ودر آثار آمده كهآن حضرت را عليه السلام هي نام ارين خوشتر نيامده ه شريطه عادت وعبوديت بروجهى كه آن حضرت قيام هيكس را قدرت براقامت بران نبوده لا جرم دروقت عروج آن حضرت برمنازل ملكي باين سام مذكور شدكه سبحان الذي أسرى بعبده وبهنكام نزول قرآن از مدارج فلكي اوا يهمين نام ميكندكه تبارك الذي نزل الفرقان على عبده.
آن بنده شعار بندكى دوست
كزجمله بندكان كزين اوست
داند ببند كيش راهى
كاتراك نديده هي شاهى
وإيراده عليه السلام بلفظ العبد للإشعار بما هو المقتضي لقيامه وعبادته وهو العبودية أي كونه عبداً له وللتواضع لأنه واقع موقع كلامه عن نفسه إذا التقدير وأوحى إلى أني لما قمت وهذا على قراءة الفتح وإما على قراءة نافع وأبي بكر فيتعين كونه للإشعار بالمقتضى وفيه تعريض لقريش بإنهم سموا عبد ود وعبد يعوث وعبد مناف وعبد شمس ونحوها لا عبد الله وإن من سمى منهم بعبد الله فإنما هي من قبيل التسمية المجردة عن معانيها ﴿يَدْعُوهُ﴾ حال من فاعل قام أي يعبده وذلك قيامه لصلاة الفجر بنخلة كما سبق ﴿كَادُوا﴾ أي قرب الجن ﴿يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ جمع لبدة بالكسر نحو قربة وقرب وهي ما تلبد بعضه على بعض أي تراكب وتلاصق ومنها لبدة الأسد وهي الشعر المتراكب بين كتفيه والمنى متراكمين يركب بعضهم بعضاً ويقع من ازدحامهم على النبي عليه السلام تعجباً مما شاهدوا من عبادته وسمعوا من قرآته واقتداء أصحابه به قياماً وقعدوا وسجوداً لأنهم رأوا ما لم يروا مثله قبله وسمعوا بما لم يسمعوا بنظيره وعلى قراءة الكسر إذا جعل مقول الجن فضمير كادوا لأصحابه عليه السلام الذين كانوا مقتدين به في الصلاة.
يقول الفقير : في هذا المقام إشكال على القراءتين جميعاً لأن المراد إن كان ما ذهب إليه ابن عباس رضي الله عنهما على ما ذهب إليه المفسرون فلا معنى للازدحام إذ كان الجن بنخلة نفراً سبعة أو تسعة ولا معنى لازدحام النفر القليل مع سعة المكان وقرب القاري وإنما وقع الازدحام في الحجون بعد العود من نخلة على ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه ولا مخلص إلا بأن يقال لم يزالوا يدنون من جهة واحدة حتى كادوا يكونون عليه لبداً أو بأن يتجوز في النفر وحينئذٍ يبقى
١٩٨
تعيين العدد على ما فعله بعضهم بلا معنى وإن كان المراد ما ذهب إليه ابن مسعود رضي الله عنه، ففيه إن ذلك كان بطريق المشاهدة على ما أسفلناه في الأحقاف ولا معنى لأخباره بطريق الوحي على ما مضى في أول السورة وأيضاً أنه لم يكن معه عليه السلام، إذ ذاك الأنفر قليل من أصحابه بل لم يكن إلا زيد ابن حارثة رضي الله عنه على ما في إنسان العيون فلا معنى للازدحام والله أعلم بمراده ﴿قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُوا﴾ أي أعبد ﴿رَبِّى وَلا أُشْرِكُ بِهِ﴾ أي بربي في العبادة ﴿أَحَدًا﴾ فليس ذلك ببدع فلا مستنكر يوجب التعجب أو الأطباق على عداوتي وهذا حالي فليكن حالكم أيضاً كذلك ﴿قُلْ إِنِّى لا أَمْلِكُ﴾ لا أستطيع ﴿لَكُمْ﴾ أيها المشركون ﴿ضَرًّا وَلا رَشَدًا﴾ كأنه أريد لا أملك ضراً ولا ولا غياً ولا رشداً أي ليس هذا بيدي بل بيد الله تعالى فإنه هو الضار النافع الهادي المضل فترك من كلا المثقابلين ما ذكر في الآخر فلآية من الاحتباك وهو الحذف من كل ما يدل مقابلة عليه.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ١٨٨