﴿ هُوَ الرَّحْمَـانُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِى لا إِلَـاهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ ﴾ الذي لا يزول ملكه ﴿ الْقُدُّوسُ ﴾ المنزه عن القبائح وفي تسبيح الملائكة : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ﴿ السَّلَـامُ ﴾ الذي سلم الخلق من ظلمه عن الزجاج ﴿ الْمُؤْمِنُ ﴾ واهب الأمن.
وعن الزجاج : الذي آمن الخلق من ظلمه أو المؤمن من عذابه من أطاعه ﴿ الْمُهَيْمِنُ ﴾ الرقيب على كل شيء الحافظ له مفيعل من الأمن إلا أن همزته قلبت هاء ﴿ الْعَزِيزُ ﴾ الغالب غير المغلوب ﴿ الْجَبَّارُ ﴾ العالي العظيم الذي يذل له من دونه أو العظيم الشأن في القدرة والسلطان أو القهار ذو الجبروت ﴿ الْمُتَكَبِّرُ ﴾ البليغ الكبرياء والعظمة ﴿ سُبْحَـانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الطور : ٤٣] نزه ذاته عما يصفه به المشركون ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَـالِقُ ﴾ [الحشر : ٢٤] المقدر لما يوجده ﴿ الْبَارِئُ ﴾ الموجد ﴿ الْمُصَوِّرُ ﴾ في الأرحام ﴿ لَهُ الاسْمَآءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه : ٨] الدالة على الصفات العلا ﴿ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَـاوَاتِ وَالارْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر : ٢٤] ختم السورة بما بدأ به.
عن أبي هريرة رضي الله عنه سألت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن الاسم الأعظم فقال : عليك بآخر الحشر فأكثر قراءته.
فأعدت عليه فأعاد عليّ فأعدت عليه فأعاد عليّ.
٣٥٩
سورة الممتحنة
مدنية وهي ثلاث عشرة آية

بسم الله الرحمن الرحيم

روي أن مولاة لأبي عمرو بن صيفي بن هاشم يقال لها سارة، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالمدينة وهو يتجهز للفتح فقال لها : أمسلمة جئت؟ قالت : لا.
قال : أفمهاجرة جئت؟ قالت : لا.
قال : فما جاء بك؟ قالت : احتجت حاجة شديدة فحث عليها بني عبد المطلب فكسوها وحملوها وزودوها فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وأعطاها عشرة دنانير وكساها برداً واستحملها كتاباً إلى أهل مكة نسخته : من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل أمكة اعلموا أن رسول الله يريدكم فخذوا حذركم.
فخرجت سارة ونزل جبريل بالخبر فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم علياً وعماراً وعمر وطلحة والزبير والمقداد وأبا مرثد ـ وكانوا فرساناً ـ وقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى أهل مكة فخذوه منها وخلوها، فإن أبت فاضربوا عنقها، فأدركوها فجحدت وحلفت فهموا بالرجوع فقال علي : والله ما كذبنا ولا كذب رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسلّ سيفه وقال : أخرجي الكتاب أو تضعي رأسك، فأخرجته من عقاص شعرها.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمن جميع الناس يوم الفتح إلا أربعة هي أحدهم، فاستحضر برسول الله صلى الله عليه وسلّم حاطباً وقال : ما حملك عليه؟ فقال : يا رسول الله ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك ولا أحببتهم منذ
٣٦٠
فارقتهم، ولكني كنت أمرأ ملصقاً في قريش ولم أكن من أنفسها، وكل من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون أهاليهم وأموالهم غيري، فخشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يداً وقد علمت أن الله ينزل عليهم بأسه وأن كتابي لا يغني عنهم شيئاً فصدقه وقبل عذره.
فقال عمر رضي الله عنه : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال صلى الله عليه وسلّم : وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ففاضت عينا عمر رضي الله عنه فنزل.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٦٠


الصفحة التالية
Icon