يقول الفقير : هذا القول من عمر من قبيل كسر النفس واستقصار العلم والمعرفة واستقلالهما على ما هو عادة الكمل فلا ينافي كماله في الدين والمعرفة حتى يكون ذلك سبباً لجرحه في باب الخلافة كما استدل به الطوسي الخبيث على ذلك في كتاب التجر يدله وفي الحديث "إلا أن ابن آدم خلقوا على طبقات شتى فمنهم من يولد مؤمناً ويحيى مؤمناً ويموت مؤمناً ومنهم من يولد كافراً ويحيى كافراً ويموت كافراً ومنهم من يولد مؤمناً ويحيى مؤمناً ويموت كافراً ومنهم من يولد كافراً ويحيى كافراً ويموت مؤمناً".
ومن هنا قال بعضهم : قوم طلبوه فخذلهم وقوم هربوا منه فأدركهم.
إبراهيم خواص قدس سره كفت درباديه وقتى بتجريد مى رفتم يرى راديدم دركوشه نشتسه وكلاهىبرسر نهاده وبزاري وخواري مي كريست كفتم يا هذا توكيسيتي كفت من ابو مره ام كفتم رامى كري كفت كيست بكريستن سزا وارتراز من هل هزار سال بدان دركاه خدمت كرده ام ودرافق أعلى ازمن مقدم تركس نبودا كنون تقدير إلهي وحكم غيبي نكركه مرابه روز آورد آنكه كفت اي خواص نكر تابدين جهد وطاعت خويش غره نباشى كه بعنايت واختيار اوست نه بجهد وطاعت بنده بمن يك فرمان آمدكه آدم راسجده كن نكردم وآدم را فرمان آمدكه ازان درخت مخور خورد ودركار آدم عنايت بود عذرش بنهادند وزلت اودر حساب نياوردند ودركار من عنايت نيود طاعت ديرينه من زلت شمردند.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢
من لم يكن للوصال أهلا
فكل إحسانه ذنوب
ومن هنا يعرف سر قول الشيخ سعدى :
هركه در سايه عنايت اوست
كنهش طاعتست ودشمن دوست
﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ مطلقاً ﴿بَصِيرٌ﴾ فيجازيكم بذلك فاختاروا منه ما يجديكم من الإيمان
والطاعة وإياكم وما يرديكم من الكفر والعصيان قال القاسم رحمه الله خاطبهم مخاطبة حال كونهم ذرا فسماهم كافرين ومؤمنين في أزله وأظهرهم حين أظهرهم على ما سماهم وقدر عليهم فأخبر بأنه علم ما يعملونه من خير وشر.
واعلم أن الله تعالى يعلم لكنه يحلم ويقدر لكنه يغفر إلا أن من أقصه السوابق لم تدنه السوائل ومن اقعده جده لم ينفعه كده قبل أن بعض الأكابر بلغه أن يهودياً أوصى أن يحمل من بلده إذا مات ويدفن في بيت المقدس فقال ايكابر الأزل أما علم إنه لو دفن في فراديس العلى لجاءت جهنم بأنكالها وحملته إلى نفسها والناس على أربعة أقسام أصحاب السوابق وهو الذين تكون فكرتهم أبداً فيما سبق لهم من الله لعلمهم أن الحكم الأزلي لا يتغير باكتساب العبيد وأصحاب العواقب وهم الذين يكفرون أبداف فيما يختم به أمرهم فإن الأمور بخواتمها والعاقبة مستورة ولهذا قيل لا يغرنكم صفاء الأوقات فإن تحتها غوامض الآفات وأصحاب الوقت وهم الذين لا يتفكرون في السوابق ولا في اللوحق العواقب بل يشتغلون بمراعاة الوقت وأداء ما كلفوا من أحكام ولهذا قيل العارف ابن وقته وقيل الصوفي من لا ماضي له ولا مستقبل (وفي المثنوى) :
صوفى ابن الوقت باشد أي رفيق
نيست فردا كفتن از شرط طريق
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٢
والقسم الرابع هم الذين غلب عليهم ذكر الحق فهم مشغولون بشهود الموقت عن مراعاة الوقت وفي الآية إشارة إلى هويته المطلقة عن النسب والإضافات خلقكم أي تجلى لتعيناتكم لجنسية والنوعية والشخصية من غير تقيد وانحصارفمنكم أي فمن بعض هذه التعينات كافر يستر الحق المطلق بالخلق المقيد ويقول بالتفرقة دفعا لطعن الطاعن ومن بعض هذه التعينات مؤمن يؤمن بظهور الحق في الخلق ويستر الخلق بالحق ويوقل بالجمعية تأنيساً للمكاشفين بالحقائق والله بما تعملون بصير من ستر الحق بالخلق دفعا للطاعن ومن ستر الخلق بالحق تأنيساً للطالب الواجد ﴿خَلَقَ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضَ بِالْحَقِّ﴾ أي بالحكمة البالغة المتضمنة للمصالح الدينية والدنيوية والمراد السموات السبع والأرضون السبع كما يدل عليه التصريح في بعض المواضع قال تعالى خلق سبع سموات طباقاً وقال تعالى الله الذي خلق بع سموات ومن الأرض مثلهن فإن قلت ما وجه عدم ذكر العرش والكرسي في أمثال هذه المواضع مع عظم خلقهما قلت إنهما وإن كانا من السماء لأن السماء هو الفلك والفلك جسم شفاف محيط بالعالم وهما أوسع الأفلاك إحاطة إلا أن آثارهم غير ظاهرة مكشوفة بخلاف السموات والأرض وما بينهما فإنها أقرب إلى المخاطبين المكلفين ومعلوم حالها عندهم ومكشوفة آثارها ومنفعتها ولهذا قالوا إن الشمس تتضج الفواكه والقمر يلونها والكواكب تعطيها الطعام إلى غير ذلك مما لا يتناهى على أن الغيرت فيها أظهر فهي على عظم لقدرة أدل وقد قال تعالى كل يوم هو في شأن وأكثر هذه الشؤون في عالم لكون والفساد الذي هو عبارة عن السموات والأرض إذ هما من العنصريات بخلاف العرش والكرسي فإنهما من الطبيعيات ولهذا لاي فنيان ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ الفاء للتفسير أي صوركم أحسن تصوير وخلقكم في أحسن


الصفحة التالية
Icon