﴿ تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ ﴾ [المؤمنون : ٢٠] ﴿ طُورِ سَيْنَآءَ ﴾ [المؤمنون : ٢٠] و طور سينين لا يخلو إما أن يضاف الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسينون، وإما أن يكون اسماً للجبل مركباً من مضاف ومضاف إليه كامريء القيس وهو جبل فلسطين.
وسيناء غير منصرف بكل حال مكسور السين كقراءة الحجازي وأبي عمرو للتعريف والعجمة، أو مفتوحها كقراءة غيرهم لأن الألف للتأنيث كصحراء ﴿ تَنابُتُ بِالدُّهْنِ ﴾ [المؤمنون : ٢٠] قال الزجاج : الباء للحال أي تنبت ومعها الدهن تنبت مكي وأبو عمرو.
إما لأن أنبت بمعنى نبت كقوله " حتى إذا أنبت البقل "، أو لأن مفعوله محذوف أي تنبت زيتونها وفيه الدهن ﴿ وَصِبْغٍ لِّلاكِلِينَ ﴾ [المؤمنون : ٢٠] أي إدام لهم.
قال مقاتل : جعل الله تعالى في هذه إداماً ودهناً، فالإدام الزيتون والدهن الزيت.
وقيل : هي أول شجرة نبتت بعد الطوفان.
وخص هذه الأنواع الثلاثة لأنها أكرم الشجر وأفضلها وأجمعها للمنافع.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٧٤
﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِى الانْعَـامِ ﴾ [النحل : ٦٦] جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم ﴿ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم ﴾ [النحل : ٦٦] وبفتح النون : شامي ونافع وأبو بكر وسقى وأسقى لغتان ﴿ مِّمَّا فِى بُطُونِهَا ﴾ [المؤمنون : ٢١] أي نخرج لكم من بطونها لبناً سائغاً ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَـافِعُ كَثِيرَةٌ ﴾ [المؤمنون : ٢١] سوى الألبان وهي منافع الأصواف والأوبار والأشعار ﴿ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [النحل : ٥] أي لحومها ﴿ وَعَلَيْهَا ﴾ وعلى الأنعام في البر ﴿ وَعَلَى الْفُلْكِ ﴾ [المؤمنون : ٢٢] في البحر ﴿ تُحْمَلُونَ ﴾ في أسفاركم، وهذا يشير إلى أن المراد بالأنعام الإبل لأنها هي المحمول عليها في العادة فلذا قرنها بالفلك التي هي السفائن لأنها سفائن البر قال ذوا الرمة.
سفينة بر تحت خدي زمامها
يريد ناقته.
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَـاقَوْمِ اعْبُدُوا ﴾ وحِّدوه ﴿ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـاهٍ ﴾ [الأعراف : ٥٩] معبود ﴿ غَيْرُهُا ﴾ بالرفع على المحل : وبالجر على اللفظ، والجملة استئناف تجري مجرى التعليل للأمر بالعبادة ﴿ أَفَلا تَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف : ٦٥] أفلا تخافون عقوبة الله الذي
١٧٥
هو ربكم وخالقكم إذا عبدتم غيره مما ليس من استحقاق العبادة في شيء
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٧٥
﴿ فَقَالَ الْمَلَؤُا الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ ﴾ [هود : ٢٧] أي أشرافهم لعوامهم ﴿ مَا هَـاذَآ إِلا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ﴾ [المؤمنون : ٢٤] يأكل ويشرب ﴿ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ﴾ [المؤمنون : ٢٤] أي يطلب الفضل عليكم ويترأس ﴿ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ ﴾ [البقرة : ٢٢٠] إرسال رسول ﴿ لانزَلَ مَلَـائكَةً ﴾ [فصلت : ١٤] لأرسل ملائكة ﴿ مَّا سَمِعْنَا بِهَـاذَا ﴾ [المؤمنون : ٢٤] أي بإرسال بشر رسولاً أو بما يأمرنا به من التوحيد وسب الهتنا والعجب منهم أنهم رضوا بالألوهية للحجر ولم يرضوا بالنبوة للبشر ﴿ فَقَالَ الْمَلَؤُا الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَـاذَآ إِلا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لانزَلَ مَلَـائكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـاذَا فِى ءَابَآ ـاِنَا الاوَّلِينَ * إِنْ هُوَ إِلا رَجُلُ بِهِ جِنَّةٌ ﴾ جنون ﴿ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ﴾ [المؤمنون : ٢٥] فانتظروا واصبروا عليه إلى زمان حتى ينجلي أمره فإن أفاق من جنونه وإلا قتلتموه ﴿ قَالَ رَبِّ انصُرْنِى بِمَا كَذَّبُونِ ﴾ [المؤمنون : ٢٦] فلما أيس من إيمانهم دعا الله بالانتقام منهم، والمعنى أهلكهم بسبب تكذيبهم إياي إذ في نصرته إهلاكهم، أو انصرني بدل ما كذبون كقولك " هذا بذاك " أي بدل ذاك والمعنى أبدلني من غم تكذيبهم سلوة النصرة عليهم ﴿ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ ﴾ [المؤمنون : ٢٧] أي أجبنا دعاءه فأوحينا إليه ﴿ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [المؤمنون : ٢٧] أي تصنعه وأنت واثق بحفظ الله لك ورؤيته إياك، أو بحفظنا وكلاءتنا كأن معك من الله حفاظاً يكلئونك بعيونهم لئلا يتعرض لك ولا يفسد عليك مفسد عملك ومنه قولهم " عليه من الله عين كالئة ".
﴿ وَوَحْيِنَا ﴾ أمرنا وتعليمنا إياك صنعتها.
روي أنه أوحي إليه أن يصنعها على مثال جؤجؤ الطائر.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٧٦