﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ ﴾ [مريم : ٧٤] فكم مفعول أهلكنا ومن تبيين لإبهامها أي كثيراً من القرون أهلكنا وكل أهل عصر قرن لمن بعدهم ﴿ هُمْ أَحْسَنُ ﴾ [مريم : ٧٤] في محل النصب صفة لكم ألا ترى أنك لو تركت هم كان أحسن نصباً على الوصفية ﴿ أَثَـاثًا ﴾ هو متاع البيت أو ماجد من الفرش منظراً وهيئة فعل بمعنى مفعول من رأيت ورياً بغير همز مشدداً نافع وابن عامر على قلب الهمزة ياء لسكونها وإنكسار ما قبلها ثم الإدغام أو من الرى الذي هو النعمة ﴿ وَرِءْيًا * قُلْ مَن كَانَ فِى الضَّلَـالَةِ ﴾ [مريم : ٧٥] الكفر ﴿ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـانُ مَدًّا ﴾ [مريم : ٧٥] جواب من لأنها شرطية وهذا الأمر بمعنى الخبر أي من كفر مد له الرحمن يعني أمهله وأملى له في العمر ليزداد طغياناً وضلالاً كقوله تعالى إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً وإنما أخرج على لفظ الأمر إيذاناً بوجوب ذلك وأنه مفعول لا محالة كالمأمور به الممتثل ليقطع معاذير الضلال ﴿ حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ ﴾ [مريم : ٧٥] هي متصلة بقوله خير مقاماً وأحسن ندياً وما بينهما اعتراض أي لا يزالون يقولون هذا القول إلى أن يشاهدوا الموعود رأي عين ﴿ إِمَّا الْعَذَابَ ﴾ [مريم : ٧٥] في الدنيا وهو تعذيب المسلمين إياهم بالقتل والأسر ﴿ وَإِمَّا السَّاعَةَ ﴾ [مريم : ٧٥] أي القيامة وما ينالهم من الخزي والنكال فهما بدلان مما يوعدون ﴿ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا ﴾ [مريم : ٧٥] منزلاً ﴿ وَأَضْعَفُ جُندًا ﴾ [مريم : ٧٥] أعواناً وأنصاراً أي فحينئذ يعلمون أن الأمر على عكس ما قدروه وأنهم شر مكاناً وأضعف جنداً لا خير مقاماً وأحسن ندياً وأن المؤمنين على خلاف صفتهم وجاز أن تتصل بما يليها والمعنى إن الذين في الضلالة ممدود لهم في ضلالتهم لا ينفكون عن ضلالتهم إلى أن يعاينوا نصرة الله المؤمنين أو يشاهدوا الساعة وحتى هي التي يحكى بعدها الجمل ألا ترى أن الجملة الشرطية واقعة بعدها وهي قوله إذا رأوا ما يوعدون.
فسيعلمون
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٦٩
﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوا هُدًى ﴾ [مريم : ٧٦] معطوف على موضع فليمدد لوقوعه موضع الخبر تقديره من كان في الضلالة مد أو يمد له الرحمن ويزيد أي يزيد في
٦٩
ضلال الضال بخذلانه ويزيد المهتدين أي المؤمنين هدى ثباتاً على الاهتداء أو يقينا وبصيرة بتوفيقه ﴿ وَالْبَـاقِيَـاتُ الصَّـالِحَـاتُ ﴾ [الكهف : ٤٦] أعمال الآخرة كلها أو الصلوات الخمس أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ﴿ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا ﴾ [الكهف : ٤٦] مما يفتحر به الكافر ﴿ وَخَيْرٌ مَّرَدًّا ﴾ [مريم : ٧٦] أي مرجعاً وعاقبة تهكم بالكفار لأنهم قالوا للمؤمنين أي الفرقين خير مقاماً وأحسن نديا
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٦٩