وقال القاشاني : فأما من طغى أي تعدى طور الفطرة الإنسانية وتجاوز حد العدالة والشريعة إلى الرتبة البهيمية أو السبعية وأفرط في تعديه وآثر الحياة الحسية على الحقيقية بمحبة اللذات السفلية فإن الجحيم مرجعه ومأوه وإما من خاف مقم ربه بالترقي إلى مقام القلب ومشاهدة قيوميته تعالى نفسه ونهى النفس خوف عقابه وقهره عن هواها فإن الجنة مآواه على حسب درجاته وقال بعضهم أشار بالآية إلى حال المبتدىء فإنه وقت قصده إلى الله لا ويجز له الرخصة والرفاهية خوفاً من الحجاب فإذا بلغ إلى مقام التصفية والمعرفة لم يحتج إلى نهي النفس عن الهوى فإن نفسه وجسمه وشيطانه صارت روحانية والمشتهي هناك مشتهي واحد هو مشتهي الروح فالمبتدىء نمع النفس في الاشتهاء فلذا صار من أهل النهي والمنتهي مع الرب في ذلك ومن كان مع الرب فقد تحولت شهوته لذة حقيقية مقبولة يسألونك} مي رسند ترا أي يا محمد ﴿عَنِ السَّاعَةِ﴾ أي القيامة ﴿أَيَّانَ مُرْسَـاـاهَا﴾ إرساؤها أي إقامتها يريدون متى يقيمها الله ويثبتها ويكونها فأيان ظرف بمعنى متى وأصله أي آن ووقت والمرسي مصدر بمعنى الإرساء وهو الإثبات وهو مبتدأ
٣٢٨
وإيان خبره بتقدير المضاف إذ لا يخبر بالزمان عن الحدث والتقدير متى وقت إرسائها كان المشركون يسمعون أخبار القيامة ولو صافها الهائلة مثل إنها طامة كبرى وصاخة وقارعة فيقولون على سبيل الاستهزاء أيان مرساها ﴿فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاـاهَآ﴾ رد وإنكار لسؤال المشركين عنها وأصل فيم فيما كما إن أصل عم عما وقد سبق والذكرى بمعنى الذكر كالبشرى بمعنى البشارة أي في أي شيء أنت من أنت ذكر لهم وقتعها وتعلمهم به حتى يسألونك بيانها كقوله تعالى :[الأعراف : ١٨٧-٤٤]﴿يَسْـاَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا﴾، أي : ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها في شيء لأن ذلك فرع علمك به وأنى لك ذلك وهو مما استأثر بعلمه علام الغيوب فقوله من ذكراها فيه مضاف وصلته محذوفة وهي لهم والاستفهام للإنكار وأنت مبتدأ وفيم خبره قدم عليه ومن ذكراها فيه مضاف وصلته محذوفة وهي لهم والاستفهام للإنكار وأنت مبتدأ وفيم خبره قدم عليه ومن كذراها متعلق بما تعلق به الخبر إلى ربك منتهاها} أي انتهاء علمها ليس لأحد منه شيء ما كائناً من كان فلأي شيء يسألونك عنها.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣١٤
عائشة رضي الله عنها فرموده كه حضرت رسول عليه السلام ميخواست كه وقت آن ازخدا بسد حق تعالى فرمود توازد انستن قيامت بره يزى يعني علم آن حق تونيست زنهار تانر سي به رورود كارتست منتهاي علم قيامت يعني كسر راخبر ندهد ه اطلاع بران خاصه حضرت رورد كارست.
قال القاشاني : أي في أي شيء أنت من علمها وذكرها وإنما إلى ربك نتهي علمها فإن من عرف القيامة هو الذي أنمحى علمه أو لا بعلمه تعالى ثم فنيت ذاته في ذاته فكيف يعلمها ولا علم له ولا ذات فأين أنت وغيرك من علمها بل لا يعلمها إلا الله وحده ﴿إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَـاـاهَا﴾ أي وظيفتك الامتثال بما أمرت به مني بيان اقترابها وتفصيل ما فيها من فنون الأهوال لا تعيين وقتها الذي لم يفوض إليك فما لهم يسألونك عما ليس من وظائفك بيانه أي ما أنت إلا منذر لا يعلم فهو من قصر الموصوف على الصفة أو ما أنت منذر إلا من يخشاها فهو من قصر الصفة على الموصوف وتخصيص من يخشى مع إنه مبعوث إلى من يخشى ومن لا يخشى لأنهم هم المنتفعون به أي لا يؤثر الإنذار إلا فيهم كقوله فذكر بالقرآن من يخاف وعيد والجمهور على إن قوله منذر من يخشاها من إضافة الصفة إلى معمولها للتخفيف على الأصل لأن الأصل في الأسماء الإضافة والعمل فيها إنما هو بالشبه ومن قرأها بالتنوين اعتبر أن الأصل فيها الأعمال والإضافة فيها إنما هي للتخفيف ﴿كَأَنَّهُمْ﴾ أي المنكرين وبالفارسية كوييا كفار مكة ﴿يَوْمَ يَرَوْنَهَا﴾ روزي كه بنند قيامت راكه از آمدن آن همي برسند ﴿لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَـاـاهَا﴾ الضحى اسم لما بين إشراق الشمس إلى استواء النهار ثم هي عشى إلى الغداة كما في "كشف الأسرار" والجملة حال من الموصول، فإنه على تقدير الإضافة وعدمها، مفعول لمنذر كأنه قيل : تنذرهم مشبهين يوم يرونها أي : في الاعتقاد بمن لم يلبث بعد الإنذار بها إلا تلك المدة اليسيرة أي عشية يوم واحد أوضحاه أي آخر يوم أو أوله لا يوماً كاملاً على أن التنوين عوض عن المضاف إليه فلما ترك اليوم أضيف ضحاه إلى عشيته والضحى والعشية لما كانا من يوم واحد تحققت بينهما ملابسة مصححة لإضافة أحدهما إلى الآخر فلذلك أضيف الضحى إلى العشيرة فإن قيل : لم لم يقل إلا عشية أو ضحى وما فائدة الإضافة قلنا لو قيل لم يلبثوا
٣٢٩


الصفحة التالية
Icon