﴿ أَفَرَءيْتَ الَّذِى كَفَرَ بِـاَايَـاتِنَا وَقَالَ لاوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا ﴾ [مريم : ٧٧] ثم.
وبضم الواو وسكون اللام في أربعة مواضع ههنا وفي الزخرف ونوح حمزة وعلى جمع ولد كأسد في أسد أو بمعنى الولد كالعرب في العرب ولما كانت رؤية الأشياء طريقاً إلى العلم بها وصحة الخبر عنها استعملوا أرأيت في معنى أخبر والفاء أفادت التعقيب كأنه قال : أخبر أيضاً بقصة هذا الكافر واذكر حديثه عقيب حديث أولئك وقوله لأوتين جواب قسم مضمر ﴿ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ ﴾ [مريم : ٧٨] من قولهم اطلع الجبل إذا ارتقى إلى أعلاه، الهمزه للاستفهام وهمزة الوصل محذوفة أي أنظر في اللوح المحفوظ فرأى منيته ﴿ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـانِ عَهْدًا ﴾ [مريم : ٧٨] مؤثقاً أن يؤتيه ذلك أو العهد كلمة الشهادة وعن الحسن نزلت في الوليد بن المغيرة والمشهور أنها في العاص بن وائل فقد روي أن خباب بن الأرت صاغ للعاص بن وائل حلياً فاقتضاه الأجر فقال : إنكم تزعمون أنكم تبعثون وأن في الجنة ذهباً وفضة فأنا أقضيك ثم فإني أوتى مالاً وولداً حينئذ ﴿ كَلا ﴾ ردع وتنبيه على الخطأ أي هو مخطىء فيما تصوره لنفسه فليرتدع عنه ﴿ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ ﴾ [مريم : ٧٩] أي قوله والمراد سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله لأنه كما قال : كتب من غير تأخير قال الله تعالى :﴿ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق : ١٨] وهو كقوله * إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة * أي علم وتبين بالانتساب أني لست بابن لئيمة ﴿ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ ﴾ [مريم : ٧٩] نزيده من العذاب كما يزيد في الافتراء
٧٠
والاجتراء من المدد، يقال مده وأمده ﴿ مَدًّا ﴾ أكد بالمصدر لفرط غضبه تعالى
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٧٠
﴿ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ ﴾ [مريم : ٨٠] أي نزوي عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة والمعنى مسمى ما يقول وهو المال والولد ﴿ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ﴾ [مريم : ٨٠] حال أي بلا مال ولا ولد كقوله ولقد جئتمونا فرادى فما يجدي عليه تمينه وتألبه ﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ ءَالِهَةً ﴾ [مريم : ٨١] أي اتخذ هؤلاء المشركون أصناماً يعبدونها ﴿ لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴾ [مريم : ٨١] أي ليعتزوا بآلهتهمِ ويكونوا لهم شفعاء وأنصاراً ينقذونهم من العذاب ﴿ كَلا ﴾ ردع لهم عما ظنوا ﴿ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ ﴾ [مريم : ٨٢] الضمير للآلهة أي سيجحدون عبادتهم وينكرونها ويقولون والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون أو للمشركين أي ينكرون أن يكونوا قد عبدوها كقوله والله ربنا ما كنا مشركين ﴿ وَيَكُونُونَ ﴾ أي المعبودون ﴿ عَلَيْهِم ﴾ على المشركين ﴿ ضِدًّا ﴾ خصماً لأن الله تعالى ينطقهم فيقولون : يا رب عذب هؤلاء الذين عبدونا من دونك والضد يقع على الواحد والجمع وهو في مقابلة لهم عزا والمراد ضد العز وهو الذل والهوان أي يكونون عليهم ضدا لما قصدوه أي يكونون عليهم ذلاً لا لهم عزا وإن رجع الضمير في سيكفرون ويكونون إلى المشركين فالمعنى ويكونون عليهم أي أعداءهم ضداً أي كفرة بهم بعد أن كانوا يعبدونها ثم عجب نبيه عليه السلام بقوله :﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا الشَّيَـاطِينَ عَلَى الْكَـافِرِينَ ﴾ [مريم : ٨٣] أي خليناهم وإياهم من أرسلت البعير أطلقته أوسلطناهم عليهم بالإغواء ﴿ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴾ [مريم : ٨٣] تغريهم على المعاصي إغراء
٧١
والأز والهز إخوان ومعناهما التهييج وشدة الإزعاج
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٧١