﴿ فَإِذَا هُم مِّنَ الاجْدَاثِ ﴾ [يس : ٥١] أي القبور ﴿ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ﴾ [يس : ٥١] يعدون بكسر السين وضمها ﴿ قَالُوا ﴾ أي الكفار ﴿ قَالُوا يَـاوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا ﴾ من أنشرنا ﴿ مِن مَّرْقَدِنَا ﴾ [يس : ٥٢] أي مضجعنا، وقف لازم عن حفص وعن مجاهد للكفار مضجعة يجدون فيها طعم النوم فإذا صيح بأهل القبور قالوا من بعثنا ﴿ هَـاذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [يس : ٥٢] كلام الملائكة أو المتقين أو الكافرين يتذكرون ما سمعوه من الرسل فيجيبون به أنفسهم أو بعضهم بعضاً، أو " ما " مصدرية ومعناه هذا وعد الرحمن وصدق المرسلين على تسلمية الموعود والمصدوق فيه بالوعد والصدق، أو موصولة وتقديره هذا الذي وعده الرحمن والذي صدقه المرسلون أي والذي صدق فيه المرسلون ﴿ إِن كَانَتْ ﴾ [يس : ٢٩] النفخة الأخيرة
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥
﴿ إِن كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَـامِدُونَ ﴾ [يس : ٢٩] للحساب.
ثم ذكر ما يقال لهم في ذلك اليوم ﴿ شُغُلٍ ﴾ بضمتين : كوفي وشامي، وبضمة وسكون : مكي ونافع وأبو عمرو.
والمعنى في شغل في أي شغل وفي شغل لا يوصف، وهو افتضاض الأبكار على شط الأنهار تحت الأشجار أو ضرب الأوتار أو ضيافة الجبار ﴿ فَـاكِهُونَ ﴾ خبر ثان ﴿ فَـاكِهُونَ ﴾ يزيد، والفاكه والفكه : المتنعم المتلذذ ومنه الفاكهة لأنها مما يتلذذ به وكذا الفكاهة ﴿ هُمْ ﴾ مبتدأ ﴿ وَأَزْوَاجُهُمْ ﴾ عطف عليه ﴿ فِى ظِلَـالٍ ﴾ [يس : ٥٦] حال جمع ظل وهو الموضع الذي لا تقع عليه الشمس كذئب وذئاب، أو جمع ظلة كبرمة وبرام دليله قراءة حمزة وعليّ، ﴿ ظِلَـالٍ ﴾ جمع ظلة وهي ما سترك عن الشمس
١٧
﴿ عَلَى الارَآ ـاِكِ ﴾ [الإنسان : ١٣] جمع الأريكة وهي السرير في الحجلة أو الفراش فيها ﴿ مُتَّكِـاُونَ ﴾ خبر أو ﴿ فِى ظِلَـالٍ ﴾ [يس : ٥٦] خبر و ﴿ عَلَى الارَآ ـاِكِ ﴾ [الإنسان : ١٣] مستأنف ﴿ لَهُمْ فِيهَا فَـاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ ﴾ [يس : ٥٧] يفتعلون من الدعاء أي كل ما يدعو به أهل الجنة يأتيهم أو يتمنون من قولهم " ادع علي ما شئت " أي تمنه عليّ، عن الفراء هو من الدعوى ولا يدعون ما لا يستحقون.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥
﴿ سَلَـامٌ ﴾ بدل من ﴿ مَّا يَدَّعُونَ ﴾ [يس : ٥٧] كأنه قال لهم سلام يقال لهم ﴿ قَوْلا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ﴾ [يس : ٥٨] والمعنى أن الله يسلم عليهم بواسطة الملائكة أو بغير واسطة تعظيماً لهم وذلك متمناهم ولهم ذلك لا يمنعونه.
قال ابن عباس : والملائكة يدخلون عليهم بالتحية من رب العالمين.
﴿ وَامْتَـازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يس : ٥٩] وانفردوا عن المؤمنين وكونوا على حدة وذلك حين يحشر المؤمنون ويسار بهم إلى الجنة.
وعن الضحاك : لكل كافر بيت من النار يكون فيه لا يرى ولا يرى أبداً ويقول لهم يوم القيامة ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـابَنِى ءَادَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيطَـانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ [يس : ٦٠] العهد الوصية وعهد إليه إذا وصاه وعهد الله إليهم ما ركزه فيهم من أدلة العقل وأنزل عليهم من دلائل السمع، وعبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به إليهم ويزينه لهم ﴿ وَأَنِ اعْبُدُونِى ﴾ [يس : ٦١] وحدوني وأطيعوني ﴿ هَـاذَا ﴾ إشارة إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن ﴿ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة : ١٤٢] أي صراط بليغ في استقامته ولا صراط أقوم منه ﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلا ﴾ [يس : ٦٢] بكسر الجيم والباء والتشديد : مدني وعاصم
١٨
وسهل ﴿ جِبِلا ﴾ بضم الجيم والباء والتشديد : يعقوب ﴿ جِبِلا ﴾ مخففاً : شامي وأبو عمرو.
و ﴿ جِبِلا ﴾ بضم الجيم والباء وتخفيف اللام : غيرهم، وهذه لغات في معنى الخلق ﴿ كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴾ [يس : ٦٢] استفهام تقريع على تركهم الانتفاع بالعقل ﴿ هَـاذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [يس : ٦٣] بها ﴿ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [يس : ٦٤] ادخلوها بكفركم وإنكاركم لها.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٨