أي يبدىء البطش أو العذاب في الآخرة ثم يعيده فيها كقوله تعالى :﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَـاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما إن أهل جهنم تأكلهم النار حتى يصيروا فيها فحما ثم يعيدهم خلقاً جديداً فهو المراد من الآية وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أسر إلى رسول الله حديثاً في النار فقال يا حذيفة إن في جهنم لسباعاً من نار وكلاباً من نار وسيوفاً من نار وكلاليب من نار وإنه يبعث ملائكة يعلقون ل النار بتلك الكلاليب بأحناكهم ويقطعونهم بتلك السيوف عضواً عضواً ويلقونها إلى تلك السباع والكلاب كلما قطعوا عضواً عاد آخر مكانه غضاً طرياً أو يبدىء من التراب ويعيده فيه أو من النطفة ويعيده في الآخرة يقال بدأ الله الخلق وأبدأهم فهو بادئهم ومبدئهم بمعنى واحد والمبدىء المظهر ابتداء والمعيد المنشىء بعد ما عدم فالإعادة ابتداء ثان قال الامام الغزالي رحمه الله المبدىء المعيد معناه الموجد لكن الإيجاد إذا لم يكن مسبوقاً بمثله يسمى إبداء وإن كان مسبوقاً بمثله يسمى إعادة والله تعالى بدأ خلق الإنسان ثم هو الذي يعبدهم أي يحشرهم فالأشياء كلها منه بدت وإليه تعودو به بدت وبه تعود وفي المفردت والله هو المبدىء والمعيداي هو السبب في المبدأ والنهاية.
وقال بعضهم : الإبداء هو الإظهار على وجه التطوير المهيء للإعادة وهي الرجوع على مدرج تطوير الإبداء فهو سبحانه بدأ الخلق على حكم ما يعيدهم عليه فسمى بذلك المبدىء المعيد ونما قبل فيهما إنهما اسم واحد لأن معنى الأول يتم بالثاني وكذا كل اسم لا يتم معناه فيما يرجع إلى كمال أسماء الله إلا باسم يتم به معناه قال الامام القشيري رحمه الله إن الله تعالى يبدىء فضله وإحسانه لعبيده ثم يعيده ويكرره فإن الكريم من يرب صنائعه وخاصية الاسم المبدىء أن يقرأ على بطن الحامل سحراً تسعاً وعشرين مرة فإن ما فيه بطنها يثبت ولا يزلق وخاصية الاسم المعيد بذكر مراراً لتذكار المحفوظ إذا نسى لا سيما إذا أضيف له الاسم المبدىء وهو لغفور} لمن تاب عن الكفر وآمن كذا لمن تاب عن غيره من المعاصي ولمن لم يتب أيضاً إن شاء ﴿الْوَدُودُ﴾ المحب لمن أطاع أو تاب كما قال إن الله يحب التوابين واين نشانه فضل است بعدل بكذا رد ونابود سازد وبفضل بنوزد وبرافرازد.
فضل اود لنواز مخوا ران
عدل أو سينه سوز جباران
عمر بن الخطاب رضي الله عنه در تخانه مقبول وسيئات أو مغفور كه وهو الغفور الودود وعبد الله بن أبي در مسجد مخذول وحسنات أو مردودكه إن بطش ربك لشديد.
جزء : ١٠ رقم الصفحة : ٣٨٣
فالودود فعول
٣٩٢
بمعنى الفاعل ههنا وهو الذي يقتضيه المقام وقال سهل رحمه الله، الودود المحب إلى عباده بإسباغ النعم عليهم ودوام العافية فيكون بمعنى المفعول لأنه يحبه عباده الصالحون ومحبة العبد طاعته له وموافقته لأمره أو تعظيمه له وهيبته في قلبه وأجمع أهل الحقيقة إن كان محبة تكون عن ملاحظة عوض فهي معلولة بل المحبة الصحيحة هي المحبة الصافية عن كل طمع والأثر إن الله تعالى يقول إن أول إلا وداء إلى من بعدني لغير نوال لكن ليعطي الربوبية حقها قال بعض الكبار العشق التفاف الروحين والحب صفاء ذلك الالتفاف وخلوصه والود ثباته وتمكنه من القلب والهوى أول وقوع الحب في القلب.