وكوفي لأنه اسم علم للوادي وهو بدل منه، وغيرهم بغير تنوين بتأويل البقعة.
وقرأ أبو زيد بكسر الطاء بلا تنوين.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٧٨
﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ ﴾ [طه : ١٣] اصطفيتك للنبوة، ﴿ وَأَنَا ﴾ حمزة ﴿ اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ [طه : ١٣] إليك للذي يوحى أو للوحي، واللام يتعلق بـ ﴿ اسْتَمَعَ ﴾ أو بـ ﴿ اخْتَرْتُكَ ﴾ ﴿ إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ لا إِلَـاهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِى ﴾ [طه : ١٤] وحدني وأطعني ﴿ إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ ﴾ [طه : ١٤] لتذكرني فيها لاشتمال الصلاة على الأذكار أو لأني ذكرتها في الكتب وأمرت بها، أو لأن أذكرك بالمدح والثناء، أو لذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري، أو لتكون لي ذاكراً غير ناس، أو لأوقات ذكري وهي مواقيت الصلاة لقوله :﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَواةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَـامًا وَقُعُودًا ﴾ [النساء : ١٠٣] (النساء : ٣٠١).
وقد حمل على ذكر الصلاة بعد نسيانها وذا يصح بتقدير حذف المضاف أي لذكر صلاتي، وهذا دليل على أنه لا فريضة بعد التوحيد أعظم منها.
﴿ إِنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ ﴾ [طه : ١٥] لا محالة ﴿ أَكَادُ ﴾ أريد عن الأخفش وقيل صلة ﴿ أُخْفِيهَا ﴾ قيل : هو من الأضداد أي أظهرها أو أسترها عن العباد فلا أقول هي آتية لإرادتي إخفاءها، ولولا ما في الأخبار بإتيانها مع تعمية وقتها من الحكمة وهو أنهم إذا لم يعلموا متى تقوم كانوا على وجل منها في كل وقت لما أخبرت به ﴿ لِتُجْزَى ﴾ متعلق بـ ﴿ ءَاتِيَةٌ ﴾ ﴿ كُلُّ نَفْس بِمَا تَسْعَى ﴾ [طه : ١٥] بسعيها من خير أو شر ﴿ فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا ﴾ [طه : ١٦] فلا يصرفنك عن العمل للساعة أو عن إقامة الصلاة أو عن الإيمان بالقيامة فالخطاب لموسى والمراد به أمته ﴿ مَن لا يُؤْمِنُ بِهَا ﴾ [طه : ١٦] لا يصدق بها ﴿ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾ [طه : ١٦] في مخالفة أمره ﴿ فَتَرْدَى ﴾ فتهلك ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَـامُوسَى ﴾ " ما " مبتدأ و ﴿ تِلْكَ ﴾ خبره وهي بمعنى هذه
٧٩
و ﴿ بِيَمِينِكَ ﴾ حال عمل فيها معنى الإشارة أي قارة أو مأخوذة بيمينك.
أو ﴿ تِلْكَ ﴾ موصول صلته ﴿ بِيَمِينِكَ ﴾ والسؤال للتنبيه لتقع المعجزة بها بعد التثبت، أو للتوطين لئلا يهوله انقلابها حية، أو للإيناس ورفع الهيبة للمكالمة
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٧٩
﴿ قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا ﴾ [طه : ١٨] أعتمد علهيا إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع وعند الطفرة ﴿ وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِى ﴾ [طه : ١٨] أخبط ورق الشجر على غنمي لتأكل ﴿ وَلِىَ فِيهَا مَـاَارِبُ ﴾ [طه : ١٨] ـ ﴿ وَلِىَ ﴾ ـ حفص جمع مأربة بالحركات الثلاث وهي الحاجة ﴿ أُخْرَى ﴾ والقياس أخر.
وإنما قال ﴿ أُخْرَى ﴾ رداً إلى الجماعة أو لنسق الآي وكذا ﴿ الْكُبْرَى ﴾ ولما ذكر بعضها شكراً أجمل الباقي حياء من التطويل، أو ليسأل عنها الملك العلام فيزيد في الإكرام.
والمآرب الأخر أنها كانت تماشيه وتحدثه وتحارب العدو والسباع وتصير رشاء فتطول بطول البئر وتصير شعبتاها دلواً وتكونان شمعتين بالليل وتحمل زاده ويركزها فتثمر ثمرة يشتهيها ويركزها فينبع الماء فإذا رفعها نضب، وكانت تقيه الهوام.
والزيادة على الجواب لتعداد النعم شكراً، أو لأنها جواب سؤال آخر لأنه لما قال ﴿ هِىَ عَصَاىَ ﴾ [طه : ١٨] قيل له : ما تصنع بها فأخذ يعدد منافعها.
﴿ قَالَ أَلْقِهَا يَـامُوسَى ﴾ اطرح عصاك لتفزع مما تتكيء عليه فلا تسكن إلا بنا وترى فيها كنه ما فيها من المآرب فتعتمد علينا في المطالب ﴿ فَأَلْقَـاـاهَا ﴾ فطرحها ﴿ فَإِذَا هِىَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾ [طه : ٢٠] تمشي سريعاً قيل انقلبت ثعباناً يبتلع الصخر والشجر، فلما رآها تبتلع كل شيء خاف.
وإنما وصفت بالحية هنا وبالثعبان ـــــ وهو العظيم من الحيات وبالجان وهو الدقيق ـــــ في غيرها لأن الحية اسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير، وجاز أن تنقلب حية صفراء دقيقة ثم يتزايد جرمها حتى تصير ثعباناً فأريد بالجان أول حالها وبالثعبان مآلها، أو لأنها كانت
٨٠


الصفحة التالية
Icon