﴿ يس ﴾ عن ابن عباس رضي الله عنهما معناه يا إنسان في لغة طيء، وعن ابن الحنفية يا محمد، وفي الحديث :" إن الله سماني في القرآن بسبعة أسماء : محمد وأحمد وطه ويس والمزمل والمدثر وعبد الله ".
وقيل يا سيد.
﴿ يَاسِينَ ﴾ بالإمالة : علي وحمزة وخلف وحماد ويحيى ﴿ وَالْقُرْءَانِ ﴾ قسم ﴿ الْحَكِيمِ ﴾ ذي الحكمة أو لأنه دليل ناطق بالحكمة أو لأنه كلام حكيم فوصف بصفة المتكلم به ﴿ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [يس : ٣] جواب القسم وهو رد على الكفار حين قالوا :﴿ لَسْتَ مُرْسَلا ﴾ [الرعد : ٤٣] (الرعد : ٣٤) ﴿ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [الأنعام : ٣٩] خبر بعد خبر أوصلة لـ ﴿ الْمُرْسَلِينَ ﴾ أي الذين أرسلوا على صراط مستقيم أي طريقة مستقيمة وهو الإسلام ﴿ تَنزِيلَ ﴾ بنصب اللام : شامي وكوفي غير أبي بكر على " اقرأ تنزيل " أو على أنه مصدر أي نزل تنزيل، وغيرهم بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو تنزيل
والمصدر بمعنى المفعول ﴿ الْعَزِيزِ ﴾ الغالب بفصاحة نظم كتابه أو هام ذوي العناد ﴿ الرَّحِيمِ ﴾ الجاذب بلطافة معنى خطابه أفهام أولي الرشاد.
واللام في ﴿ لِتُنذِرَ قَوْمًا ﴾ [القصص : ٤٦] متصل بمعنى المرسلين أي أرسلت لتنذر قوماً ﴿ مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ ﴾ [
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٥
يس : ٦] " ما " نافية عند الجمهور أي قوماً غير منذر آباؤهم على الوصف بدليل قوله ﴿ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّآ أَتَـاـاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ ﴾ [القصص : ٤٦] (القصص : ٦٤) ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ ﴾ [سبأ : ٤٤] (سبأ : ٤٤).
أو موصولة منصوبة على المفعول الثاني أي العذاب الذي أنذره آباؤهم كقوله ﴿ إِنَّآ أَنذَرْنَـاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ﴾ [النبأ : ٤٠] (النبأ : ٠٤) أو مصدرية أي لتنذر قوماً إنذار آبائهم أي مثل إنذار آبائهم ﴿ فَهُمْ غَـافِلُونَ ﴾ [يس : ٦] إن جعلت " ما " نافية فهو متعلق بالنفي أي لم ينذروا فهم غافلون وإلا فهو متعلق بقوله :﴿ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾.
كما تقول " أرسلتك إلى فلان لتنذره فإنه غافل أو فهو غافل " ﴿ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ﴾ [يس : ٧] يعني قوله :﴿ لامْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [هود : ١١٩] (السجدة : ٣١) أي تعلق بهم هذا القول وثبت عليهم ووجب لأنهم ممن علم أنهم يموتون على الكفر.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٥
ثم مثل تصميمهم على الكفر وأنه لا سبيل إلى ارعوائهم بأن جعلهم كالمغلولين المقمحين في أنهم لا يلتفتون إلى الحق ولا يعطفون أعناقهم نحوه ولا يطأطئون رؤوسهم له، وكالحاصلين بين سدين لا يبصرون ما قدامهم ولا ما خلفهم في أن لا تأمل لهم ولا تبصر، وأنهم متعامون عن النظر في آيات الله بقوله ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا فِى أَعْنَـاقِهِمْ أَغْلَـالا فَهِىَ إِلَى الاذْقَانِ ﴾ [يس : ٨] معناه فالأغلال واصلة إلى الأذقان ملزوزة إليها ﴿ فَهُمْ ﴾ مرفوعة رءوسهم.
يقال : قمح البعير فهو قامح إذا روي فرفع رأسه وهذا لأن طوق الغل الذي في عنق المغلول يكون في ملتقى طرفيه تحت الذقن حلقة فيها رأس العمود خارجاً من الحلقة إلى الذقن فلا يخليه