قال القاشاني : في الآية أي صار صدأ عليها بالرسوخ فيه وكدر جوهرها وغيرها عن طباعها والرين حد من ترام الذنب ورسوخه تحقق عنده الحجاب والغلق باب المغفرة نعوذ بالله منه قال أبو سليمان الداراني قدس سره الران والققسوة هما زماماً الغفلة فمن تيقظ وتذكراً من من القسوة واليرن ودواؤهما ادمان الصيام فإن وجد بعد ذلك قسوة فليترك الإدام وقال بعض الكبار القلب مراءة مصقولة كلها وجه فلا تصدأ أبداً وإن أطلق عليها الصدأ في نحو حديث إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وإن جلاءها ذكر الله وتلاوة القرآن فليس المراد بذلك الصدأ إنه طخاء طلع على وجه القلب ولكنه لما تعلق واشتغل بعلم الأسباب عن العلم بالمسبب كان تعلقه بغير الله صدأ على وجه القلب مانعاً من تجلى الحق إليه إذ لحضرة الآلهية متجلية على الدوام لا يتصور في حقها حجاب عنا فلما لم يقبلها هذا القلب من جهة الخطاب الشرعي المحمود وقبل غيرها عبر عن قبول الغير بالصدأ ولكن والقفل وغير ذلك وقد نبه الله على ذلك في قوله وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه فهي في أكنة مما يدعوها الرسول إليه خاصة لا إنها في كن مطبقاً فلما تعلقت بغير ما تدى إليه عميت عن إدراك ما دعيت إليه فلم تبصر شيئاً فالقلوب أبداً لم تزل مفطورة على الجلاء مقصولة صافية (قال المولى الجامي) :
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٦٣
مسكين فقيه ميكند انكار حسن دوست
با او بكوكه ديده جانرا جلى كند
﴿كَلا﴾ ردع وزجر عن الكسب الرائن أي الموقع في الرين ﴿إِنَّهُمْ﴾ أي المكذبين ﴿عَن رَّبِّهِمْ﴾ وهو وقوله ﴿يَوْمَـاـاِذٍ﴾ أي يوم إذ يقوم الناس لرب العالمين متعلقان بقوله ﴿لَّمَحْجُوبُونَ﴾ فلا يرونه لأنهم بأكسابهم القبيحة صارت مراءة قلوبهم ذات صدأ وسرت ظلمة الصدأ منها إلى قوالبهم فلم يبق محل النور التجلي بخلاف المؤمنين فإنهم يرونه تعالى لأنهم بأكسابهم الحسنة صارت مرائي قلوبهم مصقولة صافية وسرى نور الصقالة والصفوة منها إلى قوالبهم فصاروا مستعدين لانعكاس نور التجلي في قلوبهم وقوالبهم وصاروا وجوهاً من جميع الجهات كوجود الوجه الباقي بل أبصاراً بالكلية سئل مالك بن أنس رحمه الله عن هذه الآية فقال لما حجب أعداؤه فلم يروه لأبدان يتجلى لأوليائه حتى يروه يعني احتج الامام مالك بهذه الآية على مسألة الرؤية من جهة دليل الخطاب وإلا فلو حجب الكل لم يبق للتخصيص فائدة وكذلك.
آنكاه دمريان دوست ودشمن فرق نماند كوبى ببهشت ميهمانيست.
بي ديدن ميزبان ه باشد
ون دشمن ودوست راه باشد
٣٦٨
س فرق دران مياه ه باشد.
وعن الشافعي رحمه الله لما حجب قوماً بالسخط دل على أن قوماً يرونه بالرضى.
وقال الشيخ الإسلام عبد الله الأنصاري رحمه الله لمحجوبون عن رؤية الرضى فإن الشقي يراه غضبان حين يتجلى في المحشر قبل دخول الناس الجنة وقال حسين بن الفضل رحمه الله كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته فالموحد غير محجوب عن ربه وقال سهل رحمه الله حجبهم عن ربهم قسوة قلوبهم في العاجل وما سبق لهم من الشقاوة في الأزل فلم يصلحوا لبساط القرب والمشاهدة فابعدوا وحجبوا والحجاب هو الغاية في البعد والطرد وقال ابن عطاء رحمه الله الحجاب حجابان حجاب بعد وحجاب إبعاد فحجاب البعد لا تقريب فيه أبداً وحجاب الإبعاد يؤدي ثم يقرب كآدم عليه السلام، وقال القاشاني : إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون لامتناع قبول قلوبهم للنور وامتناع عودها إلى الصفاء الأول الفطري كالماء الكبريتي مثلاً إذ لو روق أو صعد لما رجع إلى الطبيعة المائية المبردة لاستحالة جوهره بخلاف الماء المسخن استحالت كيفيته دون طبيعته ولهذا استحقوا الخلود في العذاب وفي "المفردات الحجب" المنع عن الوصول والآية إشارة إلى منع السور عنهم بالإشارة إلى قوله فضرب بيهم بسور أي بحجاب يمنع من وصول لذة الجنة إلى أهل النار وأذية أهل النار إلى أهل الجنة وقال صاحب الكشاف : كونهم محجوبين عنه تمثيل للاستحقاق بهم وإهانتهم لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للوجهاء المكرمين لديهم ولا يحجب عنهم إلا إلا دنياء المهانون عندهم قال.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٦٣
إذا اعتروا باب ذي مهابة رجبوا.