﴿ كَذَالِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الصافات : ٨٠] ولم يقل " إنا كذلك " هنا كما في غيره لأنه قد سبق في هذه القصة فاستخف بطرحه اكتفاء بذكره مرة عن ذكره ثانية ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَـاهُ بِإِسْحَـاقَ نَبِيًّا ﴾ حال مقدرة من ﴿ إِسْحَـاقَ ﴾ ولا بد من تقدير مضاف محذوف أي وبشرناه بوجود إسحق نبياً أي بأن يوجد مقدرة نبوّته فالعامل في الحال الوجود لا البشارة ﴿ مِنَ الصَّـالِحِينَ ﴾ [آل عمران : ٣٩] حال ثانية وورودها على سبيل الثناء لأن كل نبي لا بد وأن يكون من الصالحين ﴿ وَبَـارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَـاقَ ﴾ [الصافات : ١١٣] أي أفضنا عليهما بركات الدين والدنيا.
وقيل : باركنا على إبراهيم في أولاده، وعلى إسحق بأن أخرجنا من صلبه ألف نبي، أو لهم يعقوب وآخرهم عيسى عليهم السلام ﴿ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ ﴾ [الصافات : ١١٣] مؤمن ﴿ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ﴾ [الصافات : ١١٣] كافر ﴿ مُّبِينٌ ﴾ ظاهر أو محسن إلى الناس وظالم على نفسه بتعديه عن حدود الشرع، وفيه تنبيه على أن الخبيث والطيب لا يجري أمرهما على العرق والعنصر، فقد يلد البر الفاجر والفاجر البر وهذا مما يهدم أمر الطبائع والعناصر، وعلى أن الظلم في
٤٣
أعقابهما لم يعد عليهما بعيب ولا نقيصة، وأن المرء إنما يعاب بسوء فعله ويعاقب على ما اجترحت يداه لا على ما وجد من أصله وفرعه.
﴿ وَلَقَدْ مَنَنَّا ﴾ [الصافات : ١١٤] أنعمنا ﴿ عَلَى مُوسَى وَهَـارُونَ ﴾ [الصافات : ١١٤] بالنبوة ﴿ وَنَجَّيْنَـاهُمَا وَقَوْمَهُمَا ﴾ [الصافات : ١١٥] بني إسرائيل ﴿ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنبياء : ٧٦] من الغرق أو من سلطان فرعون وقومه وغشمهم ﴿ وَنَصَرْنَـاهُمْ ﴾ أي موسى وهرون وقومهما ﴿ فَكَانُوا هُمُ الْغَـالِبِينَ ﴾ [الصافات : ١١٦] على فرعون وقومه ﴿ وَءَاتَيْنَـاهُمَا الْكِتَـابَ الْمُسْتَبِينَ ﴾ [الصافات : ١١٧] البليغ في بيانه وهو التوراة ﴿ وَهَدَيْنَـاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الصافات : ١١٨] صراط أهل الإسلام وهي صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤١
﴿ الْمُرْسَلِينَ ﴾ هو إلياس بن ياسين من ولد هرون أخي موسى.
وقيل : هو إدريس النبي عليه السلام.
وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه ﴿ وَاذْكُرْ فِى الْكِتَـابِ إِدْرِيسَ ﴾ في موضع " إلياس ".
﴿ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ ﴾ [الصافات : ١٢٤] ألا تخافون الله ﴿ أَتَدْعُونَ ﴾ أتعبدون ﴿ بَعْلا ﴾ هو علم لصنم كان من ذهب وكان طوله عشرين ذراعاً وله أربعة أوجه فتنوا به وعظموه حتى أخدموه أربعمائة سادن وجعلوهم أنبياء، وكان موضعه يقال له بك فركب وصار بعلبك وهو من بلاد الشأم.
وقيل :
٤٤


الصفحة التالية
Icon