وفي توصية رسول الله صلى الله عليه وسلّم لمعاذ (يا معاذ إني محدثك بحديث إن أنت حفظته نفعك وإن أنت ضيعته انقطعت حجتك عند الله تعالى يا معاذ إن الله تبارك وتعالى خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات والأرض فجعل لكل سماء من السبعة ملكاً بواباً فيصعد عليه الحفظة بعمل العبد من حين أصبح إلى حين أمسى له نور كنور الشمس حتى إذا طلعت به الملائكة إلى السماء زكته وكثرته فيقول الملك الموكل للحفظة قفوا
٧٦
واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا صاحب الغيبة أمرني ربي أن لا أدع عمل من اغتاب الناس يتجاوزني إنه كان يغتاب الناس).
زبان آمد از بهر شكر وساس
بغيبت تكرداندش حق شناس
قال عليه السلام :"ثم يأتي الحفظة بعمل صالح من أعمال العبد فتزكيه وتكثره حتى تبلغ به إلى السماء الثانية فيقول لهم الملك الموكل بالسماء الثانية قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الفخر إنه أراد بعمله هذا عرض الدنيا أمرني ربي أن لا أدع عمله يتجاوز إلى غيري إنه كان يفتخر على الناس في مجالسهم".
ه زنار مغ درميانت ه د لق
كه در وشى از بهر ندار خلق
قال عليه السلام :"ويصعد الحفظة بعمل عبد يبتهج نوراً من صدقة وصيام وصلاة قد أعجب الحفظة فيتجاوزون به إلى السماء الثالثة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الكبر أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم".
فروتن بود هو شمند كزين
نهد شاخ ر ميوه سرير زمين
قال عليه السلام :"ويصعد الحفظة بعمل عبد يزهو كما يزهو الكوكب الدري من صلاة وتسبيح وحج وعمرة حتى يجاوزون به إلى الرابعة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا صاحب العجب أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إنه كان إذا عمل عملاً أدخل العجب فيه".
و رويي بخدمت نهى برزمين
خدارا ثنا كوى خودرا مبين
قال عليه السلام :"ويصعد الحفظة بعمل عبد حتى يجاوزون به إلى السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى أهلها فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الحسد إنه كان يحسد من يتعلم العلم ويعمل الله وكل من يأخذ بنصيب من العبادة كان يحسدهم ويعيبهم أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني".
عقبه زين صعبتر در راه نيست
جزء : ١ رقم الصفحة : ٧٤
أي خنك آنكس حسد همراه نيست
قال عليه السلام :"ويصعد الحفظة بعمل عبد من صيام وصلاة وزكاة وحج وعمرة فيجاوزون به إلى السماء السادسة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنه كان لا يرحم إنساناً من عباد الله قط وإذا أصابهم بلاء وضر كان يشمت فيهم أنا ملك موكل بالرحمة أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني".
اشك خواهي رحم كن براشك بار
رحم خواهي بر ضعيفان رحم آر
قال عليه السلام :"ويصعد الحفظة إلى السماء السابعة بعمل عبد من صلاة وصوم وفقه واجتهاد وورع لها دويّ كدويّ النحل وضوء كضوء الشمس معها ثلاثة آلاف ملك فيجاوزون بها إلى السماء السابعة فيقول لهم الملك الموكل بها قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واقفلوا على قلبه أنا أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به ربي إنه كان يعمل لغير الله إنه أراد به رفعة عند الفقهاء وذكراً عند العلماء وصيتاً في المدائن أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري وكل عمل لم يكنتعالى خالصاً لهو رياء".
بروى ريا خرقه سهلست دوخت
كرش باخدا در تواني فروخت
قال عليه السلام :"ويصعد الحفظة بعمل عبد من زكاة وصوم وصلاة وحج وعمرة وخلق حسن وذكرويشيعه ملائكة السموات حتى يقطعون الحجب كلها إلى الله عز وجل فيقفون بين يديه ليشهدوا له بالعمل الصالح المخلصفيقول الله عز وجل : أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على قلبه إنه لم يردني بهذا العمل وأراد به غيري فعليه لعنتي فتقول الملائكة كلهم عليه لعنتك ولعنتنا فتلعنه السموات السبع ومن فيهن" قال معاذ : قلت : يا رسول الله كيف لي بالنجاة والخلوص؟ قال :"اقتد بي وعليك باليقين وإن كان في عملك تقصير وحافظ على لسانك من الوقيعة" أي : الغيبة "في إخوانك من حملة القرآن ولا تزك نفسك عليهم ولا تدخل عمل الدنيا بعمل الآخرة ولا تمزق الناس فيمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار ولا تراء بعملك الناس" قال السعدي :
أي هنر هانهاده بر كف دست
عيبها بر كرفته زير بغل
تاه خواهي خريدن أي مغرور
روز درماندكي بسيم دغل
وعن أبي يزيد البسطامي قدس سره قال : كابدت العبادة أي : أتعبت نفسي فيها ثلاثين سنة فرأيت
٧٧
قائلاً يقول : يا أبا يزيد خزائنه مملوءة بالعبادة إن أردت الوصول إليه فعليك بالذلة والاحتقار والإخلاص في العمل، قال أبو يزيد قدس سره :
ار يز آورده ام شاها كه در كنج تونيست
جزء : ١ رقم الصفحة : ٧٤
نيستي وحاجت وجرم وكناه آورده ام


الصفحة التالية
Icon