﴿ مَّخْضُودٍ ﴾ السدر شجر النبق والمخضود الذي لا شوك له كأنما خضد شوكه ﴿ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ﴾ [الواقعة : ٢٩] الطلح شجر الموز والمنضود الذي نضد بالحمل من أسفله إلى أعلاه فليست له ساق بارزة ﴿ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ﴾ [الواقعة : ٣٠] ممتد منبسط كظل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ﴿ وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ ﴾ جار بلا حد ولا خد أي يجري على الأرض في غير أخدود ﴿ وَفَـاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴾ [الواقعة : ٣٢] أي كثيرة الأجناس ﴿ لا مَقْطُوعَةٍ ﴾ [الواقعة : ٣٣] لا تنقطع في بعض الأوقات كفواكه الدنيا بل هي دائمة ﴿ وَلا مَمْنُوعَةٍ ﴾ [الواقعة : ٣٣] لا تمنع عن متناولها بوجه.
وقيل : لا مقطوعة بالأزمان ولا ممنوعة بالأثمان ﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ [الواقعة : ٣٤] رفيعة القدر أو نضدت حتى ارتفعت أو مرفوعة على الأسرة.
وقيل : هي النساء لأن المرأة يكنى عنها بالفراش مرفوعة على الأرائك قال الله تعالى :﴿ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِى ظِلَـالٍ عَلَى الارَآ ـاِكِ مُتَّكِـاُونَ ﴾ [يس : ٥٦] (يس : ٦٥).
ويدل عليه قوله.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣١٧
﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَـاهُنَّ إِنشَآءً ﴾ [الواقعة : ٣٥] ابتدأنا خلقهن ابتداء من غير ولادة، فإما أن يراد اللاتي
٣٢٠
ابتدىء انشاؤهن أو اللاتي أعيد انشاؤهن، وعلى غير هذا التأويل أضمر لهن لأن ذكر الفرش وهي المضاجع دل عليهن ﴿ فَجَعَلْنَـاهُنَّ أَبْكَارًا ﴾ [الواقعة : ٣٦] عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكاراً ﴿ عُرُبًا ﴾ ﴿ عُرُبًا ﴾ حمزة وخلف ويحيى وحماد جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة التبعل ﴿ أَتْرَابًا ﴾ مستويات في السن بنات ثلاث وثلاثين وأزواجهن كذلك، واللام في ﴿ لِّأَصْحَـابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة : ٣٨] من صلة ﴿ أَنشَأْنَا ﴾ ﴿ ثُلَّةٌ ﴾ أي أصحاب اليمين ثلة ﴿ مِّنَ الاوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الاخِرِينَ ﴾ فإن قلت : كيف قال قبل هذا ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ ﴾ ثم قال هنا ﴿ وَثُلَّةٌ مِّنَ الاخِرِينَ ﴾ [الواقعة : ٤٠]؟ قلت : ذاك في السابقين وهذا في أصحاب اليمين، وأنهم يتكاثرون من الأولين والآخرين جميعاً.
وعن الحسن : سابقوا الأمم أكثر من سابقي أمتنا، وتابعوا الأمم مثل تابعي هذه الأمة.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٢٠
﴿ وَأَصْحَـابُ الشِّمَالِ مَآ أَصْحَـابُ الشِّمَالِ ﴾ [الواقعة : ٤١] الشمال والمشأمة واحدة ﴿ فِى سَمُومٍ ﴾ [الواقعة : ٤٢] في حر نار ينفذ في المسام ﴿ وَحَمِيمٍ ﴾ وماء حار متناهي الحرارة ﴿ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ﴾ [الواقعة : ٤٣] من دخان أسود ﴿ لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ﴾ [الواقعة : ٤٤] نفي لصفتي الظل عنه يريد أنه ظل ولكن لا كسائر الظلال سماه ظلا، ثم نفى عنه برد الظل وروحه ونفعه من يأوي إليه من أذى الحر وذلك كرمه ليمحق ما في مدلول الظل من الاسترواح إليه، والمعنى أنه ظل حار ضار ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَالِكَ ﴾ [الواقعة : ٤٥] أي في الدنيا ﴿ مُتْرَفِينَ ﴾ منعمين فمنعهم ذلك من الانزجار وشغلهم عن الاعتبار ﴿ وَكَانُوا يُصِرُّونَ ﴾ [الواقعة : ٤٦] يداومون ﴿ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ﴾ [الواقعة : ٤٦] أي على الذنب العظيم أو على الشرك لأنه نقض عهد الميثاق، والحنث نقض العهد المؤكد باليمين أو الكفر بالبعث بدليل قوله ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ ﴾ [النحل : ٣٨] (النحل : ٨٣) ﴿ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَاـاِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَـامًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾ تقديره :
٣٢١
أنبعث إذا متنا؟ وهو العامل في الظرف، وجاز حذفه إذ ﴿ مَّبْعُوثُونَ ﴾ يدل عليه، ولا يعمل فيه ﴿ مَّبْعُوثُونَ ﴾ لأن " إن " والاستفهام يمنعان أن يعمل ما بعدهما فيما قبلهما ﴿ أَوَ ءَابَآؤُنَا الاوَّلُونَ ﴾ [الصافات : ١٧] دخلت همزة الاستفهام على حرف العطف وحسن العطف على المضمر في ﴿ لَمَبْعُوثُونَ ﴾ من غير توكيد بـ " نحن " للفاصل الذي هو الهمزة كما حسن في قوله ﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ ﴾ [الأنعام : ١٤٨] (الأنعام : ٨٤١) لفصل لا المؤكدة للنفي.
﴿ أَوَ ءَابَآؤُنَا ﴾ [الصافات : ١٧]مدني وشامي.


الصفحة التالية
Icon