رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء من احقوقف الشيء إذا اعوج.
عن ابن عباس رضي الله عنهما : هو وادٍ بين عمان ومهرة ﴿ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ ﴾ [الأحقاف : ٢١] جمع نذير بمعنى المنذر أو الإنذار ﴿ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ﴾ [الرعد : ١١] من قبل هود ومن خلف هود، وقوله ﴿ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ﴾ [الأحقاف : ٢١] وقع اعتراضاً بين ﴿ أَنذَرَ قَوْمَهُ ﴾ [الأحقاف : ٢١] وبين ﴿ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأحقاف : ٢١] والمعنى واذكر إنذار هود قومه عاقبة الشرك والعذاب العظيم وقد أنذر من تقدمه من الرسل ومن تأخر عنه مثل ذلك ﴿ قَالُوا ﴾ أي قوم هود ﴿ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا ﴾ [الأحقاف : ٢٢] لتصرفنا فالأفك الصرف يقال : أفكه عن رأيه ﴿ عَنْ ءَالِهَتِنَا ﴾ [الأحقاف : ٢٢] عن عبادتها ﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ ﴾ [الأعراف : ٧٠] من معاجلة العذاب على الشرك ﴿ إِن كُنتَ مِنَ الصَّـادِقِينَ ﴾ [الأعراف : ٧٠] في وعدك.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢١٠
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢١٤
﴿ قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ ﴾ [الأحقاف : ٢٣] بوقت مجيء العذاب ﴿ عِندَ اللَّهِ ﴾ [الحجرات : ١٣] ولا علم لي بالوقت الذي يكون فيه تعذيبكم ﴿ وَأُبَلِّغُكُم مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ ﴾ [الأحقاف : ٢٣] وبالتخفيف : أبو عمرو أي الذي هو شأني أن أبلغكم ما أرسلت به من الإنذار والتخويف ﴿ وَلَـاكِنِّى أَرَاـاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴾ [هود : ٢٩] أي ولكنكم جاهلون لا تعلمون أن الرسل بعثوا منذرين لا مقترحين ولا سائلين غير ما أذن لهم فيه.
﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ ﴾ [الملك : ٢٧] الضمير يرجع إلى ﴿ بِمَا تَعِدُنَآ ﴾ أو هو مبهم وضح أمره بقوله ﴿ عَارِضًا ﴾ إما تمييزاً أو حالاً.
والعارض السحاب الذي يعرض في أفق السماء ﴿ مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَـاذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ﴾ [الأحقاف : ٢٤] روي أن المطر قد احتبس عنهم فرأوا سحابة استقبلت أوديتهم فقالوا : هذا سحاب يأتينا بالمطر وأظهروا من ذلك فرحاً.
وإضافة ﴿ مُّسْتَقْبِلَ ﴾ و مجازية غير معرفة بدليل وقوعهما وهما مضافان إلى معرفتين وصفاً للنكرة ﴿ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ ﴾ [العنكبوت : ٤٩] أي قال هود : بل هو، ويدل عليه قراءة من قرأ ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَـاذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ﴿ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ﴾ [الأحقاف : ٢٤] من العذاب.
ثم فسره فقال ﴿ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْء ﴾ تهلك من نفوس عاد وأموالهم الجم الكثير فعبر عن
٢١٤
الكثرة بالكلية ﴿ بِأَمْرِ رَبِّهَا ﴾ [الأحقاف : ٢٥] رب الريح ﴿ فَأْصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَـاكِنُهُمْ ﴾ [الأحقاف : ٢٥] عاصم وحمزة وخلف أي لا يرى شيء إلا مساكنهم.
غيرهم ﴿ لا يُرَى إِلا مَسَـاكِنُهُمْ ﴾ والخطاب للرائي من كان.
﴿ كَذَالِكَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأحقاف : ٢٥] أي مثل ذلك نجزي من أجرم مثل جرمهم وهو تحذير لمشركي العرب.
عن ابن عباس رضي الله عنهما : اعتزل هود عليه السلام ومن معه في حظيرة ما يصيبهم من الريح إلا ما تلذه الأنفس، وإنها لتمر من عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢١٤


الصفحة التالية
Icon