موجب لعن ومايه طرد ست
حبذا مقبلي كه زن فردست
معنى لعن يست مر دودى
بمقامات بعد خشنودى
هركه ماند ازخدا بيك سرمو
آمد اندر مقام بعد حرو
كره ملعون نشد زحق مطلق
هست ملعون بقدر بعد ازحق
روى أن عمران بن حصين ري الله عنه مر على وقاص يقرأ ثم يسأل فاسترجع ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرأون القرآن يسألون به الناس انتهى.
فيكون إعطاء شيء إياه من قبيل الإعانة على المعصية كالإعطاء لسائل المسجد وهو يتخطى رقاب الناس ولا يدع السواك في كل ما استيقظ من نوم الليل والنهار وفي الخبر طيبوا طرق القرآن من أفواكهك باستعمال السواك والصلاة بعد السواك تفضل على بغير سواك سبعين ضعفاً وفي قوت القلوب وفي الجهر بالقرآن سبع نيات منها الترتيل الذي أمر به ومنها تحسين الموت بالقرآن الذي ندب إليه في قوله عليه السلام، زينوا القرآن بأصواتكم وفي قوله ليس منا نم لم يتغن بالقرآن أي يحسن صوته وهو أحب من أخذه بمعنى الغنية والاكتفاء ومنها أن يسمع أذنيه ويوقظ قلبه ليتدبر الكلام ويتفهم المعاني ولا يكون ذلك كله إلا في الجهر ومنها أن يطرد النوم عنه برفع صوته ومنها أن يرجو يجهده يقظة نائم فيذكر الله فيكون هو سبب إحيائه ومها أن يره بطال غافل فينشط للقيام ويشتاق إلى الخدمة فيكون هو معاوناً له على البر والتقوى ومنها أن يكثر يجهره تلاوته ويدوم قيامه على حسب عادته للجهر ففي ذلك كثرة عمله فإذا كان القارىء على هذه النيات فجهره أفضل لأن فيه أعمالاً وإنما يفضل العمل بكثرة النيات وكان أصحاب رسول الله عليه السلام إذا اجتمعوا أمروا أحدهم أن يقرأ سورة من القرآن وفي "شرح الترغيب" اختلف في القراءة بالألحان فكرهها مالك والجهور لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع
٢٠٧
والتفهم وإباحها أبو حنيفة وجماعة من السلف للأحاديث لأن ذلك سبب للرقة وإثارة الخشية وفي أبكار الأفكار إنما استحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينه ما لم يخرج عن حدة القراءة بالتمطيط فإن أفرط حتى زاد حرفاً أو أخفاه فهو حرام وقال بعض أهل المعرفة قوله رتل أي أتل وجاءت التلاوة بمعنى الإبلاغ في مواضع من القرآن فالمعنى بلغ أحكام القرآن لأهل النفوس المتمردة المنحرفة عن الأقبل على الآخرة وهم العوام وهذا من قبيل الظهر كما قال عليه السلام ما من آية إلا ولما ظهر وبط وحد ومطلع وفصل معانيه لأصحاب القلوب المقبلة على المولى كما قال تعالى : كتاب فصلت آياته وهم الخواص وهذا من قبيل البطن وفهم حقائقه لسدنة الأسرار المستهلكين في عين المشاهدة المستغرقين في بحر المعاينة وهم أخص الخواص وهذا من قبيل الحد وأوجد أسراره لأرباب الأرواح الطاهرة الفانين عن ناسوتيتهم الباقين بلاهوتيته
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٠٣
﴿إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ﴾ أي سنوحي إليك وإيثار الإلقاء عليه لقوله تعالى ﴿قَوْلا ثَقِيلا﴾ وهو القرآن العظيم المنطوى على تكاليف شاقة ثقيلة على المكلفين وأيضاً إن القرآن قديم غير مخلوق والحادث يذوب تحت سطوة القديم إلا من كان مؤيداً كالنبي عليه السلام والثقل حقيقة في الأجسام ثم يقال في المعاني وقال بعضهم ثقيلاً تلقية كما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم كيف يأتيك الوحي قال أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشد على فيفصم عني أي يقلع وبنحى وقد وعيت ما قال وأحياناً يتمثل إلى الملك رجلاً فيكلمني فأعى ما يقول قالت عائشة رضي الله عنها ولقدر أيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليرفض عرقاً أي يترشح.
(قال الكاشفي) : در حين نزول وحي برآن حضرت برين وجه كه مذكور شداكر برشتر سوارى بودي دست واي شترخم كشتى واكرتكيه برران يكى ازياران داشتى خوف شكستن آن بودي ودرين محل روى كلبركش برافروخته (مصراع) بسان كل كه بصحن من برافروزد.
وفي التأويلات النجمية : ثقل المحمول بحسب لطف الحامل ولا شك أن نبينا عليه السلام كان ألطف الأنبياء خلقاً وأعدلهم مزاجاً وطبعاً وأكملهم روحانية ورحمانية وأفضلهم نشأة وفطرة وأشملهم استعداداً وقابلية فلذلك خص القرآن بالثقل من بين سائر الكتب السماوية المشتملة على الأوامر والنواهي والأحكام والشرائع للطف فطرته وشمول رحمته والجملة اعتراض بين الأمر وهو قم اليل وبين تعليله وسر إن ناشئة الليل.
الخ لتسهل ما كلفه عليه السلام من القيام يعني إن في توصيف ما سيلقى عليه بالثقل إيماء إلى أن ثقل هذا التكليف بالنسبة إليه كالعدم فإذا كان ما سيكلف أصعب وأشق فقد سهل هذا التكليف وفي الكشاف بالنسبة إليه كالعدم فإذا كان ما سيكلف أصعب وأشق فقد سهل هذا التكليف وفي الكشاف أراده بهذا الاعتراض ما كلفه من قيام الليل من جملة التكاليف الصعبة التي ورد بها القرآن لأن الليل وقت السبات والراحة والهدوء فلا بد لمن ياه من مضدة لطبعه ومجاهدة لنفسه فمن استأنس بهذا التكليف لا يثقل ليه أمثاله.


الصفحة التالية
Icon