والمراد البروج الاثنا عشر التي في الفلك الأعلى فالمراد بالسماء فلك الأفلاك قال سعدي المفتي لكن المعهود في لسان الشرع إطلاق العرش عليه دون السماء ويجوز أن يراد الفلك الأقرب إلينا فالآية كقوله تعالى :﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَـابِيحَ﴾ انتهى.
وجوابه ما أشرنا إليه في عنوان السماء ثم إنها شبهت بروج السماء بالقصور التي تنزل فيها الأكابر والأشراف لأنها منازل السيارات ومقر الثوابت قال الامام السهيلي رحمه الله أسماء البروج الحمل وبه يبدى لأن استدارة الأفلاك كان مبدأها من برج الحمل فيما ذكروا وفي شهر هذا البرج نيسان حيث تم العشرون منه كان مولد النبي عليه السلام، وكان مولده عنده طلوع الغفر وهو بفتح الغين المعجمة وسكون الفاء منزل للقمر ثلاثة أنجم صغار والغفر يطلع في ظاهر الشهر أول الليل لأن وقته النطح وهو الشرطان بالمعجمة وبفتحتين وهما نجمان من لحم هما قرناه وإلى جنب الجنوبي منهما وفي القاموس وإلى جانب الشمالي منهماك وكب صغير ومنهم من يعده معهما فيقول هذا المنزل ثلاثة كواكب ويسميها الأشراط وإلى الحمل أيضاً يضاف البطين وهو كزبير منزل للقمر ثلاثة كواكب صغار كأنها أثافي وهو بطن الحمل وبعد الحمل الثور ثم الجوزاء ويقال لها النسر والجبار والتوأمان.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٨٣
قال في القاموس التوأم منزل للجوزاء انتهى.
وهامة الجوزاء الهقعة وهي ثلاثة كواكب فوق منكبي الجوزاء كمالاً نافى إذا طلعت مع الفجر اشتد حر
٣٨٣
الصيف ثم السرطان المهملة ثم الأسد ثم السنبلة ثم الميزان ثم العقرب وبين الزبانيين من العقرب وهما قرناها وكوكبان نيران في قرني العقرب كما في القاموس وبين وركى الأسد ورجليه وهما السماك ككتاب يطلع الغفر الذي به مولد الأنبياء عليهم السلام وفيه قالوا :
خير المنازل في الأبد
بين الزباني والأسد
لأنه يليه من الأسد ذنبه ولا ضرر فيه ومن العقرب زبانياها ولا ضرر فيهما وإنما تضر بذنبها إذا شالته أي رفعته وهو الشولة في لمنازل أي ما تشول العقرب من ذنبها وكوكبان نيران ينزلهما القمر يقال لهما حمة العقرب ثم القوس ثم الجدي ثم الدلو ثم رشاء الدلو وهو منزل للقمر وهو الحوت يحسب في البروج وفي المنازل وجعل الله الشهور على عدد هذه البروج فقال تعالى : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً.
قال في كشف الأسرار وأين برجها برهار فصل است يك فصل از ان وقت بهار است سه ماه وآفتاب ندرين سه ماه در حمل وثور وجوزا باشد وفصل دوم روزكار صيف است تابستان كرم سه ماه وآفتاب اندرن سه ماه در سرطان وأسد وسنبله باشد وفصل سوم روزكار خريف است سه ماه وآفتاب اندرين سه ماه در ميزان وعقرب وقوس باشد وفصل هارم روزكار زمستانست سه ماه وآفتاب اندرين سه ماه درجدى ودلو وحوت باشد وهر فصلى راطبعي ديكرست وكردش أو ديكر.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٨٣
يقول الفقير أيده الله القدير الفصل البيعي عبارة عن ثلاثة أشهر يعبر عن أولها بأذار، وعن الثاني بنيسان، وعن الثالث بأيار، فإذا مضت سبع عشرة ليلة من الشهر الأول استوى الليل والنهار بأن يكون كلم نهما ثنتي عشرة ساعة ثم يأخذ النهار من الليل كل يوم شعيرة حتى إذا مضت سبعة عشر يوماً من حزيران وهو أول فصل الصيف وبعده تموز ثم اغستوس يكون النهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات ويكون اليوم أطول الأيام كما أن الليلة تكون أقصر الليالي ثم يأخذ الليل من النهار على عكس ما سبق فينتقص من النهار كل يوم شعيرة حتى إذا مضت سبعة عشر يوماً من أيلول وهو أول فصل الخريف وبعده تشرين الأول الذي هو أوسط الخريف ثم تشرين الثاني الذي هو آخره استوى الليل والنهار أيضاً ثم يتزايد الليل كل يوم شعيرة حتى إذا كان سبعة عشر يوماً من كانون الأول وهو أول فصل الشتاء وبعده كانون الثاني، ثم شباط ينتهي طول الليل بأن يكون خمس عشرة ساعة وقصر النهار بأن يكون تسع ساعات فهذا الحساب يعود ويدور أبداً إلى ساعة القيام فالله تعالى يولج الليل في النهار أي يدخله فيه بأن ينقص من ساعات الليل ويزيد في ساعات النهار وذلك إذا مضى من كانون الأول سبعة عشر يوماً إلى أن يمضي من حزيران هذا العدد وذلك ستة أشهر وهي كانون الأول وكانون الثاني وشباط وآذار ونيسان وأيار ويولج لنهار في الليل أي يدخله فيه بأن ينقص من ساعات النهار ويزيد في ساعات الليل وذلك ستة أشهر أيضاً وهي حزيران وتموز واغستوس وأيلول وتشرين الأول
٣٨٤


الصفحة التالية
Icon