جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥٤
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥٨
﴿ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ ﴾ [الشورى : ٣٣] ﴿ الرِّيَـاحِ ﴾ مدني ﴿ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ ﴾ [الشورى : ٣٣] ثوابت لا تجري ﴿ عَلَى ظَهْرِهِ ﴾ [الشورى : ٣٣] على ظهر البحر ﴿ إِنَّ فِى ذَالِكَ لايَـاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ ﴾ [إبراهيم : ٥] على بلائه ﴿ شَكُورٌ ﴾ لنعمائه أي لكل مؤمن مخلص فالإيمان نصفان : نصف شكر ونصف صبر.
أو صبار على طاعته شكور لنعمته
١٥٨
﴿ أَوْ يُوبِقْهُنَّ ﴾ [الشورى : ٣٤] يهلكهن فهو عطف على ﴿ يُسْكِنِ ﴾ والمعنى إن يشأ يسكن الريح فيركدن أو يعصفها فيغرقن بعصفها ﴿ بِمَا كَسَبُوا ﴾ [النساء : ٨٨] من الذنوب ﴿ وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ ﴾ [الشورى : ٣٤] منها فلا يجازي عليها.
وإنما أدخل العفو في حكم الإيباق حيث جزم جزمه لأن المعنى أو إن يشأ يهلك ناساً وينج ناساً على طريق العفو عنهم ﴿ وَيَعْلَمَ ﴾ بالنصب عطف على تعليل محذوف تقديره لينتقم منهم ويعلم ﴿ الَّذِينَ يُجَـادِلُونَ فِى ءَايَـاتِنَا ﴾ [الشورى : ٣٥] أي في إبطالهما ودفعها، ﴿ وَيَعْلَمَ ﴾ مدني وشامي على الاستئناف ﴿ لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴾ مهرب من عذابه ﴿ فَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَىْءٍ فَمَتَـاعُ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ ﴾ [الشورى : ٣٦] من الثواب ﴿ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى : ٣٦] " ما " الأولى ضمنت معنى الشرط فجاءت الفاء في جوابها بخلاف الثانية.
نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين تصدق بجميع ماله فلامه الناس ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ ﴾ [الشورى : ٣٧] عطف على ﴿ الَّذِينَ ءَامَنُوا ﴾ [محمد : ٣] وكذا ما بعده ﴿ كَبَـائرَ الاثْمِ ﴾ [النجم : ٣٢] أي الكبائر من هذا الجنس، ﴿ كَبِيرٌ ﴾ علي وحمزة.
وعن ابن عباس : كبير الإثم هو الشرك.
﴿ وَالْفَوَاحِشَ ﴾ قيل : ما عظم قبحه فهو فاحشة كالزنا ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا ﴾ [الشورى : ٣٧] من أمور دنياهم ﴿ هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى : ٣٧] أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب والمجيء بهم.
وإيقاعه مبتدأ وإسناد ﴿ يَغْفِرُونَ ﴾ إليه لهذه الفائدة ومثله ﴿ هُمْ يَنتَصِرُونَ ﴾ [الشورى : ٣٩].
﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ ﴾ [الشورى : ٣٨] نزلت في الأنصار دعاهم الله عز وجل للإيمان به وطاعته فاستجابوا له بأن آمنوا به وأطاعوه ﴿ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ ﴾ [الأعراف : ١٧٠] وأتموا الصلوات الخمس ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى : ٣٨] أي ذو شورى لا ينفردون برأي حتى يجتمعوا عليه، وعن الحسن : ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم، والشورى مصدر كالفتيا بمعنى
١٥٩
التشاور ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَـاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ [البقرة : ٣] يتصدقون.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٥٨