وأما الذين هم أشد نتنا من الجيف فالذين يتبعون الشهوات والذت ويمنعون حق الله في أمولهم وأما الذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والفخر والخبلاء جمع جبة وهو ثوب معروف وفي لحديث نشر على ترتيب اللف وبيان المناسبة بين معاصيهم وبين الصور التي يحشرون عليها يطلب من علم التعبير ثم إنه فصل هيئت أهل المعاصي مع الأسباب المؤدية إليها لأنه أم إذ التخلية قبل التحلية واكتفى بالإشارة الإجمالية إلى هيئت الصالحين بقوله من أمتي يمن التبعيضية والحاصل إنه كما إن الأشقياء يحشرون على صور أعمالهم القبيحة كذلك السعداء يحشرون على صور أعمالهم الحسنة حتى يكون وجوه بعضهم كالقمر ليلة البدر أو كالشمس على ما جاء في صحيح الروايات وقال بعضهم المراد أمة الدعوة فتعم أصناف الكفرة والمؤمنين لا أمة الإجابة وإلا فالخوف على المؤمنين أيضاً في نهاية المرتبة.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٩٢
يقول الفقير : الظاهر الثاني وهو إن المراد من الأمة الأشقياء من أهل الإجابة دل عليه إرساله عليه السلام عينيه حين البين وكذا بيان أصناف الأعمال من غير إدخال الكفر فيها إذ صور الكفرة أقبح مما ذكر في الحديث على ما ذكر في الأخبار الصحيحة ثم الحديث ذكره الثعلبي ونحوه في التفاسير وقبله أهل الطرفين ولا عبرة بما ذهب إليه ابن جحر من أنه ظهر وضع فإنه من الجهل بحقيقة الأمر إذ يوم القيامة يوم ظهور الصفات كما دل عليه قوله تعالى : يوم تبلى السر آثر ولا شك أن لكل صفة صورة مناسبة لها حسنة أو قبيحة ولم تنكره أحد من العقلاء على أنا وإن سلمنا أن لفظ الحديث موضوع فمعناه صحيح مؤيد بالأخبار الصحيحة فيا أيها المؤمن لا تكن قاسي القلب كالحجر وكن ممن يتفجر من قلبه أنهار الفيوض وينابيع الحكم واتهد أن لا تكون منم قيل فيه حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء فمن عباد الله المخلصين من يأخذ نم الله بلا واسطة الكتاب وإسناده فإنه مرتبة باقية إلى يوم القيامة قل من وضع قدمه عليها فلذا كثر الإنكار وأكب الناس على الرسوم والظواهر من غير إطلاع على الحقائق والبواطن نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل معرفته وفتحت السماء} عطف على ينفخ بمعنى تفتح وصيغة الماضي للدلالة على التحقق أي شقت وصدعت من هبة الله بعد أن كانت لا فطور فيها وبالفارسية وشكفته شود آسمان دران روز ﴿فَكَانَتْ﴾ س باشد ازبسبارى شكاف ﴿أَبْوَابًا﴾ ذات أبواب كثيرة لنزول الملائكة نزولاً غير معتاد وهو المراد بقوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام وهو الغمام الذي ذكر في قوله تعالى :﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ﴾ أي : أمره وبأسه في ظلل من الغمام والملائكة وقيل المراد من الفتح الكشف بإزالتها من مكانها كما قال تعالى : وإذا السماء كشطت ومن الأبواب الطرق والمسالك أي تكشط فتصير مكانها طرقاً
٣٠٠
لا يسدها شيء وسيرت الجبال} المسير هو الله تعالى كما قال ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة أي وسيرت الجبال في الجو بتسيير الله وتسخيره على هيئاتها بعد قلعها عن مقرها وبالفارسية ورانده شود كوهها درهوا.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٩٢