﴿وَأَبًّا﴾ أي مرعى من أنه آذا أمه أي قصده لأنه يؤم ويقصد جزه للدواب أو من أب لكذا إذا تهيأ له لأنه متهيء للرعى وأب إلى وطنه إذا نزع إليه نزوعاً تهيأ لقصده وكذا أب لسيفه إذ تهيأ لسله وأبان ذلك فعلان منه وهو الزمان المتهييء لفعله ومجيئه أو الأب الفاكهة اليابسة تؤب للشاء أي تعد وتهيأ وهو الملائم لما قبله وفي الحديث "خلقتم من سبع ورزقتم من سبع فاسجد والله على سبع" أراد بقوله خلقتم من سبع يعني من نطقة ثم من علقة الخ وهي التارات السبع وبقوله رزقتم من سبع قوله حباً وعنباً إلى أبا لعل الحدائق خارجة عن الحساب لأنها منابت تلك المرزوقات وبقوله فاسجدوا على سبع الأعضاء السبعة وهي الوجه واليدان والركبتان والرجلان ﴿مَّتَـاعًا لَّكُمْ وَلانْعَـامِكُمْ﴾ مفعول به أي فعل ذلك تمتيعاً لكم والمواشيكم فإن بعض النعم المعدودة طعام لهم وبعضها علف لدوابهم وللالتفات لتكميل الامتنان وفي الآية إشارة إلى حب المحبة الذاتية وخمير المحبة الصافية المتخذة من عنب الصفات وخمر المحبة الأفعالية المتخذة من رطب وزيتون المعرفة ونخل التوحيد العالي من أن يصل إليه كل مدع كذاب وفاكهة الوجدانيات والذوقيات وحدائق الشوق والاشتياق والود والتجريد ونحوها وأب مراعي الشهوات الحيوانية فبعض هذه النعم الشريفة مخصوص بالخواض كالأرواح والأسرار والقلوب وبعضها بالعوام كالنفوس البشرية والقوى الطبيعية العنصرية ﴿فَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ﴾ شروع في بيان أحوال معادهم أثر بيان مبدأ خلقهم ومعاشهم والفاء للدلالة على ترتب ما بعدها على ما قبلها من فناء النعم عن قريب كما يشعر لفظ المتاع بسرعة زوالها وقرب اضمحلالها وجواب إذا محذوف يدل عليه يوم يفر الخ أي اشتغل كل أحد بنفسه والصاخة هي الداهية العظيمة التي يصخ لها الخلائق أي يصيخون لها
٣٣٩
من صخ لحديثه إذا أصاخ واستمتع وصفت بها النفخة الثانية لأن الناس يصخون لها في قبورهم فاسند الاستماع إلى المسموع مجازاً وقيل هي الصيحة التي تصم الآذان لشدة وقعها وقيل هي مأخوذة من صخه بالحجر أي صكه فتكون الصاخة حقيقة في النفخة ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ﴾ روزي كه بكريزد مرد ﴿مِنْ أَخِيهِ﴾ ازبرادر خودبار وجود موانست ومهرباني ﴿وَأُمِّهِ﴾ واز مادر خود باكثرت حقوق كه او راست
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٣٠
﴿وَأَبِيهِ﴾ واز در خود باجود شفقت وعاطفت كهل از وديده ﴿وَصَـاحِبَتِهِ﴾ واز زن خودبا آنكه مونس روزكار او بوده ﴿وَبَنِيهِ﴾ وازفر زندان خود باخيال استظهار بديشان أي يعرض الإنسان عنهم ولا يصاحبهم ولا يسأل عن حالهم كما في الدنيا لاشغاله بحال نفسه ولعلمه إنهم لا يغنون عنه شيئاً فقوله يوم منصوب بأعنى تفسيراً للصاخة تأخير إلا حب للمبالغة لأن الأبوين أقرب من الأخ وتعلق القلب بالصاحبة والأولاد أشد من تعلقه بالأبوين وهذه الآية تشمل النساء كما تشمل الرجال ولكنها خرجت مخرج كلام العرب حيث تدرج النساء في الرجال في الكلام كثيراً قال عبد الله بن طاهر الأبهري قدس سره يفر منهم إذا ظهر له عجزهم ولة حيلهم إلى من يملك كشف تلك الكروب واهموم عنه ولو ظهرله ذلك في الدنيا لما اعتمد على سوى ربه الذي لا يعجزه شيء وتمكن من فسحة التوكل واستراح في ظل التفويض وفي الآية إشارة إلى فرار مرء القلب عن أخيه السر وأمه لنفس وأبيه الروح وصاحبته القوى البشرية وبنيه الأعمال والأحوال وإن في ذلك اليوم لا يتخلص أد بعلمله بل بفضله وطوله كما قال عليه السلام، لن يدخل أحدكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بغفرانه ﴿لِكُلِّ امْرِىاٍ مِّنْهُمْ يَوْمَـاـاِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ استئناف وارد لبيان سبب الفرار والشأن لا يقال إلا فيما يعظم من الأحوال والأمور أي لكل واحد من المذكورين شغل شاغل وخطب هائل يكفيه في الاهتمام به قال ابن الشيخ أي الهم الذي حصل له قد ملأ صدره فلم يبق فيه متسع فصار بذلك شبيهاً بالغنى في إنه ملك شيئاً كثيراً ودرباب مشغولى قيامت فرد الدين عطار راقدس سره حكايتي منظوم است.
كشتى آورد در دريا شكست
تخته زان جمله بر بالا نشست
كربه وموسشى دران تخته بماند
كارشان بايكدكر بنه بماند
نه ذكر به موش را روى كريز
نه بموش آن كربه رانكال تيز
هردوشان ازهول درياي عجب
در تحير بازماند خشك لب
درقامت نيز اين غوغا بود
يعني آنجاني توونى ما بود
وفي الخبر إن عائشة رضي الله عنهما، قالت يا رسول الله كيف يحشر الناس قال حفاة عراة قالت وكيف تحشر النساء قال حفاة عراة قالت عائشة واسوأتاه النساء مع الرجال حفاة عراة فقرأ رسول الله عليه السلام هذه الآية لكل امرىء الخ.
وأما الفرار حذراً من مطالبتهم بالتبعات بأن يقول الإنسان واسيتني بمالك والأبوان قصرت في برنا والصاحبة
٣٤٠