﴿ وَقَالُوا يَـاوَيْلَنَا ﴾ [الصافات : ٢٠] الويل كلمة يقولها القائل وقت الهلكة ﴿ هَـاذَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾ [الصافات : ٢٠] أي اليوم الذي ندان فيه أي نجازي بأعمالنا ﴿ هَـاذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ﴾ [الصافات : ٢١] يوم القضاء والفرق بين فرق الهدى والضلال ﴿ الَّذِى كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [السجدة : ٢٠] ثم يحتمل أن يكون ﴿ هَـاذَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾ [الصافات : ٢٠] إلى قوله ﴿ احْشُرُوا ﴾ من كلام الكفرة بعضهم مع بعض، وأن يكون من كلام الملائكة لهم، وأن يكون ﴿ وَقَالُوا يَـاوَيْلَنَا هَـاذَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾ من كلام الكفرة و ﴿ هَـاذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ﴾ [الصافات : ٢١] من كلام الملائكة جواباً لهم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٦
﴿ احْشُرُوا ﴾ خطاب الله للملائكة ﴿ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ [البقرة : ١٦٥] كفروا ﴿ وَأَزْوَاجَهُمْ ﴾ أي وأشباههم وقرناءهم من الشياطين أو نساءهم الكافرات، والواو بمعنى " مع " وقيل : للعطف.
وقرىء بالرفع عطفاً على الضمير في ﴿ ظَلَمُوا ﴾ ﴿ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ ﴾ أي الأصنام ﴿ فَاهْدُوهُمْ ﴾ دلوهم، عن الأصمعي : هديته في الدين هدىً وفي الطريق هداية ﴿ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات : ٢٣] طريق النار ﴿ وَقِفُوهُمْ ﴾ احبسوهم ﴿ إِنَّهُمْ ﴾ عن أقوالهم وأفعالهم ﴿ لا تَجْـاَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لا تُنصَرُونَ ﴾ [الصافات : ٢٥] أي لا ينصر بعضكم بعضاً، وهذا توبيخ لهم بالعجز عن التناصر بعدما كانوا متناصرين في الدنيا.
وقيل : هو جواب لأبي جهل حيث قال يوم بدر نحن جميع منتصر، وهو في موضع النصب على الحال أي ما لكم غير متناصرين ﴿ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴾ [الصافات : ٢٦] منقادون أو قد أسلم بعضهم بعضاً وخذله عن عجر وكلهم مستسلم غير منتصر.
﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [الصافات : ٢٧] أي التابع على المتبوع ﴿ يَتَسَآءَلُونَ ﴾ يتخاصمون
٣٠
﴿ قَالُوا ﴾ أي الأتباع للمتبوعين ﴿ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ﴾ [الصافات : ٢٨] عن القوة والقهر إذ اليمين موصوفة بالقوة وبها يقع البطش أي أنكم كنتم تحمولننا على الضلال وتقسروننا عليه.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٦
﴿ قَالُوا ﴾ أي الرؤساء ﴿ بَلْ لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الصافات : ٢٩] أي بل أبيتم أنتم الإيمان وأعرضتم عنه مع تمكنكم منه مختارين له على الكفر غير ملجئين ﴿ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَـان ﴾ [الصافات : ٣٠] تسلط نسلبكم به تمكنكم واختياركم ﴿ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَـاغِينَ ﴾ [الصافات : ٣٠] بل كنتم قوماً مختارين الطغيان ﴿ فَحَقَّ عَلَيْنَا ﴾ [الصافات : ٣١] فلزمنا جميعاً ﴿ قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآ ـاِقُونَ ﴾ [الصافات : ٣١] يعني وعيد الله بأنا ذائقون لعذابه لا محالة لعلمه بحالنا، ولو حكى الوعيد كما هو لقال إنكم لذائقون ولكنه عدل به إلى لفظ المتكلم لأنهم متكلمون بذلك عن أنفسهم ونحوه قوله :
فقد زعمت هوازن قل ما لي ولو حكي قولها لقال " قل مالك " ﴿ فَأَغْوَيْنَـاكُمْ ﴾ فدعوناكم إلى الغي ﴿ إِنَّا كُنَّا غَـاوِينَ ﴾ [الصافات : ٣٢] فأردنا إغواءكم لتكونوا أمثالنا ﴿ فَإِنَّهُمْ ﴾ فإن الأتباع والمتبوعين جميعاً ﴿ يَوْمَـاـاِذٍ ﴾ يوم القيامة ﴿ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾ [الصافات : ٣٣] كما كانوا مشتركين في الغواية ﴿ إِنَّا كَذَالِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ﴾ [الصافات : ٣٤] أي بالمشركين إنا مثل ذلك الفعل نفعل بكل مجرم ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَـاهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الصافات : ٣٥] إنهم كانوا إذا سمعوا بكلمة التوحيد استكبروا وأبو إلا الشرك
٣١
﴿ وَيَقُولُونَ ﴾ بهمزتين : شامي وكوفي ﴿ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُون * بَلْ ﴾ يعنون محمداً عليه السلام ﴿ بَلْ جَآءَ بِالْحَقِّ ﴾ [الصافات : ٣٧] رد على المشركين ﴿ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الصافات : ٣٧] كقوله :﴿ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ [فاطر : ٣١] (البقرة : ٧٩).
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣١