جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣١٤
﴿فَكَذَّبَ﴾ فرعون بموسى وسمى معجزته سحراً عقيب رأية الآية من غير رؤية وتأمل وطلب شاهد من عقل وناصح من فكر وقلب لغاية استكباره وتمرده ﴿وَعَصَى﴾ الله بالتمرد بعد ما علم صحة الأمر ووجود الطاعة أشد عصيان وأقبحه حيث اجترأ على إنكار وجود رب العالمين رأساً فدل العطف على أن الذي ترتب على إراءة الآية الكبرى هو التكذيب الذي يكون عصياناًوهو التكذيب باللسان مع حصول الجزم بأن من كذبه ممن يجب تصديقه فأما تكذيب باللسان مع حصول الجزم بأن من كذبه ممن يجب تصديقه فأما تكذيب من لا يجب تصديقه فلا يكون عصياناً ويجوز أن يراد وعصى موسى فيما أمر به إلا أن الأل أدخل في ذمه وتقبيح حاله وكان اللعين وقومه مأمورين بعبادته تعالى وترك دعوى الربوبية لا بإرسال بني إسرائيل من الأسر والقسر فقط قال بعض أهل المعرفة آاه آية صرفاً ولو أراه أنوار الصفات في الآيات لم يكفر ولم يدع الربوبية إذ هناك موضع المحبة والعشق والإذعان لأن رؤية الصفات تقتضي التواضع ورؤية الذات تقتضي العربدة فكان هو محجوباً برؤية الآيات عن رؤية الصفات فلما لم يكن معه حظ شهود نور الصفة لم ينل عند رؤيتها حظ المحبة فلم يأت منه الانقياد والاذغان لذلك قال تعالى :﴿فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ﴾ أي تولى عن الطاعة وكلمه ثم على هذا معناها التراخي الزماني إذا السعي في إبطال أمره يقتضي مهلة أو انصرف عن المجلس.
قال الراغب : أدبر أي اعرض وولى دبره ﴿يَسْعَى﴾ يجتهد في معارضة الآية تمرداً وعناداً لا اعتقاداً بأنها يمكن معارضتها فهو تعلل بالباطل دفعاً للمجلس وهو حال من فاعل أدبر بمعنى مسرعاً مجتهداً وفي "الكشاف" لما رأى الثعبان أدبر مرعوباً يسرع في مشيته قال الحسن رحمه الله كان رجلاً طياشاً ﴿فَحَشَرَ﴾ أي فجمع السحرة لقوله تعالى :[النازعات : ٢٣]﴿فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِى الْمَدَآاـاِنِ حَـاشِرِينَ﴾ وقوله تعالى : فتولى فرعون فجمع كيده أي : ما يكاد به من السحرة وآلاتهم، ويجوز أن يراد جميع الناس فنادى} بنفسه في المقام الذي اجتمعوا فيه، معه أو بواسطة المنادي ﴿فَقَالَ﴾ لقيامة مقام الحكومة والسلطنة ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الاعْلَى﴾ لا رب فوقي أي لى من كل من يلي أمركم على أن تكون صيغة التفضيل بالنسبة إلى من كان تحت ولايته من الملوك والأمراء.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣١٤
وقال الكاشفي) : يعني أصنام كه بر صورت منند همه ايشان خدايا نند ومن اهمه برترم.
ولما اعدى العلوية قيل لموسى عليه السلام في مقابلة هذا الكلام إنك أنت الأعلى لأن الغلبة على سحره غلبة عليه والحاصل إنه لم يرد بهذا القول إنه خالق السموات والأرض والجبال والنبات والحيوان فإن العلمب فساد ذلك ضروري ومن شك فيه كان مجنوناً ولو كان مجنوناً لما جاز من الله بعثة الرسول إليه بل الرجل كان دهرياً منكراً للصانع والحشر والنشر
٣٢١
وكان يقول ليس للعالم إله حتى يكون له عليكم أمر ونهى أو يبعث إليكم رسولاً بل المربى لكم والمحسن إليكم أنا لا غيري قال بعضهم : كان ينبغي له عند ظهور ذله وعجزه بانقلاب العصا حية إن لا يقول ذلك القول فكأنه صار في ذلك الوقت كالمعتوه الذي لا يدري ما يقول (إمام قشيري رحمه الله) : در لطائف آورده كه إبليس اين سخن شنيده كفت مراطاقت اين سخن نيست من دعوى خيرين كفتم برادم اين همه بلا بمن رسيد اوكه نين لاف ميزند تاكار أو بكجا رسد.
قال بعض العارفين : لم يدع أحد من الخلائق من الكمال ما ادعاه ادعاه الإنسان فإنه ادعى الربوبية وقال أنا ربكم الأعلى وإبليس تبرأ منها وقال إني أخاف الله فلم يدع مرتبة ليست له قط أي إنه على جناح واحد وهو الجلال فقط وكذا الملك فإنه على الجمال المحض بخلاف الإنسان فإنه مخلوق باليدين.
شيخ ركن الدين علاء الدولة سمناني قدس سره فرموده كه وقتى مرا حال كرم بود بزيارت حسين منصور حلاج رفتم ون مراقبه كردم روح اورا در مقام عالي يا فتم ازعليين مناجات كردم كه خدايا ابن ه حالتست كه فعرون أنا ربكم ومنصور، أنا الحق كفت هردويك دعوى كردند روح حسين در عليين است وجان فرعون درسجين بسر من ندا رسيدكه فرعون بخود بيني در افتاده همه خودرا ديد وماراكم كرد وحسين ما راديد وخود راكم كرد س درميان فرق بسباراست (وفي المثنوى) :
كفت فرعوني أنا الحق كشت ست
كفت منصوري أنا الحق وبرست
إن أنارا لعنت الله در عقب
واين أنارا رحمت الله أي محب
زانكه أو سنك سيه بود اين عقيق
آن عدوى نور بود واين عشيق
اين أنا هو بود در سراي فضول
نه زراي اتحاد واز حلول
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣١٤


الصفحة التالية
Icon