﴿ تَكَادُ السَّمَـاوَاتُ ﴾ [الشورى : ٥] وبالياء : نافع وعلي.
﴿ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ﴾ [الشورى : ٥] يتشققن، : بصري وأبو بكر ومعناه يكدن ينفطرن من علو شأن الله وعظمته يدل عليه مجيئه بعد قوله ﴿ وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة : ٢٥٥] وقيل : من دعائهم له ولداً كقوله ﴿ تَكَادُ السَّمَـاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ﴾ [مريم : ٩٠] (مريم : ٠٩) ومعنى ﴿ مِن فَوْقِهِنَّ ﴾ [الشورى : ٥] أي يبتدىء الانفطار من جهتهن الفوقانية.
وكان القياس أن يقال ينفطرن من تحتهن من الجهة التي جاءت منها كلمة الكفر لأنها جاءت من الذين تحت السماوات، ولكنه بولغ في ذلك فجعلت مؤثرة في جهة الفوق كأنه قيل : يكدن ينفطرن من الجهة التي فوقهن مع الجهة التي تحتهن.
وقيل : من فوقهن من فوق الأرض فالكناية راجعة إلى الأرض لأنه بمعنى الأرضين.
وقيل : يتشققن لكثرة ما على السماوات من الملائكة، قال عليه السلام " أطت السماء أطاً وحق لها أن تئط، ما فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد ".
﴿ وَالْمَلَـائكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ﴾ [الشورى : ٥] خضوعاً لما يرون من عظمته ﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الارْضِ ﴾ [الشورى : ٥] أي للمؤمنين منهم كقوله :﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا ﴾ [غافر : ٧] خوفاً عليهم من سطواته أو يوحدون الله وينزهونه عما لا يجوز عليه من الصفات حامدين له على ما أولادهم من ألطافه، متعجبين مما رأوا من تعرضهم لسخط الله تعالى، ويستغفرون لمؤمني أهل الأرض الذين تبرءوا من تلك الكلمة، أو يطلبون إلى ربهم أن يحلم عن أهل الأرض ولا يعاجلهم بالعقاب ﴿ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الشورى : ٥] لهم ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ ﴾ [الزمر : ٣] أي جعلوا له شركاء وأنداداً ﴿ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ ﴾ [الشورى : ٦] رقيب على أقوالهم وأعمالهم لا يفوته منها شيء فيجازيهم عليها ﴿ وَمَآ أَنتَ ﴾ [الشعراء : ١٨٦] يا محمد ﴿ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴾ [الأنعام : ١٠٧] بموكل عليهم ولا مفوض إليك أمرهم إنما أنت منذر فحسب.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٤٦
﴿ وَكَذَالِكَ ﴾ ومثل ذلك ﴿ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ﴾ [النحل : ١٢٣] وذلك إشارة إلى معنى الآية التي
١٤٧
قبلها من أن الله رقيب عليهم لا أنت بل أنت منذر لأن هذا المعنى كرره الله في كتابه أو هو مفعول به لـ ﴿ أَوْحَيْنَآ ﴾ ﴿ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا ﴾ [الزمر : ٢٨] حال من المفعول به أي أوحيناه إليك وهو قرآن عربي بيّن ﴿ لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى ﴾ [الشورى : ٧] أي مكة لأن الأرض دحيت من تحتها ولأنها أشرف البقاع والمراد أهل أم القرى ﴿ وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ [الأنعام : ٩٢] من العرب ﴿ وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ ﴾ [الشورى : ٧] يوم القيامة لأن الخلائق تجتمع فيه ﴿ لا رَيْبَ فِيهِ ﴾ [الأنعام : ١٢] اعتراض لا محل له، يقال : أنذرته كذا وأنذرته بكذا.
وقد عدي ﴿ لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى ﴾ [الشورى : ٧] إلى المفعول الأول ﴿ وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ ﴾ [الشورى : ٧] إلى المفعول الثاني ﴿ فَرِيقٌ فِى الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى السَّعِيرِ ﴾ [الشورى : ٧] أي منهم فريق في الجنة ومنهم فريق في السعير، والضمير للمجموعين لأن المعنى يوم جمع الخلائق.