لا يستطيع حراكاً كما كما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما إن أهل النار يكونون في السلسلة كما يكون الثعلب في الجلبة والثعلب طرف خشبة الرمح الداخل في الجلبة السنان وهي الدرع وذلك إنما يكون رهقاً أي غشية وبالفارسية س در آريد اورادران يعني درجسد أو ييد محكم تا حركت نتواندكرد.
وتقديم السلسلة على السلك كتقديم الجحيم على التصلية في الدلالة على الاختصاص والاهتمام بذكر ألوان ما يعذب به أي لا تسلكوه إلا في هذه السلسلة لأنها أفظع من سائر مواضع الإرهاق في الجحيم وجعلها سبعين ذراعاً إرادة لوصف بالطول كما قال إن تستغفر لهم سبعين مرة يريد مرات كثيرة لأنها إذا طالت كان الإرهاق أشد فهو كناية عن زيادة الطول لشيوع استعمال السبعة والسبعين والسبعمائة في التكثير وقال سعدى المفتي الظاهر أنه لا منع من الحمل على ظاهره من العدد قال الكاشفي يعني بذراع ملك كه هر ذراعى هفتاد باعتس ورهباعي ازكوفه تامكه.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٣٠
وقال بعض المفسرين هي بالفراع المعروفة عندنا وإنما خوطبنا بما نعرفه ونحصله وقال الحسن قدس سره الله أعلم بأي ذراع هي وعن كعب لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منا ولو وضعت منها حلقة على جبل لذاب مثل الرصاص تدخل السلسلة في فيه وتخرج من دبره ويلوى فضلها على عنقه وجسده ويقرن بها بينه وبين شيطانه.
يقول الفقير هذا يقتضي أن يكون ذلك عذاب الكافر لأن جسده يكون في العظم مسيرة ثلاثة أيام وضرسه مثل جبل أحد على ما جاء في الحديث وعن النبي عليه السلام قال لو رضراضة أي صخرة قد رأس الرجل وفي رواية لو أن رضرضة مثل هذه وأشار إلى صخرة مثل الجمجة سقطت من السماء إلى الأرض وهي خمسمائة عام لبلغت الأرض قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفاف الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها وقعرها قال الشراح اللام في السلسلة في هذا الحديث للعهد إشارة إلى السلسلة التي ذكرها الله في قوله ثم في سلسلة الخ.
(روى) إن شاباً قد حضر صلاة الفجر مع الجماعة خلف واحد من المشايخ فقرأ ذلك الشيخ سورة الحاقة فلما بلغ إلى قوله تعالى خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه صاح الشاب وسقط وغشى عليه فلما أتم الشيخ صلاته قال من هذا قالوا هو شاب صالح خائف من الله تعالى وله والدة عجوز ليس لها غيره قال الشيخ ارفعوه واحملوه حتى نذهب به إلى أمه ففعلوا ما أمر به الشيخ فلما رأت أمه ذلك فزعت وأقبلت وقالت ما فعلتم يا بني قالوا ما فعلنا به شيئاً إلا أنه حضر الجماعة وسمع آية مخوفة من القرآن فلم يطق سماعها فكان هكذا بأمر الله فقالت آية آية هي فاقرأوها حتى اسمع فقرأها الشيخ فلما وصلت الآية إى سمع الشاب شهق شهقة أخرى خرجت معها روحه بأمر الله فلما رأت الأم ذلك خرت ميتة.
وفي التأويلات النجمية : قوله ثم في سلسلة الخ.
يشير إلى كثرة أخلاقه السيئة وأوصافه الرديئة وأحكام طبيعته الظلمانية إذ هي يوم القيامة كلها سلاسل العذاب وإغلال الطرد والحجاب ﴿إِنَّهُ﴾ بدرستى كه اين كس.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٣٠
كأنه قيل ماله يعذب بهذا العذاب الشديد فأجيب بأنه ﴿كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾ وصفه تعالى بالعظم للإيذان بأنه المستحق للعظمة فحسب فمن نسبها إلى نفسه استحق أعظم العقوبات ﴿وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ الحض الحث على الفعل بالحرص على وقوعه قال الراغب :
١٤٦