فطوبى للذائقين ويا حسرة للمحرومين ﴿كَلا سَيَعْلَمُونَ﴾ ردع كما يستفاد من كلا ووعيد كما يستفاد من سيعلمون إن ما يتساءلون عنه حق لا دافع له واقع لا ريب فيه مقطوع لا شك فيه ﴿ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ﴾ إن ما يتساءلون عنه حق لا دافع له وقاع لا ريب فيه مقطوع لا شك فيه ﴿ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ﴾ تكرير للردع والوعيد للمبالغة في التأكيد والتشيد وثم لللالة على أن الوعيد الثاني أبلغ وأشد يعني إن ثم موضوعة للتراخي الزماني وقد تستعمل مجازاً في التراخي الرتبي أي لتباعد مابين المعطوفين في الشدة والفظاعة وذلك لتشبيه التباعد الرتبي بالتراخي الزماني في الاشتمال على مطلق التباعد بين الأمرين والمعنى المجازي هو المراد هنا لأن المقام مقام التشديد والتهديد وذلك إنما يكون آكد بالحمل عليه وبعضهم حملها على معناها الحقيقي فقال سيعلمون حقيته عند النزع ثم في يوم القيامة ولا شك إن القيامة متراخية بحسب الزمان عن وقت النزع أو سيعلمون حقبة البعث حين أن يبعثوا من قبورهم ثم حقية الجزاء بحسب العمل هذا وقد حمل اختلافهم فيه على مخالفتهم للنبي عليه السلام بأن يعتبر في الاختلاف محض صدور الفعل عن المتعدد لا على المخالفة بعضهم لبعض من الجانبين لأن الكل وإن استحق الردع والوعيد لكن استحقاق كل جانب لهما ليس لمخالفته للجانب الآخر إذ لا حقية في شيء منهما حتى يستحق من يخالفه المؤاخذة بل لمخالفته له عليه السلام فكلا ردع لهم عن التساؤل والاختلاف بالمعنيين المذكورين وسيعلمون وعيد لهم بطريق الاستئناف وتعليل للردع والسين للتقريب والتأكيد وليس مفعوله ما ينبىء عنه المقام من وقوع ما يتساءلون عنه ووقوع ما ختلفون فيه بل هو عبارة عما لا يلاقونه من فنون الدواهي والعقوبات والتعبير عن لقائها بالعلم لوقوعه في معرض التساؤل والاختلاف ولمعنى ليرتدهوا عما هم عليه فإنهم سيعلمون عما قليل حقيقة الحال إذا حل بهم العذاب والنكال ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الارْضَ مِهَـادًا﴾ الخ استئناف مسوق لتحقيق النبأ والمتساءل عنه بتعداد بعض الشواهد الناطقة بحقيته أثر ما نبه عليها بما ذكر من الردع والوعيد ومن هنا اتضح إن المتساءل عنه هو البعث لا القرآن أو نبوة النبي عليه السلام، كما قيل والهمزة للتقرير والمهاد البساط والفراش وفي بعض الآيات جعل لكم الأرض فراشاً قال ابن الشيخ المهاد مصدر ما هدت بمعنى مهدت كسافرت بمعنى سفرت أطلق على الأرض الممهودة أي ألم نجعل الأرض بساطاً ممهوداً تتقلبون عليها ما يتقلب الرجل على بساطه وبالفارسية آيا نساخته ايم زمين را فراشي كسترده تاقراركاه شمابود وجاي تقلب.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٩٢
ومهادا مفعول ثان لجعل إن كان الجعل بمعنى التصيير وحال مقدرة إن كان بمعنى اللخق وجوز أن يكن جمع مهد كعاب كعب وجمعه لاختلاف أماكن الأرض من القرى والبلاد وغيرها أو للتصرف فيها بأن جعل بعضها مزارع وبعضها مساكن إلى غير ذلك وقرىء مهداً على تشبيهها بمهد الصبي وهو ما يمهد له فينوم عليه تسمية للمهود بالمصدر
٢٩٣
﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ المراد بجعلها أوتاداً لها إرساؤها بها لتسكن ولا تميد بأهلها إذك انت تميد على الماء كما يسرى البيت بالأوتاد فهو من باب التشبيه البليغ جمع وتد وهو ما يوتد ويحكم به المتزلزل المتحرك من اللوح وغيره بالفارسية ميخ.
فإن قيل أليست إرادة الله وقدرته كافيتين في التثبيت أجيب بأنه نعم إلا أنه مسبب الأسباب وذلك م كمال القدرة قال بعضهم الأوتاد على الحقيقة سادات الأولياء وخواص الأصفياء فإنهم جبال ثاتبة وبهم تثبت أرض الوجودو سئل أبو سعيد الخراز قدس سره عن الأوتاد والأبدال أبهم أفضل فقال الأوتاد قيل كيف فقال لأن الأبدال يتقلبون من حال إلى حال ويبدل بهم من مقام إلى مقام والأوتاد بلغ بهم النهاية وثبت أركانهم فهو الذين بهم قوام الخلق قال ابن عطاء الأوتاد هم أهل الاستقامة والصدق لا تغيرهم الأحوال وهم في مقام التمكين انتهى.
والأوتاد أربعة واحد يحفظ الشرق يقال له عبد الحي وواحد يحفظ الغرب يقال له عبد العيم وواحد يحفظ الشمال يقال له عبد المريد وواحد يحفظ الجنوب يقال له عبد القادر والإبدال سبعة يحفظون أقاليم الكرة علواً وسفلاً.
وجه تسميه آنست كه ون يكى ازايشان مرديكي ازهل تن يعني نجبا بدل اوشد وتتميمي هل تن بيكى از سيصد تن است يعني نقبا وتكميل سيصدتن بيكي از صلحاء وإبدال مقيم نشوند نيكجا مكر خسته باشند ومعالجه كنند وبخورند وبوشند ونكاح كنند يش ازانكه ابدال شوند وقطب الأبدال نظير كوكب سهيل كما إن قطب الإرشاد نظير الجدي وقطب إبدال درزمان نبي عليه السلام عصام الدين قزني بودعم أويس وون أو متوفى شد ابن عطا أحمد بود ازدهى كه ميان مكه ويمن است وبلال الحبشي رضي الله عنه درزمان نبي عليه السلام زبدلاي سبعه بودى.