وفي التأويلات النجمية : ولا يحض مساكين الأعضاء والجوارح باوَمال الصالحات والأقوال الصادقات والأحوال الصافيات فلسي له اليوم ههنا من يعينه ويؤنسه لأن المؤنس ليس إلا الأعمال والأحوال ولا طعام لنفسه الميشومة إلا غسالة أعماله وأفعاله القبيحة الشنيعة لا يأكله إلا المتجاوون عن أعمال الروح والقلب القاصدون مراضي النفس والهوى متبعون للشهوات الجسمانية واللذات الحيوانية ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ أي فأقسم على أن لا مزيدة للتأكيد وإما حمله على معنى نفي الإقسام لظهور الأمر واستغنائه عن التحقيق بالقسم فيرده تعيين المقسم به بقوله بما الخ وقال بعضهم هو جملتان والتقدير وما قاله المكذبون فلا يصح إذ هو قول باطل ثم قال اقسم ﴿بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لا تُبْصِرُونَ﴾ قسم عظيم لأنه قسم بالأشياء كلها على سبيل الشمول والإحاطة لأنها لا خرج عن قسمين مبصر وغير مبصر فالمبصر المشاهدات وغير المبصر المغيبات فدخل فيهما الدنيا والآخرة والأجسام والأرواح والأنس والجن والخلق والخالق والنعم الظاهرة والباطنة وغير ذلك مما يكون لائقاً بأن يكون مقسماً به إذ من الأشياء ما لا يليق بأن يكون مقسماً به وإليه الإشارة بقول القاشاني أي الوجود كله ظاهراً وباطناً وبقول ابن عطاء آثار القدرة وأسرارها وبقول الشيخ نجم الدين بما تبصرون من المشهودات والمحسوسات بأبصار الظواهر وما لا تبصرون من المغيبات ببصائر البواطن يعني بالمظاهر الإسمائية والمظاهر الذاتية وبقول الحين أي بما أظهر الله لملائكته والقلم واللوح وبما اختزن في علمه ولم يجر القلم به ولم تشعر الملائكة بذلك وما أظهر الله للخلق من صفاته وأراهم من صنعه وأبدى لهم من علمه في جنب ما اختزن عنهم إلا كذرة في جنب الدنيا والآخرة ولو أظهر الله ما اختزن لذابت الخلائق عن آخرهم فضلاً عن حمله وقال الشيخ أبو طالب المكي قدسي سره في قوت القلوب إذا كان العبد من أهل العلم بالله والفهم عنه والسمع منه والمشاهدة له شهد ما غاب عن غيره وأبصر ما عمى عنه سواء كما قال تعالى :﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ﴾ أي القرآن ﴿لَقَوْلُ رَسُولٍ﴾ وقوله قول الحق كما قال وما ينطق عن الهوى وكما قال فأجره حتى يسمع كلام الله
١٤٨
وفي كشف الأسرار أضاف القول إليه لأنه لما قال قول رسول اقتضى مرسلاً وكان معلوماً أن ما يقرأه كلام مرسله وإنما هو مبلغه فالإضافة الاختصاصية إلى رسول الله تدل عى اختصاص القول بالرسول من حيث التبليغ ليس إلا إذ شأن الرسول التبليغ لا الاختراع وقد يأتي القول في القرآن والمراد به القراءة قال الله تعالى حتى تعلموا ما تقولون أي ما تقرأون في صلاتكم ﴿كَرِيمٌ﴾ على الله تعالى يعني بزركوار نزدخداي تعالى.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٣٠
وهو النبي عليه السلام، ويد عليه مقابلة ورسول بشاعر وكاهن لأن المعنى على إثبات إنه رسول لا شاعر ولا كاهن ولم يقولوا لجبريل شاعر ولا كاهن وقيل هو جبريل أي هو قول جبريل الرسول الكريم وما هو من تلقاء محمد كما تزعمون وتدعون إنه شاعر أو كاهن فالمقصود حينئذٍ إثبات حقية القرآن وإنه من عند الله والحاصل إن القرآن كلام الله حقيقة، أظهر في اللوح المحفوظو كلام جبريل أيضاً من حيث إنه أنزله من السموات إلى الأرض وتلاه على خاتم النبيين وكلام سيد المرسلين أيضاً من حيث إنه أظهره للخلق ودعا الناس إلى الإيمان به وجعله حجة لنبوته ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ﴾ كما تزعمون تارة.
(قال الكاشفي) : نانه أبو جهل ميكويد وسبق معنى الشعر في يس ﴿قَلِيلا مَّا تُؤْمِنُونَ﴾ إيماناً قليلاً تؤمنون بالقرآن وكونه كلام الله أو بالرسول وكونه مرسلاً من الله والمراد بالقلة النفي أي لا تؤمنون أصلاً كقولك لمن لا يزورك فلما تَينا وأنت تريد لا تأتينا أصلاً.
يقول الفقير : يجوز عندي أن تكون قلة الإيمان باعتبارق لة المؤمن بمعنى إن القليل منكم يؤمنون وقس عليه نظائره ﴿وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ﴾ كما تدعون ذلك تارة أخرى.
(قال الكاشفي) : نانه عقبة بن أبي معيط كمان ميبرد.