﴿ وَأَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى ﴾ اجعله شريكي في النبوة والرسالة.
﴿ اشْدُدْ ﴾ و على حكاية النفس شامي على الجواب، والباقون على الدعاء والسؤال ﴿ أَمْرِى * كَىْ نُسَبِّحَكَ ﴾ [طه : ٣٣] نصلي لك وننزهك تسبيحاً ﴿ كَىْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴾ في الصلوات وخارجها ﴿ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا ﴾ [طه : ٣٥] عالماً بأحوالنا فأجابه الله تعالى حيث ﴿ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَـامُوسَى ﴾ أعطيت مسئوولك فالسؤل الطلبة فعل بمعنى مفعول كخبز بمعنى مخبوز.
بلا همز : أبو عمرو.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٨٢
﴿ مُبِينٌ * وَلَقَدْ مَنَنَّا ﴾ [الصافات : ١١٤] أنعمنا ﴿ عَلَيْكَ مَرَّةً ﴾ [طه : ٣٧] كرة ﴿ أُخْرَى ﴾ قبل هذه ثم فسرها فقال ﴿ إِذْ أَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى ﴾ [طه : ٣٨] إلهاماً أو مناماً حين ولدت وكان فرعون يقتل أمثالك.
و ﴿ إِذْ ﴾ ظرف لـ ﴿ مَنَنَّا ﴾ ثم فسر ما يوحى بقوله ﴿ أَنِ اقْذِفِيهِ ﴾ [طه : ٣٩] ألقيه ﴿ فِى التَّابُوتِ ﴾ [طه : ٣٩] و ﴿ ءَانٍ ﴾ مفسرة لأن الوحي بمعنى القول ﴿ فَاقْذِفِيهِ فِى الْيَمِّ ﴾ [طه : ٣٩] النيل ﴿ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ ﴾ [طه : ٣٩] الجانب وسمي ساحلاً لأن الماء يسحله أي يقشره، والصيغة أمر ليناسب ما تقدم ومعناه الإخبار أي يلقيه اليم بالساحل ﴿ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّى وَعَدُوٌّ لَّهُ ﴾ [طه : ٣٩] يعني فرعون والضمائر كلها راجعة إلى موسى عليه السلام، ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت يفضي إلى تناثر النظم والمقذوف في البحر والملقى إلى الساحل وإن كان هو التابوت لكن موسى في جوف التابوت.
روي أنها جعلت في التابوت قطناً محلوجاً فوضعته فيه وقيرته ثم ألقته في اليم، وكان يشرع منه إلى بستان فرعون نهر كبير فبينما هو جالس على رأس بركة مع آسية إذا بالتابوت فأمر به فأخرج ففتح فإذا بصبي أصبح الناس وجهاً
٨٣
فأحبه فرعون حباً شديداً فذلك قوله ﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّى ﴾ [طه : ٣٩] يتعلق ﴿ مِّنِّى ﴾ بـ يعني إني أحببتك ومن أحبه الله أحبته القلوب فما راه أحد إلا أحبه.
قال قتادة : كان في عيني موسى ملاحة ما رآه أحد إلا أحبه ﴿ مِّنِّى وَلِتُصْنَعَ ﴾ [طه : ٣٩] معطوف على محذوف تقديره وألقيت عليك محبة لتحب ولتصنع ﴿ عَلَى عَيْنِى ﴾ [طه : ٣٩] أي لتربى بمرأى مني وأصله من صنع الفرس أي أحسن القيام عليه يعني أنا مراعيك ومراقبك كما يراعي الرجل الشيء بعينه إذا اعتنى به ﴿ وَلِتُصْنَعَ ﴾ بسكون اللام والجزم : يزيد على أنه أمر منه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٨٢
﴿ إِذْ تَمْشِى ﴾ [طه : ٤٠] بدل من ﴿ إِذْ أَوْحَيْنَآ ﴾ [طه : ٣٨] لأن مشي أخته كان منة عليه ﴿ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ ﴾ [طه : ٤٠] روي أن أخته مريم جاءت متعرفة خبره فصادفتهم يطلبون له مرضعة يقبل ثديها وكان لا يقبل ثدي امرأة فقالت : هل أدلكم على من يضمه إلى نفسه فيربيه وأرادت بذلك المرضعة الأم.
وتذكير الفعل للفظ ﴿ مِنْ ﴾، فقالوا : نعم فجاءت بالأم فقبل ثديها وذلك قوله ﴿ فَرَجَعْنَـاكَ ﴾ فرددناك ﴿ إِلَى أُمِّكَ ﴾ [طه : ٤٠] كما وعدناها بقولنا ﴿ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ ﴾ [القصص : ٧] (القصص : ٧) ﴿ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا ﴾ [طه : ٤٠] بلقائك ﴿ وَلا تَحْزَنَ ﴾ [العنكبوت : ٣٣] على فراقك ﴿ وَقَتَلْتَ نَفْسًا ﴾ [طه : ٤٠] قبطياً كافراً ﴿ فَنَجَّيْنَـاكَ مِنَ الْغَمِّ ﴾ [طه : ٤٠] من القود.
قيل الغم : القتل بلغة قريش وقيل : اغتم بسبب القتل خوفاً من عقاب الله تعالى ومن اقتصاص فرعون فغفر الله له باستغفاره
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٨٤
﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى ﴾ [القصص : ١٦] (القصص : ٦١) ونجاه من فرعون بأن ذهب به من مصر إلى مدين ﴿ وَفَتَنَّـاكَ فُتُونًا ﴾ [طه : ٤٠] ابتليناك ابتلاء بإيقاعك في المحن وتخليصك منها، والفتون مصدر كالقعود أو جمع فتنة أي فتناك ضروباً من الفتن، والفتنة المحنة وكل ما يبتلي الله به عباده فتنة ﴿ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء : ٣٥] (الأنبياء : ٥٣) ﴿ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِى أَهْلِ مَدْيَنَ ﴾ [طه : ٤٠] هي بلدة شعيب عليه السلام على ثمان مراحل من مصر.
قال وهب : لبث عند شعيب ثمانياً وعشرين سنة، عشر منها مهر لصفوراء،
٨٤


الصفحة التالية
Icon