الإنسان ﴿ مِّن يَقْطِينٍ ﴾ [الصافات : ١٤٦] الجمهور على أنه القرع، وفائدته أن الذباب لا يجتمع عنده وأنه أسرع الأشجار نباتاً وامتداداً وارتفاعاً.
وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلّم إنك لتحب القرع قال :" أجل هي شجرة أخي يونس " ﴿ وَأَرْسَلْنَـاهُ إِلَى مِا ئَةِ أَلْفٍ ﴾ [الصافات : ١٤٧] المراد به القوم الذين بعث إليهم قبل الالتقام فتكون " قد " مضمرة ﴿ أَوْ يَزِيدُونَ ﴾ [الصافات : ١٤٧] في مرأى الناظر أي إذا رآها الرائي قال : هي مائة ألف أو أكثر.
وقال الزجاج : قال غير واحد : معناه بل يزيدون.
قال ذلك الفراء وأبو عبيدة ونقل عن ابن عباس كذلك ﴿ فَـاَامَنُوا ﴾ به وبما أرسل به ﴿ فَمَتَّعْنَـاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ [الصافات : ١٤٨] إلى منتهى آجالهم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٥
﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ﴾ [الصافات : ١٤٩] معطوف على مثله في أول السورة أي على ﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا ﴾ [الصافات : ١١] وإن تباعدت بينهما المسافة.
أمر رسول الله باستفتاء قريش عن وجه إنكار البعث أولاً، ثم ساق الكلام موصولاً بعضه ببعض، ثم أمره باستفتائهم عن وجه القسمة الضيزى التي قسموها حيث جعلوا لله تعالى الإناث ولأنفسهم الذكور في قولهم الملائكة بنات الله مع كراهتهم الشديدة لهن ووأدهم واستنكافهم من ذكرهن ﴿ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَـائكَةَ إِنَـاثًا وَهُمْ شَـاهِدُونَ ﴾ [الصافات : ١٥٠] حاضرون تخصيص علمهم بالمشاهدة استهزاء بهم وتجهيل لهم لأنهم كما لم يعلموا ذلك مشاهدة لم يعلموه بخلق الله علمه في قلوبهم ولا بإخبار صادق ولا بطريق استدلال ونظر، أو معناه أنهم يقولون ذلك عن طمأنينة نفس لإفراط جهلهم كأنهم شاهدوا خلقهم ﴿ أَلا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَـاذِبُونَ ﴾ في قولهم.
﴿ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ﴾ [الصافات : ١٥٣] بفتح الهمزة للاستفهام، وهو استفهام
٤٧
توبيخ.
وحذفت همزة الوصل استغناء عنها بهمزة الاستفهام ﴿ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [القلم : ٣٦] هذا الحكم الفاسد.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٥
﴿ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس : ٣] بالتخفيف : حمزة وعلي وحفص ﴿ أَمْ لَكُمْ سُلْطَـانٌ مُّبِينٌ ﴾ [الصافات : ١٥٦] حجة نزلت عليكم من السماء بأن الملائكة بنات الله ﴿ فَأْتُوا بِكِتَـابِكُمْ ﴾ [الصافات : ١٥٧] الذي أنزل عليكم ﴿ إِن كُنتُمْ صَـادِقِينَ ﴾ [البقرة : ٢٣] في دعواكم ﴿ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ ﴾ [الصافات : ١٥٨] بين الله ﴿ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ ﴾ [الصافات : ١٥٨] الملائكة لاستتارهم ﴿ نَسَبًا ﴾ وهو زعمهم أنهم بناته أو قالوا إن الله تزوج من الجن فولدت له الملائكة ﴿ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ﴾ [الصافات : ١٥٨] ولقد علمت الملائكة إن الذين قالوا هذا القول لمحضرون في النار ﴿ سُبْحَـانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون : ٩١] نزه نفسه عن الولد والصاحبة ﴿ إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الصافات : ٤٠] استثناء منقطع من المحضرين معناه ولكن المخلصين ناجون من النار و ﴿ سُبْحَـانَ اللَّهِ ﴾ [الطور : ٤٣] اعتراض بين الاستثناء وبين ما وقع منه، ويجوز أن يقع الاستثناء من واو ﴿ يَصِفُونَ ﴾ أي يصفه هؤلاء بذلك ولكن المخلصون براء من أن يصفوه به ﴿ فَإِنَّكُمْ ﴾ يا أهل مكة ﴿ وَمَا تَعْبُدُونَ ﴾ [الصافات : ١٦١] ومعبوديكم ﴿ مَآ أَنتُمْ ﴾ [يس : ١٥] وهم جميعاً ﴿ عَلَيْهِ ﴾ على الله ﴿ بِفَـاتِنِينَ ﴾ بمضلين ﴿ إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات : ١٦٣] بكسر اللام أي لستم تضلون أحداً إلا أصحاب النار الذين سبق في علمه أنهم بسوء أعمالهم يستوجبون أن يصلوها.
يقال : فتن فلان على فلان امرأته كما تقول أفسدها عليه.
وقال الحسن : فإنكم أيها القائلون بهذا القول والذي تعبدونه من الأصنام، ما أنتم على عبادة الأوثان بمضلين أحداً إلا من قدر عليه أن يصلى الجحيم أي يدخل النار.
وقيل : ما أنتم بمضلين إلا من أوجبت عليه الضلال
٤٨