أحصيناه إحصاء وكتبناه كتاباً أو هو أي كتاباً حال بمعنى مكتوباً في الوح وفي صحف الحفظة والجملة اعتراض لتوكيد كفرهم بالحساب وتكذيبهم بالآيات بأنهما محفوظان للمجازاة.
قال القاشاني : وكل شيء من صور أعمالهم وهيئات عقائدهم ضبطناه ضبطاً بالكتابة عليهم في صحائف نفوسهم وصحائف النفوس السماوية ﴿فَذُوقُوا﴾ س بشيد عذاب دوزخ ﴿فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا﴾ فوق عذابكم والفاء في فذوقو جزائية دلة على أن الأمر باذوق مسبب عن كفرهم بالحساب وتكذيبهم بلآيات ومعلل به فيكون وكل شيء الخل جملة معترضة بين السبب ومسببه تؤكد كل واحد من الطرفين لأنه كما يل على كون معاصيهم مضبوطة مكتوبة يدل على أن ما يتفرع عليها من العذاب كائن لا محالة مقدر على حسب استحقاقهم به وفي الالتفات المنبيء عن التشديد في التهديد وإيراد لن المفيدة لكون ترك الزيادة من قبيل ما لاي دخل تحت الصحة من الدلالة على تبالغ الغضب ما لا يخفى وقد روى عن النبي عليه السلام إن هذه الآية أشد ما في القرآن على أهل النار أي لأن فيها الآياس من الخروج فكلما استغانوا من نوع من العذاب أغيثوا بأشد منه فتكون كل مرتبة منه متناهية في الشدة وإن كانت مراتبه ير متناهية بحسب العدد والمدة وهذا لا يخالف قوله تعالى :[آل عمران : ٧٧-٣١]﴿وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ﴾ لأن المراد بالمنفي التكلم باللطف والإكرام لا بالقهر والجلال فإن قيل هذه الزيادة إنك انت غير مستحقة كانت ظلماً وإن كانت مستحقة كان تركها في أول الأمر إحساناً والكريم لا يليق به الرجوع في إحسانه فالجواب إنها مستحقة ودوامها زيادة لثقل العذاب وأيضاً ترك المستحق في بعض الأوقات لا يوجب الأبراء والإسقاط حتى يكون إيقاعه بعده رجوعاً في الإحسان وأيضاً كانوا يزيدون كفرهم وتكذيبهم وأذيتهم للرسول عليه السلام وأصحابه رضي الله عنهم فيزد الله عذابهم لزيادة الاستحقاق ف ظلم فإن قيل قوله فذوقوا الخ تكرار لأنه ذكر سابقاً إنهم لا يذوقون الخ قلنا إنه تكرار لزيادة المبالغة في تقرير الدعوى وهو كون العقاب جزاء وفاقاً إن للمتقين مفازاً} شروع في بين محاسن أحوال المؤمنين أثر بيان سوء أحوال الكفرة على ما هو العادة القرآنية ووجه تقديمبيان حالهم غنى عن البيان أي إن للذين يتقون الكفرو سائر القبائح من أعمال الكفرة فوزاً وظفراً بمباغيهم دل على هذا المعنى تفسيره با بعده بقوله حدائق.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٩٢
الخ أو موضع فوز فالمفاز على الأول مصدر ميمي وعلى الثاني اسم كان فإن قيل الخلاص من الهلاك أهم من الظفر باللذات فلم أهمل الأهم وذكر غير الأهم قلنا لأن الخلاص من الهلاك لا يستلزم الفوز بالنعيم لكونه حاصلاً لأصحاب الأعراف مع إنهم غير فائزين بالنعيم بخلاف الفوز بالنعيم فإنه يستلزم الخلاص من هلاك فكان ذكره أولى ﴿حَدَآاـاِقَ وَأَعْنَـابًا﴾ أي بساتين فيها أنواع الأشجار المثمرة وكروماً وهو تخصيص بعد التعميم لفضلها قوله حدائق بدل من مفازا بدل الاشتمال إن كان مصدراً ميمياً لأن الفوز يدل عليه دلالة التزامية أو البعض إن جعل مكاناً جمع حديقة وهي الروضة ذات الأشجار ويقال الحديقة كل بستان عليه حائط أي جدار وفيه من النخل والثمار وفي المفردات الحديقة قطعة من الأرض ذات
٣٠٧
ماء سميت تشبيهاً بحدقة العين في الهيئة وحصول الماء فيها والأعناب جمع عنب بالفارسية أنكور.
كتاب تفسير روح البيان ج١٠ من ص٣٠٨ حتى ص٣١٩ رقم٣٢
قال بعضهم : ذكر نفسها ولم يذكر شجرها وهو الكرم لأن زيادة الشرف يها لا في شجرها ﴿وَكَوَاعِبَ﴾ جمع كاعب، يقال : كعبت المرأة كعوباً ظهر ثديها وارتفع ارتفاع الكعب، أي : نساء عذارى فلكت ثديهن، أي : استدارت وصارت كالكعب في النتوء.
يقال : فلك ثدي الجارية تفليكاً أي استدار كفلكة المغزل ويقال لهن النواهد جمع ناهد وناهدة وهي المرأة كعب ثديها وبدا للارتفاع ﴿أَتْرَابًا﴾ لدات أي مستويات في السن ولدة الرجل تربه وقرينه في السن والميلاد والهاء عوض عن الواو الذاهبة من أوله لأنه من الولادة قال الراغب أي لدات ينشأن معاً تشبيهاً في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر ولوقوعهن على الأرض معاً.
در تفسير زاهدى آورده كه شنرده ساله باشند ومردان سي وسه ساله ور اكثر تفاسير هست كه اهل بهشت اززننان ومردن سي وسه ساله خواهند بود.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢٩٢


الصفحة التالية
Icon