البينات الواضحات ﴿ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ ﴾ [الزخرف : ٦٣] أي الإنجيل والشرائع ﴿ وَلابَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ﴾ [الزخرف : ٦٣] وهو أمر الدين لا أمر الدنيا ﴿ وَلَمَّا جَآءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَـاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلابَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـاذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾ هذا تمام كلام عيسى عليه السلام.
﴿ فَاخْتَلَفَ الاحْزَابُ ﴾ [مريم : ٣٧] الفرق المتحزبة بعد عيسى وهم : اليعقوبية والنسطورية والملكانية والشمعونية ﴿ مِن بَيْنِهِمْ ﴾ [الزخرف : ٦٥] من بين النصارى ﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ [الزخرف : ٦٥] حيث قالوا في عيسى ما كفروا به ﴿ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴾ [الزخرف : ٦٥] وهو يوم القيامة ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ ﴾ [الزخرف : ٦٦] الضمير لقوم عيسى أو للكفار ﴿ أَن تَأْتِيَهُم ﴾ [محمد : ١٨] بدل من ﴿ السَّاعَةَ ﴾ أي هل ينظرون إلا إتيان الساعة ﴿ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأعراف : ٩٥] أي وهم غافلون لاشتغالهم بأمور دنياهم كقوله ﴿ تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴾ [يس : ٤٩] (يس : ٩٤) ﴿ الاخِلاءُ ﴾ جمع خليل ﴿ يَوْمَـاـاِذ ﴾ يوم القيامة ﴿ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف : ٦٧] أي المؤمنين.
وانتصاب ﴿ يَوْمَـاـاِذ ﴾ بـ ﴿ عَدُوٌّ ﴾ أي تنقطع في ذلك اليوم كل خلة بين المتخالين في غير ذات الله وتنقلب عداوة ومقتاً إلا خلة المتصادقين في الله فإنها الخلة الباقية ﴿ يَـاعِبَادِ ﴾ بالياء في الوصل والوقف : مدني وشامي وأبو عمرو، وبفتح الياء : أبو بكر.
الباقون : بحذف الياء ﴿ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ [الزخرف : ٦٨] هو حكاية لما ينادى به المتقون المتحابون في الله يومئذ ﴿ الَّذِينَ ﴾ منصوب المحل على صفة لعبادي لأنه منادى مضاف ﴿ ءَامَنُوا بِـاَايَـاتِنَا ﴾ صدقوا بآياتنا ﴿ وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴾ [الزخرف : ٦٩] لله منقادين له
١٨٠
﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ ﴾ [الزخرف : ٧٠] المؤمنات في الدنيا ﴿ تُحْبَرُونَ ﴾ تسرون سروراً يظهر حباره أي أثره على وجوهكم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٧٧
﴿ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ ﴾ [الزخرف : ٧١] جمع صفحة ﴿ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ﴾ [الزخرف : ٧١] أي من ذهب أيضاً والكوب الكوز لا عروة له ﴿ وَفِيهَا ﴾ في الجنة ﴿ مَا تَشْتَهِيهِ الانفُسُ ﴾ [الزخرف : ٧١] مدني وشامي وحفص بإثبات الهاء العائدة إلى الموصول، وحذفها غيرهم لطول الموصول بالفعل والفاعل والمفعول.
و ﴿ وَتَلَذُّ الاعْيُنُ ﴾ [الزخرف : ٧١] وهذا حصر لأنواع النعم لأنها إما مشتهيات في القلوب أو مستلذة في العيون
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٨١
﴿ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الانفُسُ وَتَلَذُّ الاعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَـالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ﴿ تِلْكَ ﴾ إشارة إلى الجنة المذكورة وهي مبتدأ و ﴿ الْجَنَّةُ ﴾ خبر و ﴿ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا ﴾ [الزخرف : ٧٢] صفة الجنة، أو ﴿ الْجَنَّةُ ﴾ صفة للمبتدأ الذي هو اسم الإشارة و ﴿ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا ﴾ [الزخرف : ٧٢] خبر المبتدأ، أو ﴿ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا ﴾ [الزخرف : ٧٢] صفة المبتدأ و ﴿ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة : ١٠٥] الخبر، والباء تتعلق بمحذوف أي حاصلة أو كائنة كما في الظروف التي تقع أخباراً، وفي الوجه الأول تتعلق بـ ﴿ أُورِثْتُمُوهَا ﴾ وشبهت في بقائها على أهلها بالميراث الباقي على الورثة ﴿ لَكُمْ فِيهَا فَـاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [الزخرف : ٧٣] " من " للتبعيض أي لا تأكلون إلا بعضها وأعقابها باقية في شجرها فهي مزينة بالثمار أبداً، وفي الحديث " لا ينزع رجل في الجنة من ثمرها إلا نبت مكانها مثلاها ".
﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـالِدُونَ ﴾ [الزخرف : ٧٤] خبر بعد خبر ﴿ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ ﴾ [الزخرف : ٧٥] خبر آخر أي لا يخفف ولا ينقص ﴿ وَهُمْ فِيهِ ﴾ [الزخرف : ٧٥] في العذاب ﴿ مُبْلِسُونَ ﴾ آيسون من الفرج متحيرون
١٨١