الآية ثم نسخ نفس الوجوب المفهوم منها بالصلوات الخمس على ما سبق وفيه تفضيل صلاة الليل على سائر التطوعات فإن التطوع بما كان فرضاً في وقت ثم نسخ أفضل من التطوع بما لم يكن فرضاً أصلاً كما قالوا صوم يوم عاشوراء أفضل لكونه فرض قبل فرضية رمضان وفي الحديث ليصل أحدكم من الليل ما تيسر فإذا غلب عليه النوم فليرقد وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يكره النوم قاعداً وعنه عليه السلام عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم وهذا الحديث يدل على أن قيام الليل لم يكن فرضاً على المتقدمين من الأنبياء وأممهم بل كان من شعار صلاحهم وعن عليه السلام إن الله ليبغض كل جعظرى جواظ سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة والجعظري الفظ الغليظ والجواظك شداد الضخم المختار والكثير الكلام ولجموع الممنوع والمتكبر الجافي والسخاب من السخب وهو محركة شدة الصوت سخب كفرح فهو سخاب وأقل الاستحباب من قيام الليل سدسه سواء كان متوالياً أو قام جزأ ثم نام نومة أخرى ثم قام قياماً ثانياً لأنه عليه السلام لم يقم ليلة قط حتى أصبح بل كان ينام فيها ولم ينم ليلة قط بل كان يقوم فيها وبأي ورد أحيى الليل فقد دخل في أهل الليل وله معهم نصيب ومن أحيى أكثر ليلة أو نصفها كتب له إحياء ليلة جميعها ويتصدق عليه بما بقي منها كذا في قوت القلوب وقيل المراد بالآية قراءة القرآن بعينها فتكون على حقيقتها فالمعنى إن شق عليكم القيم فقد رخص في تركه فاقرأوا ما تيسر من القرآن من غير توقيت لصلاة فإنه لا يشق وتنالون بقراءته خارج الصلاة ثواب القيام فالأمر للندب وفي الحديث :"من قرأ في ليلة مائة آية لم يحاجه القرآن قال الطيبي : في قوله لم يحاجه القرآن إن قراءته لازمة لكل إنسان واجبة عليه فإذا لم يقرأ يخاصمه الله ويغلبه بالحجة فإسناد المحاجة إلى القرآن مجاز ويفهم م كلامه إن قراءته مقدار مائة آية في كل ليلة واجبة بها يخلص من المحاجة وعنه عليه السلام من قرأ بالآيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه والمراد آمن الرسول الخ يعني اغتناه عن قيام الليل أو حفظتاه من كل شر وسوء وعنه عليه السلام أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القررٌّ ومن ذلك قالوا إن قراءة الإخلاص ثلاث مرات تقوم مقام ختمة وأطول الآي أفضلها لكثرة الحروف وإن اقتصر عى قصار الآي عند فتوره أدرك الفضل إن حصل العدد كذا في "قوت القلوب".
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٠٣
وفي التأويلات النجمية : في إشارة الآية يعني أجمعوا واحفظوا في قلوبكم الصافية عن كدورات النفس والهوى ما يظهر عليها لاستعداداتكم من الحقائق والدقائق والعوارف والمعارف ولا تفشوها إلى غير أهلها فينكروا عليكم فيرمكم بالكف والزندقة والإلحاد والاتحاد فإن حقائقه ودقائقه من المكنونان الإلهية ﴿عِلْمٌا إِنَّ﴾ أي إن شأن ﴿سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى﴾ استئناف مبين لحكمة أخرى داعية إلى الترخيص والتخفيف مرضاً جمع مريض والمرض الحروج عن الاعتدال الخاض بالإنسان وفيه إشارة إلى مرضى القلوب بحجب الأنانية والاشتغال
٢٢٠
بحب الدنيا وشهواتها فإنه لا يظهر عليها من أسرار القرآن وحقائقه شيء.
نانه شيخ سنائي كويد
عجب نبو دكرز قرآن نصيبت نيست جز حرفى
كه از خورشيد جز كرمى نيابد شم نابينا
كتاب تفسير روح البيان ج١٠ من ص٢٢١ حتى ص٢٢٩ رقم٢٣
عروس حضرت قرآن نقاب آنكه براندازد
كه دار املك ايما نرا مجرد يابداز غوغا