أما الترتيل فهو تؤدة وتأن وتمهل قال في "القاموس" ورتل الكلام ترتيلاً أحسن تأليفه وترتل فيه ترسل انتهى.
وهو مختارورشو عاصم وحمزة ويؤيده قوله عليه السلام من قرأ القرآن أقل من ثلاث لم يفهمه وفي قوت القلوب أفضل القراءة الترتيل لأن فيه التدبر والتفكر وأفضل الترتيل والتدبر للقرآن ما كان في صلاة وعن ابن عباس رضي الله عنهما لأن أقرأ البقرة أرتلها وأتدبرها أجب إلى من أن أقرأ القرآن كله هذرمة أي سرعة وعن النبي عليه السلام إنه قرأ بسم الله الرحمن الرحيم قرأها عشرين مرة وكان له كل مرة فهم وفي كل كلمة علم وقد كان بعضهم يقول كل آية لا أفهما ولا يكون قلي فيها لم أعدلها ثواباً وكان بعض السلف إذا قرأ سورة لم يكن قلبه أعادها ثانية قال بعض العلماء لكل آية ستون ألف فهم وما بقي من فهمها أكثر قال مالك بن دينار رحمه الله إذا قام العبد يتهجد من اليل ويرتل القرآن كما أمر قرب الجبار منه قال وكانوا يرون إن ما يجدونه في قلوبهم من الرقة ولحلاوة وتلك الفتوح والأنوار من قرب الرب من القلب وفي الحديث :
٢٠٥
"يؤتى بقارىء القرآن يوم القيامة فيوقف في أول درج الجنة ويقل اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها" ولكون المقصود من أنزل القرآن فهم الحقائق والعمل بالفحاوي شرع الإنصات لقراءة القرآن وجوباً في الصلاة وندباً في غيرها وللقارىء أجر وللمستمع أجران لأنه يسمع وينصت أو يسمع بإذنيه يقرأ بلسان واحد والمستمتع يؤدي القرض ولذا قالوا استماعه أثوب من تلاوته.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٠٣
وفي سلسلة الذهب للمولى الجامي) :
صرف او كن حواس جسماني
وقف أو كن قواي روحاني
دل بمعنى زبان بلفظ سار
شم برخط ونقط وعجم كذار
كوش از ومعدن جواهركن
هوش از ومخزن سر آئركن
در اد ايش مكن زبان كج مج
حرفهايش إذا كن از مخرج
دورباش ازتهتك وتعجيل
كام كيراز تأمل وترتيل
وأما الحدر فهو الإسراع في القراءة كما روى إنه ختم القررٌّ في ركعة واحدة أربعة من الأمة عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد ابن جبير وأبو حنيفة رضي الله عنهم وكان همسر بن المنهال يختم في الشهر تسعين ختمة وما لم يفهم رجع فقرأ مرة أخرى وفي "القاموس" وأبو الحسن علي بن عبد الله بن ساذان بن البتني كعربي مقرىء ختم في النهار أربع ختمات إلا ثمناً مع فهام التلاوة انتهى.
وأما ما روى في مناقب الشيخ موسى السدراني من أكابر أصحاب الشيخ أبي مدين رضي الله عنه من أن له ورداً في اليوم والليلة سبعين أف ختمة فمعناه أن اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة فيكون في كل اثنتي عشرة ساعة خمصة وثلاثون ألف ختمة لأنها إما أن تنبسط إلى ثلاث وأربعين سنة وتسعة أشهر وأما إلى أكثر وعلى التقدير الأول يكون اليوم والليلة منبسطاً إلى سبع وثمانين سنة وستة أشهر فيكون في كل يوم وليلة من أيام السنين المنبسطة أيامها ولياليها ختمتان ختمة في اليوم وختمة في الليلة كما هو العادة ويحتمل التوجيه بأقل من ذلك باعتبار سرعة القارىء وهذا أي الحذر مختار ابن كثير وأبي عمر ووقالون.
وأما التدوير فهو التوسط بين الترتيل والحدر وهو مختار ابن عامر والكسائي وهذا كله إنما يتصور في مراتب المدود وفي الحديث :"رب قارىء للقرآن والقرآن يلعنه" وهو متناول لمن يخل بمبانيه أو معانيه أو بالعمل بما فيه وذلك موقوف على بيان اللحن وهو إنه جلى وخفي فالجلي خطأ يعرض للفظ ويخل بالمعنى بأن بدل حرفاً مكان حرف بأن يقول مثلاً الطالحات بدل الصالحات وبالأعراب كرفع المجرور ونصبه سواء تغير المعنى به أم لا كما إذا قرأ الله بريىء من الشمركين ورسوله بجر رسوله والخفي خط يخل بالعرف والضابطة كترك الإخفاء والإدغام والإظهار والقلب وكترقيق المفخم وعكسه ومد المقصور وقصر الممدود وأمثال ذلك ولا شك إن هذا النوع مما ليس بفرض عين يترتب عليه القعبا الشديد وإنما فيه اليهديد وخوف العقاب قال بعضهم اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا مهرة القراء من تكرير الراآت وتطنين النونات وتغليظ اللامات وترقيق الراآت في غير
٢٠٦
محلها لا يتصور أن يكون من فرض العين يترتب عليه العقاب على فاعلها لما فيه من حرج ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها وفي بعض شروح الطريقة ومن الفتنة أن يقول لأهل القرى والبوادي والعجائز والعبيد والإماء لا تجوز الصلاة بدون التجويد وهم لا يقدرون على التجويد فيتركون الصلاة رأساً فالواجب أن يعلم مقدار ما يصح به انظم والمعنى ويتوغل في الإخلاص وحضور القلب.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٠٣
لعنت است اين كه بهر لهجه وصوت
شود از تو حضور خاطر فوت
فكر حسن غنا برد هوشت
متكلم شود فراموشت
لعنت است اين كه سازدت ى سيم
روز وشب با مير وخواجه نديم
لعنت است اين كه همت توتمام
كنت مصروف لفظ وحرف وكلام
نقد عرمت زفكرت معوج
خرج شد در رعايت مخرج
صرف كردى همه حيات سره
در قراآت سبعه وعشره
همنين هره از كلام اخدا
جزخدا قبله دلست ترا


الصفحة التالية
Icon