وتشرين الثاني وهذا كله بتقدير العزيز العليم وأداراته الأجزام العلوية على نهج مستقيم ويقال المراد بالبروج هي النجوم التي هي منزل القمر وهي ثمانية وعشرون نجماً ينزل القمر كل ليلة في واحد منها لا يتخطاها ولا يتقصر عنها وذا صار القمر إلى آخر منازله دق واستقوس ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوماً وإن كان تسعة وعشرين فليلة وحدة وإطلاق الروج على هذه النجوم مبنى على تشبهها بالقصور من حيث إن القمر ينزل فيها ولظهورها أيضاً بالنسبة إلى بعض الناس كالعرب لأن البرج ينبىء عن الظهور مع الاشتمال على المحاسن يقال تبرجت المرأة أي تشبهت بالبرج في إظهار المحاسن وإما البروج الاثنا عشر فليس لها ظهور حيث لا تدرك حساً والبروج الاثنا عشر منقسمة إلى هذه المنازل الثمانية والعشرين والشمس تسير في تمام هذه البروج الاثني عشر في كل سنة والقمر في كل شهر وقد تعلقت بها منافع ومصالح للعباد فاقسم الله تعالى بها إظهاراً لقدرها وشرفها وفيه إشارة إلى الروح الإنساني ذات المقامات في الترقي والدرجات واليوم الموعود} أي يوم القيامة اقسم الله تعالى به تنبيهاً على قدره وعظمه أيضاً من حيث كونه يوم الفصل والجزاء ويوماً تفرد الله بالملك والحكم فيه وفيه إشارة إلى آخر درجات الروح من كشف التوحيد الذاتي وهي القيامة الكبرى
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٨٣
﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ أي ومن يشهد في ذلك اليوم من الأولين والآخرين والأنس والجن والملائكة والأنبياء وما يحضر فيه من العجائب فالشاهد بمعنى الحاضر من الشهود بمعنى الحضور لا بمعنى الشاهد الذي نثبت به الدعاوي والحقوق وتنكيرهما للإبهام في الوصف أي وشاهد ومشهود لا يكتنه وصفهما ويقال المشهود يوم الجمعة والشاهد من يحضره من المسلمين للصلاة ولذكر الله ما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيها خيراً إلا استجاب له ولا يستعيذه من سوء إلا إعاذة منه وفي الحديث اكثروا على من الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة ويقال المشهود يوم عرفة والشاهد من يحضره من الحاج وحسن القسم به تعظيماً لأمر الحج وعددهم هفتصد هزار كما في "كشف الأسرار" ويقال الشاهد كل يوم والمشهود أهله فيكون المشهود بمعنى المشهود عليه والشاهد من الشهادة كما قال الحسن البصري رحمه الله، ما من يوم إلا وينادي ي يوم جديد وإني على ما يفعل في شهيد فاغتمني فلو غابت شمس لم تدكني إلى يوم القيامة.
دريغاكه بكذشت عمر عزيز
بخواهد كذشت اين دمى ند نيز
كذشت آنه درنا صوابي كذشت
در اين نيزهم درنيابي كذشت
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٨٣
ويقال الشاهد هو الحق من حنث الجمعية والمشهود هو أيضاً من حيث التفرقة وإن شئت قلت من حيث الإجمال ومن حيث التفصيل لا يراه بالحقيقة أحد إلا هو ويقال الشاهد نفس الروح والمشهود نفس الطبع وقال الحسين رحمه الله في هذه الآية علامة إنه ما انفصل الكون عن المكون ولا قارنه ﴿قُتِلَ أَصْحَـابُ الاخْدُودِ﴾ جواب القسم بحذف اللام المؤكدة
٣٨٥


الصفحة التالية
Icon