قال في الكواشي ولم يسم الثامن لأن هلاكهم وإهلاكها كان فيه وفي عين المعاني إن الثامن هو مكفىء الظعن ثم قال في الكواشي ويجوز أنها سميت أيام العجوز لعجزهم عما حل بهم فيها ولم يسم الثامن على هذا لإهلاكهم فيه والذي لم يسم هو الأول وإن كان العذاب واقعاً في ابتدائه لأن ليلته ير مذكورة فلم يسم الوم تبعاً للتلة لأن التالاريخ يكون بالليالي دون الأيام فالصن ثاني الأيام الثمانية أول الأيام المذكورة لياليها انتهى.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٣٠
يقول الفقير : سر العدد أن عمر الدنيا بالنسبة إلى الإنس سبعة أيام من أيام الآخرة وفي اليوم الثامن تقع القيامة ويعم الهلاك ثم في الليالي السبع إشارة إلى الليالي البشرية الساترة للصفات السبع أُهية التي هي الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبضصر والكلام وفي الأيام إشارة إلى الأيام الكاشفات للصفات الثمان الطبيعية وهي الغضب والشهوة والحقد والحسد والبخل والجبن والعجب والشره التي تقطع أمور الحق وأحكامه من الخيرات والمبرات يعني قاطعات كل خير وبر وقال القاشاني : وإما عاد المغالون المجاوزون حد الشرائع بالزندقة والإباحة في التوحيد فأهلكوا بريح هوى النفس الباردة بجمود الطبيعة وعدم حرارة الشوق والعشق العاتية أي الشديدة الغالبة عليم الذاهبة بهم في أودية الهلاك سخرها الله عليهم في مراب الغيوب السبع التي هي لياليهم لاحتجابهم عنها والصفات الثمان الظاهرة لهم كالأيام وهي الوجود والحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والتكلم على ما ظهر منهم وما بطن تقطعهم وتستأصلهم ﴿فَتَرَى﴾ يا محمد أو يا من شأنه أن يرى ويبصر إن كنت حاضراً حينئذٍ ﴿الْقَوْمَ﴾ أي
١٣٣
قوم عاد فاللام للعهد وبالفارسية س توميد يدي قوم عاد را اكر حاضر مي بودي ﴿فِيهَا﴾ أي في محال هبوب تلك الريح أو في تلك الليالي والأيام ورجحه أبو حيان للقرب وصراحة الذكر موتى جمع صريع كقتلى وقتيل حال من القوم لأن الروية بصرية ولصريع بمعنى مصروع أي مطروح على الأرض ساقط لأن الصرع الطرح وقد صرعوا بموتهم ﴿كَأَنَّهُمْ﴾ كوبيا ايشان از عظم أجسام ﴿أَعْجَازُ نَخْلٍ﴾ بنخهاى درخت خرما اند.
الكاف في موضع الحال أما من القوم على قول من جوز حالين من ذي حال واحد أو من المنوى في صرعى عند من لم يجور ذلك أي مصروعين مشبهين بأصول نخل كما قال في "القاموس" : العجز مثلثة وكندس وكتف مؤخر الشي وإعجاز النخل أصولها انتهى.
والنخل اسم جنس مفرد لفظاً وجمع معنى واحدتها نخلة ﴿خَاوِيَةٍ﴾ أصل الخوى الخلاء يقال خوى بطنه من الطعام أي خلا والمعنى متأكلة الأجواف خالتها لا شيء فيها يعني إنهم متساقطون على الأرض أمواتاً طوالاً غلاظاً كأنهم أصول نخل مجوفة بلا فروع شبهوا بها من حيث إن أبدانهم خوت وخلت من أرواحهم كالنخل الخاوية وقيل : كانت اريح تدخل من أفواهم فتخرج ما في أجوافهم من أدبارهم فصاروا كالنخل الخاوية ففيه إشارة إلى عظم خلقهم وضخامة أجسادهم ولذا كانوا يقولون منأشد منا قوة وإلى الذا لريح إبلتهم فصاروا كالنخل الموصوفة وفيه إشارة إلى أن أهل النفس موتى لا حياة حقيقية لهم لأنهم قائمون بالنفس لا بالله كما قال كأنهم خشب مسدة كأنهم أعجاز نخل أي أقوياء بحسب الصورة لا معنى فيهم ولا حياة ساقطة عن درجة الاعتبار والوجود الحقيقي إذ لا تقوم بالله وإلى إن النفس وصفائها مجوفة لسي لها بقاء لأن البقاء إنما هو بفيض الروح يعني إن الذي رش عليه من رطوبة الروح حي باذن الله وصلح قابلاً للصفات الإلهية وإلا مات وفسد ﴿فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّنا بَاقِيَةٍ﴾ الاستفهام لإنكار الرؤية والباقية اسم كالبقية لا بوصف والتاء للنقل الاسمية ومن زائدة وباقية مفعول ترى أي ما ترى منهم بقية من صغارهم وكبارهم وذورهم وإناثهم غير المؤمنين ويجوز أن يكون صفة موصوف محذوف بمعنى نفس باقية أو مصدراً بمعنى البقاء كالكاذبة والطاغية والبقاء ثبات الشيء على الحالة الأولى وهو يضاد الفناء.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٣٠
مقر راست كه بودند برزمانه بسى
شهان تخت نشين خسر وإن شاء نشان
و عاصفات قضا ازمهب قهر وزيد
شدند خاك وازان خاك نيزنيست نشان
فعلى العاقل أن يجتهد حتى يبقى في الدنيا بالعمر الثاني كما دل عليه قوله تعالى حكاية عن إبراهيم الخليل عليه السلام واجعل لي لسان صدق في الآخرين على أن الحياة الباقية الحقيقية هي ما حصلت بالتجلى الإلهي والفيض المآلى الكلى نسأل الله سبحانه أن يفيض علينا سجال فيضه وجوده بحرمة أسمائه وصفاته ووجوب وجوده ﴿وَجَآءَ فِرْعَوْنُ﴾ أي فرعون موسى أفرده بالذكر لغاية علوه واستكباره ﴿وَمِن قَبْلِهِ﴾ ومن تقدمه من الكفرة غير عاد وثمود فهو من قبيل التعيمم بعد التخصيص ومن صولة وقبل نقيض بعد وقرأ أبو عمرو ويعقوب والكسائي قبله بكسر القاف وفتح الباء بمعنى ومن معه من القبط من أهل مصرف ﴿وَالْمُؤْتَفِكَـاتِ﴾
١٣٤


الصفحة التالية
Icon