترغيب لهم في الأوامر ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَـاتِ اللَّهِ ﴾ [الأحزاب : ٣٤] القرآن ﴿ وَالْحِكْمَةِ ﴾ أي السنة أو بيان معاني القرآن ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا ﴾ [الأحزاب : ٣٤] عالماً بغوامض الأشياء ﴿ خَبِيرًا ﴾ عالماً بحقائقها أي هو عالم بأفعالكن وأقوالكن فاحذرن مخالفة أمره ونهيه ومعصية رسوله.
ولما نزل في نساء النبي صلى الله عليه وسلّم ما نزل قال نساء المسلمين : فما نزل فينا شيء، فنزلت :
﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَـاتِ ﴾ [الأحزاب : ٣٥] المسلم الداخل في السّلم بعد الحرب المنقاد الذي لا يعاند، أو المفوض أمره إلى الله المتوكل عليه من أسلم وجهه إلى الله ﴿ وَالْمُؤْمِنِينَ ﴾ المصدقين بالله ورسوله وبما يحب أن يصدق به
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٤٠
﴿ وَالْمُؤْمِنَـاتِ وَالْقَـانِتِينَ ﴾ [الأحزاب : ٣٥]
٤٤١